وكما هو معلوم لكل السودانيين بالداخل والخارج ،فإنَ قوى نداء السودان المتمثلة في الجبهة الثورية السودانية، حزب الأمة القومي، قوى الإجماع الوطني و منظمات المجتمع المدني قد قامت بتأييد المملكة العربية السعودية فى حربها التى تشنها على الحوثيين فى اليمن،وذلك لقيام جماعة الحوثيين بالإشتراك مع أنصارالرئيس المخلوع على عبدالله صالح ،بتغيير النظام الشرعى فى اليمن متمثلاً فى الرئيس المنتخب عبدة منصور عن طريق القوة المسلحة،هذا بلا شك يعتبر سبباً ثانوياً للحرب التى تقوم بها السعودية ومعها مجموعة من الدول العربية ،إستطاعت السعودية بحنكتها السياسية ،ووزنها الإقتصادى ومكانتها الدينية الكبيرة ،من إقناع هذه الدول للقيام بالحرب ضد الحوثيين ومن يناصرهم داخل الأراضى اليمنية،ولكن السبب الرئيسى من وراء هذه الحرب ،هو خوف المملكة العربية السعودية،ومن خلفها بقية دول الخليج من سيطرة وهيمنةإيران على كامل تراب اليمن وبالتالى،تكون دولة الملالى على مرمى حجر من الأراضى المقدسة،مما يهدد ليس أمن السعودية فحسب بل كل دول الخليج،فإذا قدر للحوثيين ومعهم الرئيس المخلوع على عبدالله صالح (وما هولاء إلا مخالب قط لإيران فى اليمن )، السيطرة على مقاليد الحكم فى اليمن فهذا يعنى،للسعودية وبقية دول الخليج،تهديداً أمنياً مباشراً لحكمهم ولإستقرار شعوبهم،بل تهديد أكبر لأهل السنة فى المنطقة بأجمعها،وهذا بلا شك يجعل أرض اليمن مهيأة لكل أنواع الحركات الجهادية والتى ترى أنَ الزمان زمانها،وأنَ المكان يجب أن يصبح طاهراً من دنس الشيعة ومن شايعهم وهذا حسب زعمهم وأفكارهم. وبالعودة لمساندة قوى نداء السودان سياسياً للسعودية والدول التى تخوض معها حرب عاصفة الحزم،ضد الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع على عبدالله صالح فى اليمن،قد يقول قائلٌ إنَ الدعم السياسى وحده لا يكفى،إن لم يكن مسنوداً بقوات تقاتل على الأرض جنباً إلى جنب ،مع الجيش السعودى،وذلك للدور الكبير الذى يمكن أن تلعبه السعودىة فى الشأن السودانى وهو بلا شك أكثر تأثيراً من دور الإتحاد الأفريقى ،وذلك لما للسعودية من وزن سياسى وإقتصادى ودينى كبير على المستوى الإقليمى والعالمى،ويضيف هذا الرأى بقوله: إن أرادت قوى نداء السودان،أن تلعب سياسة بحق وحقيقة وأن تستفيد من ضغط أو وساطة السعودية لدى الحكومة السودانية من أجل حل القضايا السودانية،فعليهاأن تجهز قواتها وتدفع بها إلى الحدود السعودية اليمنية،جنباً إلى جنب مع القوات السودانية والسعودية،وسترى النتائج الإيجابية بعد هذه الخطوة،إذ أنَ هذه المشاركة فيها مؤشر كبير يعكس للرأى العام العالمى حرص قوى نداء السودان على الحرية والديمقراطية وتقلد وتداول السلطة بطرق سلمية وفقاً لإنتخابات حرة ونزيهة وشفافة كما حدث فى اليمن وفاز بها الرئيس الشرعى عبدة منصور،مما دعى قوى نداء السودان للدفاع عن هذه الشرعية المغتصبة بقوة السلاح ،ويضيف الرأى الأول أنَ هذه المشاركة تكسبهم الدور السعودى الكبير وعلى كافة الأصعدة وعلى المستويين الإقليمى والدولى ،مما ينعكس إيجاباً على المشكل السودانى وقد يقول قائلٌ أخر أنَ مثل هذه المشاركة فيها نوع من الإنتهازية وذلك من أجل كسب ود السعودية ولفت نظرها إلى أنَ مشاركة حكومة السودان فى عاصفة الحزم ما هو إلا طوق نجاة للنظام والذى فقد الكثير من علاقاته الإقليمية والدولية بالإضافة لفشله فى إدارة الدولة السودانية ،مع التذكير بالعلاقات المتميزة مع إيران ،وهذا المسلك الذى سلكه الرئيس البشير و جعله اليوم فى موقفٍ سيغير كثيراً فى سياسة السودان الخارجية ويكون هذا التغيير بلا شك إيجابياً بالنسبة للرئيس وحكومته،يجعل قوى نداء السودان فى موقفً صعب يحتاج إلى عصف ذهنى كبير من أجل إتخاذ القرار السليم والتعامل الحكيم مع المتغيرات والتغييرات المتسارعة على كافة المستويات،المحلية والإقليمية والدولية ،فهل ستقدم قوى نداء السودان على المشاركة فى عاصفة الحزم جنباً إلى جنب مع القوات السودانية؟ والله الموفق د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى [email protected]