تنشر (حريات) ادناه مقتطفات من تصريحات بعض قيادات قوى نداء السودان باديس ابابا بعد رفض المؤتمر الوطنى لحضور الاجتماع التمهيدى للحوار . (… نحن شكرنا الآلية الأفريقية الرفيعة بانها لم تسمح لأي طرف من الأطراف أن يعمل فيتو على عملية السلام في السودان، ونحن على اي حال في هذا المشهد نرى أن هذا المشهد ليس بين حكومة ومعارضة فحسب، بل هناك آخرون عندهم دور وهم الراي العام السوداني والراي العام الدولي، وهؤلاء الآن حاضرون رغم تخلف المؤتمر الوطني، كذلك من الأشياء الجيدة أن الذين حضروا يمكن أن يمثلوا برلمان للسودان من حيث التنوع: القوى السياسية والقوى المدنية إلى آخره، ونعتقد أنه اتاح لنا فرصة لنقيم عملية السلام في السودان وعملية الحوار في السودان وما هو المطلوب لمواجهة هذه الظروف، واقترحنا الخروج من الأنماط الحالية: القرار 456، إلى إطار جديد، ونعتقد ان هذا مطلوب الآن ونرجو أن تدرس هذه المقترحات …). (… الانتخابات قبل الحوار هي بمثابة نهاية العملية التي بدأتها الآلية رفيعة المستوى في المرحلة السابقة التي كانت في الأربعة سنوات الماضية، ولا بد من أن تكون هناك طريقة جديدة لمعالجة قضايا السودان، وقلنا للرئيس أمبيكي إن هذا يتوقف على نوع التقرير الذي سوف يقدمه لمجلس السلم والأمن…). (… تقدمنا بالشكر للسيد ثابو أمبيكي بأنه أخذ قرارا شجاعا بعقد الاجتماع غض النظر عن غياب المؤتمر الوطني لأن المؤتمر الوطني أفشل الاجتماع التحضيري إفشالا تاما ويتحمل مسئولية ذلك، المؤتمر الوطني قدمت له الدعوة والدعوة كانت صحيحة، والمؤتمر الوطني مع سبق الإصرار والترصد رفض حضور الاجتماع لأنه يسعى لتمديد سلطته عبر ما يسميه بانتخابات وهي ليست انتخابات هي مجرد تمديد لا تغني وتسمن من جوع بالنسبة للمؤتمر الوطني ولا بالنسبة لمطالب الشعب السوداني في إنهاء الحرب والديكتاتورية، المؤتمر الوطني بدلا من أن يختار السلام اختار الحرب، وبدلا من أن يختار الحوار الوطني اختار أن يستمر في نهجه الانفرادي الشمولي ضد ارادة غالبية كل السودانيين، لذلك هذا الاجتماع مهم لأنه جاء بإرادة إقليمية وإفريقية ودولية بينة، وحضره مندوبون من المجتمع الدولي، من الاتحاد الأفريقي على رأسهم أمبيكي والأممالمتحدة. بالتالي موقفنا واضح قلنا للرئيس أمبيكي نريد ان يكون هناك طريق جديد نحن مستعدون مع أمبيكي، ومع الاتحاد الأفريقي ومع الأممالمتحدة، لكن للوصول إلى طريق جديد. الشعب السوداني عليه أن يعلم إنه لا حلول عند المؤتمر الوطني، وعلى الشعب السوداني أن يذهب في طريق الحل. والشعب السوداني قبل اليوم في 64 وجد الحل، وفي 85 وجد الحل، ولا يوجد ما يمنعه من إيجاد الحل مرة أخرى. ألاعيب البشير – حينما استدعي في السعودية وعومل بحزم ولذلك ذهب في عاصفة الحزم – لن تستمر، لأن مصر والسعودية تعلمان أن البشير يرعى الإرهاب، وأن البشير جزء لا يتجزأ من الحركة الإسلامية العالمية، وأن الخيار الآن المطروح واضح أن يذهب العساكر لوحدهم وأن يذهب الإسلاميون لوحدهم حتى يأتيهم ما يحتاجونه من السعودية ومن غيرها، إذا أرادوا الخيار مثلما ذهب البشير بعيداً عن الفصيل ولو عن طريق الخداع والغش، فستوضع له فاتورة بأن يذهب بعيدا عن الإسلاميين. العلاقات الخارجية لن تفيد البشير وإلا فعليه أن يسأل جعفر نميري الذي جاء من أمريكا وأخذته امواج الانتفاضة، والبشير سيأتي من السعودية وستأخذه أمواج انتفاضة أخرى. الإسلاميون السودانيون عليهم أن يدققوا ويمحصوا خياراتهم لأن البشير استخدم الحركة الإسلامية لمدة 26 عاماً ضد الشعب السوداني ودمر الحركة الإسلامية وهو شخص موتور كلما يريده هو الاستمرار في العنجهية والديكتاتورية إلى الأبد. و نحن نؤمن ونثق في قدرات الشعب السوداني ونحن جميعا نرى الآن حقائق جديدة والمعارضة حضرت كلها وسوف تتوحد أكثر وسوف تناقش مزيدا من الخطط لتوحيد المعارضة. سنة 1977م حينما تمت المصالحة قال الناس إن ذلك لن يؤدي إلى طريق للانتفاضة ، ولكن جاءت الانتفاضة لأن شعب السودان شعب لديه مطالب واضحة في إنهاء الحرب وفي استعادة الديمقراطية وفي هزيمة وتصفية النظام الشمولي…). (…رفض المؤتمر الوطني للحضور للاجتماع التحضيري ورفض الدخول في حوار الا بعد إجراء الانتخابات. ونحن حقيقة واحدة من أهم شروطنا هي وقف وإلغاء هذه الانتخابات حتى لا يكون هناك حوار في ظل التمديد لهذا النظام الذي عشنا 26 عاما من عمره وما زال يقصف المدنيين في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور بالطائرات ويعمل على تشريدهم وهناك نزوح واسع وسطهم؛ وكل الشعب يعيش افقارا عاما. لا يمكن ان يكون هناك حل في إطار هذا النظام. لذلك كنا نرى ضرورة أن نتفق في داخل الحوار أن يعترف هذا النظام بأنه وراء هذه الأزمة ومن ثم ضرورة أن تكون هناك حكومة انتقالية تعمل على أن تأتي دولة مدنية ديمقراطية تعمل على استعادة استقرار السودان في كل جبهاته سواء أكانت الجبهة الاقتصادية أو السياسية أو غيرها؛ ثم نعمل على عقد مؤتمر دستوري في نهايته. كان هذا هو غرضنا ولكن النظام يعمل على أساس التمديد لنفسه بشرعية زائفة هي التي أدت إلى هذه الأزمة . وعدم دفع النظام المطلوبات هو في الحقيقة لم يكن في هذه المرحلة فقط؛ بل عندما رفعنا مطلوباتنا عمل عكسها فقام باعتقال قادة المعارضة وعمل على تعديلات دستورية كرست السلطة في يده؛ وهذا يعني أنه ليس جادا حقيقة في حل الأزمة السودانية بل كل تفكيره حول السلطة. حضورنا هنا مع قوى نداء السودان في سبيل أن نتفاكر في الخطوة القادمة وخاصة أننا اتفقنا في برلين على أن هذه هي الفرصة الأخيرة لمشروع الحوار. وبالضرورة أن نعمل سوياً في حالة رفض النظام هذه المطلوبات؛ أو دخوله في الانتخابات أو عدم إيقافها ؛ في أن نسعى ونعمل سويا في اتجاه استنهاض حركة الجماهير وإسقاط هذا النظام لأن استمرار هذا النظام يشكل خطراً على السودان وعلى أهله وعلى وحدته وعلى تماسكه…). (… قابلنا اليوم السيد امبيكي ووفده وعبرنا لهم عن أن المؤتمر الوطني غير جاد في مسألة السلام، وحتى الحوار الذي اقترحه؛ وغيابه يظهر عدم مسئولية وعدم اكتراث بكل الاوضاع السيئة الموجودة في السودان. وأيضا تحدثنا عن أننا غير ملتزمين بقصة الحوار طالما المؤتمر الوطني سائر في الانتخابات. واكدنا على وحدة قوى نداء السودان والسير في الخط الذي سوف يؤدي إلى إقامة الدولة الديمقراطية مهما طال الزمن. وسوف تصدر ورقة من مكونات قوى نداء السودان تظهر موقفنا وخارطة الطريق للأمام…).