اختتمت قوى نداء السودان اجتماعاتها فى العاصمة الالمانية برلين 26 فبراير باصدار اعلانها المشترك عن عملية الحوار القومى الدستورى والذى اعاد التاكيد على ضرورة تهيئة مناخ الحوار ، فيما رحبت الخارجية الالمانية بالنتائج داعية المعارضة للاجتماع مع حكومة المؤتمر الوطنى دون تحقيق شروط تهيئة المناخ . وتوصل البيان المشترك لقوى نداء السودان الى (الدعم الكامل لقرار الاتحاد الافريقي رقم 456 الصادر بتاريخ 12/ سبتمبر 2014 ، التأكيد علي الاستعداد التام للمشاركة في الموتمر التحضيري للحوار المنعقد برئاسة الاتحاد الأفريقي بأديس ابابا اذا تمت الدعوة من قبل الالية رفيعة المستوي وذلك لبناء أساس سليم لحوار قومي شامل والاتفاق علي متطلبات تهيئة المناخ التي يجب تنفيذها قبل بدء الحوار القومي الدستوري … من اجل نجاح الحوار سبق للاتحاد الافريقي ان اصدر القرار 456 الفقرة 15 المتعلقة بمتطلبات بناء الثقة لتهيئة المناخ ونحن نضيف عليها المتطلبات التالية : وقف كل الترتيبات الجارية للانتخابات خاصة الانتخابات الرئاسية ، اطلاق سراح كل المعتقلين السياسين والمحكومين بسبب الحرب ، تبادل اسري الحرب ، وقف محاكمة المعارضين فورا ، التحقيق في احداث سبتمبر 2013 وتابت أكتوبر 2014 ، وقف العمليات العسكرية والعنف علي المدنيين والناشطين ، احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية ، إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، إلغاء التعديلات الدستورية الاخيرة ، القبول بترتيبات انتقالية بِما فيها القبول بحكومة قوميه انتقالية … وسوف يكون من الصعب تخيل مشاركة قوى نداء السودان في الاجتماع التحضيري بدون إطلاق سراح قادتها المعتقلين الآن من قبل حكومة السودان، تحديدا فاروق أبو عيسى، ود. أمين مكي مدني، وفرح العقار.) .(مرفق نص البيان بالانجليزية). ووقع الاعلان المشترك الفريق مالك عقار عن الجبهة الثورية والامام الصادق المهدى عن حزب الأمة وعن قوى الاجماع الاستاذ محمد مختار الخطيب وعن المجتمع المدنى البروفيسير بابكر محمد الحسن . وأصدر وزير الخارجية الالمانية بياناً اول أمس 26 فبراير قال فيه (أنا سعيد بنتائج المناقشات التى جرت هنا فى برلين . وان اعلان برلين يشكل خطوة هامة نحو المصالحة فى السودان . الآن هناك امل أعظم بان الحكومة فى الخرطوم والمعارضة ستدخلان فى مفاوضات جادة). وأضاف بيان وزير الخارجية الالمانية (انعقد اجتماع المعارضة السودانية والمجتمع المدنى ، ليناقش ، قبل كل شئ ، مشاريع بناء السلام كجزء من الحوار الوطنى . وشملت القرارات المتخذة ارسال وفد لأديس اباب للمشاركة فى الاجتماع التحضيرى للحوار الوطنى للتفاوض مع الحكومة السودانية حول التعاون اللاحق). وأغفل بيان وزير الخارجية الالمانى الحديث عن اى خطوات تتخذها حكومة المؤتمر الوطنى لتهيئة المناخ للحوار ! وسبق واتهم المناضل المخضرم الأستاذ على محمود حسنين مسؤول ملف السودان بوزارة الخارجية الالمانية بالانحياز لوجهة نظر حكومة المؤتمر الوطنى . والمأساة الملهاة ان الآلية الحكومية للحوار الوطنى نفسها وافقت على الاجراءات التمهيدية للحوار . وقال المحلل السياسي ل(حريات) ان استراتيجية حكومة المؤتمر الوطنى للالتفاف على مطلوبات تهيئة المناخ قامت على اتخاذ عدد اضافى من الاجراءات القمعية – مثل اعتقال قادة قوى نداء السودان وتقديمهم للمحاكمة ، اغلاق منظمات المجتمع المدنى ، تشديد الرقابة على الصحف ، بحيث يتم الغاء بعض هذه الاجراءات لاحقاً فتصور باعتبارها التنازلات المطلوبة فى حين يتم تجاهل البيئة القانونية والمؤسسية التى اتاحت تلك الاجراءات القمعية ، مثل قوانين الامن ومنظمات العمل الطوعى والصحافة وغيرها ، التى اضفي عليها طابعاً دستورياً بعد التعديلات الدستورية الاخيرة ! وتوقع المحلل السياسي ل(حريات) ان تصدر حكومة المؤتمر الوطنى قرارات بالغاء محاكمة الأستاذين فاروق أبوعيسى وامين مكى مدنى والغاء تجميد عدد من منظمات المجتمع المدنى ، وقال انه يرجح ان تضغط الحكومات الغربية على المعارضة للانخراط فى الحوار على اساسها ، هذا فى حين ان جميع الاجراءات القمعية الاضافية اتخذت بعد الدعوة للحوار واتخذت بناء على قوانين مقيدة للحريات لاتزال قائمة ! وأكد المحلل السياسي ان قوى نداء السودان قوى متجذرة شعبياً وذات خبرة سياسية متراكمة ولهذا لا يمكن ان تقبل استراتيجية حكومة المؤتمر الوطنى وان تغطت بنقاب اوروبى أو أمريكى . (نص اعلان قوى نداء السودان ادناه): http://www.auswaertiges-amt.de/EN/Infoservice/Presse/Meldungen/2015/150226_Sudan.html?nn=479796