مابين كالوقي والرحمانية بجنوب كردفان (يلعلع) الرصاص ، ويتشرد أبرياء الناس ، ليس لشيء سواء أن مواطني المنطقتينقًدر لهم العيش هناك ، هم ضحايا صراع أرعن وقع عليه طرفي الصراع منذ كتمة 6/6 بقوة السلاح ، بحجة البقاء للأصلح والفناء للمواطن المغلوب على أمره ، هذا القتال الذي إختار الطرفان ساحته ولاية جنوب كردفان وأختها ولاية النيل الأزرق لا يستثني أي قرية أو مدينة بالولايتين المذكورتين دعك من هذه وتلكهو قتال للتذكير ب(نحن هنا) ، معتركه المنطقتين (الولايتين) ، مع تجريد المواطن من حقه المشروع في (نحن هنا) ، لأن القوة آلت للآلة الحربية للسلاح منذ إنقلاب القوة ، ومقولة (أخذناها بالقوة ومن أرادها فليأخذها بالقوة ) ، وتماهي حملة السلاح مع قانون الغاب (قانون القوة) هذا هذا الفكير السلبي لا يقود البلاد والعباد إلا إلى المزيد من التشرذم والتشرد والتخلف والنزوح و… ، وهذا مابدأ واضحا منذ ما صارت البلاد ، ديار حرب ، لا يأمن فيها الإنسان على ماله وأهله خاصة في المنطقتين إضافة إلى إقليم دارفور ، في ظل مفوضات تنعقد لتفشل ، وتنعقد مجددا ، ولا تتوقف الحرب اللعينة ، بل تظل تحصد الأرواح البريئة ، وكأنما الأمر لا يعني جنرالات الحرب البته مابين هؤلاء وأولئك الحاكمون المتحكمون والمتمردون الخارجون ، تتمرد الآمال وتذهب الأحلام بمفوضات تكبح جماح الحرب في وطن يمكن له بروية وتعقل أن يسع الجميع (وطن بالفيهو نتساوى نحلم نقرأ نتداوى) أدراج الرياح ، ويبقى التوقيع بلون الدماء على أحزان الوطن وتبقى الكلمة للرشاش (الرطن) و للقائد الأرعن ، ومابينهما ندفع (نحن كلنا) الثمن في إنتظار مسرحي عبثي (إنتظار جودو) ما بين حريق الرحمانية ونزوح مواطنيها إلى ابوجبيهة ، سمعنا إتهامات هؤلاء تلاحق أولئك ، وأتى رد أولئك سريعا يلاحق هؤلاء ، ولكن رغم الإتهامات يظل المشهد مفجعا يحكي الحريق والسواد والرماد ، في صراعات (السجم والرماد ) كالوقي (قدير) لم يقدِر لها تاريخها السلامة والأمان ، والرحمانية لم ترحمها تسميتها من أن تكون بين ليلة وضحاها أطلالاوبالتالي كل بلاد السودان كأنما كُتب عليها مقولة (الإسم تابع الحال) لتتأتى كل ما تحمله الكلمة من معنى (سوء دان) ، بعيدا عن معنى التسمية التي تشير إلى اللون تاريخيا مابين كالوقي والرحمانية دروس وعبر تقول بلعنة الحروب وضياع المواطن المغلوب ، ويبقى السلم الإجتماعي كتاب مفتوح لأمن الناس هنا وهناك من الخوف ، ولكن هل من مدكر ؟ .