أكد الأستاذ ياسر عرمان – الأمين العام للحركة الشعبية شمال – ان نسبة التصويت المتدنية فى الانتخابات التى لم تتعدى (15%) من المسجلين بمثابة تصويت للشعب السودانى بحجب الثقة عن النظام وتصويتاً لأجل التغيير . وفى بيان صيغ بعناية بالانجليزية بتاريخ اليوم 20 ابريل عن الوضع السياسي ما بعد الانتخابات ، أرسل منه نسخة ل(حريات) ، قال عرمان ان الوضع القائم حالياً لا يمكن الدفاع عنه ، وان هناك سيناريوهان على الطاولة ، الأول انتفاضة حاسمة تتعاظم فرصها يومياً ، خصوصاً مع نسبة التصويت الاقل من (15%) من المسجلين ، والتى تعبر عن حجب الثقة عن النظام . واضاف ان هذا السيناريو سيتم تعزيزه باعادة هيكلة تحالف نداء السودان ، وصياغة ميثاق تجمع عليه كل القوى المعارضة السودانية ، وبالانفتاح لضم مزيد من القوى لنداء السودان ، وصياغة برنامج واضح لما بعد اسقاط النظام . وأما السيناريو الثانى فتأسيس نهج جديد حول التسوية السلمية ينهى قدرة الديكتاتورية على شراء الوقت والحفاظ على الوضع القائم باشغال المعارضة فى مفاوضات عقيمة بلا توقف ولا تستهدف سوى الحلول الجزئية . وقال ان النهج الجديد لا بد ان يكون موجهاً بوضوح لايقاف الحرب ومخاطبة الأزمة الانسانية وتوفير الحماية للمدنيين بايقاف القصف الجوى وايصال المساعدات الانسانية ، هذا فضلاً عن ضرورة تأسيسه على الحريات الأساسية كشرط ضرورى لأى انخراط مثمر . وأضاف ان السيناريوهين مترابطان ومتشابكان ، حيث ان السيناريو الثانى لن يتحقق أبداً اذا لم تثبت قوى نداء السودان والمعارضة عموماً انها ذات مصداقية وقابلة للنجاح ، وما لم تطرق الانتفاضة بقوة على ابواب الديكتاتورية بحيث تضع الديكتاتور أمام خيار واضح : اما الانخراط الجدى او الاطاحة به عبر الانتفاضة . وعدد عرمان فى بيانه الوقائع السياسية الجديدة ، ومنها فشل حملة الصيف الساخن حيث تصدت الحركة الشعبية لأكبر حملة عسكرية للنظام ضد السكان المدنيين فى جبال النوبة ، وكذلك ظهور اشكال جديدة من المقاومة السلمية كما حدث فى الحماداب ولقاوة والجريف والحلفايا ، التى ارتبطت بمطالب الحياة اليومية للجماهير كقضايا الارض والخدمات ، وقد اتضح للشعب السودانى ان السبيل الوحيد للخروج من البؤس الاقتصادى ايقاف الحرب والفساد عبر تحول ديمقراطى خصوصاً وان 70% من الميزانية تخصص لأجل الحرب والامن فيما يخصص أقل من 2% لأجل الصحة والتعليم . اضافة الى نجاح حملة مقاطعة الانتخابات ، رغم سيطرة النظام ومجموعات المصالح على وسائل الاعلام والدعاية ورغم اساليب الخداع والترهيب وقمع النشطاء ، وبذلك اسست المعارضة السودانية لحقيقة واضحة بان الشعب فى صفها وانها تمثل بديلاً ، وان نظام البشير ديكتاتورية عارية بلا دعم شعبى ، وان الغالبية الساحقة التى قررت عدم التصويت ستقرر قريباً التحرك ضد النظام ، وهذه قاعدة صلبة لا حداث التحول وتحقيق السلام . وفيما يبدو رداً على انتقادات من رموز ديمقراطية بان قوى نداء السودان تكرس جهدها فى الانشطة الدبلوماسية بدلاً عن اعطاء الاولوية لتعبئة وتنظيم جماهير الشعب السودانى ، ختم ياسر عرمان بيانه داعياً لضرورة مواصلة تعبئة وتنظيم الصفوف مؤكداً (رغم ادراكنا لاهمية العوامل الخارجية ، فان الحل الحقيقى فى أيدى أولئك الذين قرروا مقاطعة الانتخابات . الحل داخل السودان . انه لم يكن ابداً فى الخارج).