يحاول الرئيس السوداني عمر حسن البشير تقليص الضغط المفروض عليه من قبل قوى المعارضة عبر التظاهر بعدم تاثير حملات مقاطعة الانتخابات على مصيره السياسي في البلاد، لأن ذلك مرتبط بالعناية الإلهية لا بأيدي قوى ‘نداء السودان' وقلل الرئيس السوداني من حملات قوى المعارضة التي تدعوه للرحيل عن سدة الحكم، وشدد على انها لا تخيفه، وقال انه يؤمن بأن "الملك بيد الله يعطيه من يشاء وينزعه ممن يشاء". وترفض قوى المعارضة إجراء الانتخابات في أبريل/نيسان المقبل وتطلب تأجيل العملية لحين تشكيل حكومة قومية لفترة انتقالية تشرف على تعديل الدستور والقوانين ومن ثم قيام انتخابات معترف بها. ودشنت قوى "نداء السودان" في الرابع من فبراير/شباط، حملة "ارحل" لمقاطعة الانتخابات، وأعلنت فتح باب التوقيعات أمام الجمهور. ويرى مراقبون للشأن السوداني أن خطاب البشير ينم عن خوف واضح بدأ يتسلل إلى اسوار الحزب الحاكم، وأن ربط العملية السياسية بالوازع الديني هو هروب من الواقع السياسي الذي بدأ يخسر فيه البشير الكثير من رصيده عقب وحدة قوى العارضة واصرارها الكبير على تغيير نظام الحكم. وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني المعارض أبوبكر يوسف في وقت سابق إن القوى المعارضة بمختلف تكويناتها تبتدع أساليب جديدة لحملة المقاطعة. وعدّ البشير بالرحيل تخويفا، وأضاف "بما يخيفونا؟ بالموت؟"، قبل ان يسترسل "لن يموت احد قبل أجله، ونحن نريد موتة "مجيهة"..هي ميتة واحدة ونريدها في سبيل الله.. ونلحق بالشهداء". وقال الرئيس السداني انه يريد أن يكمل مسيرته مع الشعب، حال قرر انتخابه، وأضاف"إذا لم يختاروني فسأنصاع بكل احترام لرغبة الشعب السوداني". وابدى أملا في ان يكون عند حسن ظن الجميع به، ودعا الى تشييد المزيد من الخلاوي والمساجد بالبلاد، لافتا الى دور الطرق الصوفية في دخول الاسلام الى السودان وأشار الى ان "الانقاذ" وجدت الطريق ممهدا بفضل تلك الطرق. وعلق متابعون أن البشير غير قادر على مواجهة قوى المعارضة بالحجة والعقل والقرينة والبرامج السياسية العملية، بل يلجأ إما لعصا القمع لتكميم الأفواه أو اعتبار كل ما يحصل سياسيا آت من لدن الله. واكد هؤلاء أن هذه الوسيلة التي لطالما يقع استخدامها من قبل جماعة الإسلام السياسي هي مطية لترهيب الناس واقناعهم بما لا يتماشى مع الواقع المعيشي. ويرى العديد من الملاحظين أن البشير الذي يعتبر حلقة من العقد المنفرط لجماعات الاسلام السياسي في المنطقة بعد الافلاس السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في تونس ومصر وليبيا يريد تغليب الشأن الديني على الشأن الدنيوي للحيلولة دون خسارة مكانته السياسية في البلاد. وكشفت قوى المعارضة عن برنامج عمل مشترك، للانتفاضة واستعادة الدولة السودانية، ويدعو البرنامج لاطلاق حملات شعبية لوقف الحروب وإسقاط النظام، فضلا عن "سياسات بديلة" تشمل عدة قطاعات على رأسها الجيش والأمن والشرطة. وأقر برنامج العمل المشترك للقوى الموقعة على "نداء السودان" الاتفاق على أن إسقاط حكم المؤتمر الوطني يتم بتكامل وتفاعل كافة الوسائل والآليات. ووقع كل من تحالف قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية المتمردة وحزب الأمة القومي، وعدد من منظمات المجتمع المدني، اتفاق "نداء السودان" بأديس أبابا في 3 ديسمبر/كانون الاول.