د.يوسف الطيب محمدتوم – المحامى بسم الله الرحمن الررحيم يقول الله تعالى:(تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً فى الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)الأية 83 سورة القصص أعجبنى مقال رصين وهادف للرجل العالم د. يوسف نور عوض بعنوان:الإنقاذ ومستقبل الحكم فى السودان،فأخذت منه هذه الجزئية:- والتى قال فيها:(في عام ألف وتسعمئة وأربعة وستين بدأت ثورة شعبية في الخرطوم قادها طلاب الجامعة وبعد ذلك تسلمت قيادتها جبهة الهيئات التي كانت تمثل منظمات المجتمع المدني في البلاد في ذلك الوقت، وكانت الثورة موجهة ضد نظام الحكم العسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود، ولم يكن نظام الرجل عسكريا بالمعنى الشمولي الذي عرفناه في أنظمة حكم كثيرة سادت في المنطقة العربية في تلك الحقبة، ذلك أن الفريق إبراهيم عبود لم يفكر في القيام بإنقلاب عسكري بل استدعاه رئيس الوزراء في تلك الفترة عبدالله خليل وطلب منه استلام السلطة بسبب خلافات بين التيارات السياسية في البلاد في ذلك الوقت، وبالتالي حين ذهب زعماء جبهة الهيئات إلى الفريق عبود يطلبون منه التنازل عن الحكم لم يجدوا منه معارضة بل أقصى ما طلبه هو أن يسمحوا له بتقسيط مبلغ اقترضه من البنك الزراعي بلغ نحو خمسة الاف جنيه، وكان غريبا أن يحكم رجل البلاد ست سنوات ثم يخرج من الحكم ليقترض ستة الاف جنيه. ولم يكن الفريق عبود نسيجا وحده في هذه النزاهة، فأنا أعرف بصورة شخصية الرئيس جعفر نميري الذي حكم السودان ستة عشر عاما وخرج من الحكم صفر اليدين، وأذكر بعد خروجه من الحكم جاء إلى العاصمة البريطانية لندن وقابلته في أحد المنازل في شارع إنفيرنيس، وأخبرني في ذلك الوقت أنه يعاني من مرض في القلب وطلب منه الأطباء في الولاياتالمتحدةة أن يأتي لزيارتهم كل عام ولكنه على مدى سنتين لم يتمكن من الذهاب، وعندما سألته عن السبب قال إنه لا يملك تكاليف الرحلة إلى الولاياتالمتحدة. هذا نمط من السياسيين الذين حكموا السودان في تلك الفترة، فهم على الرغم من قصورهم في الرؤية السياسية كانوا يتميزون في الوقت ذاته بدرجة عالية من النزاهة وطهارة اليد التي تعكس الأخلاق السودانية في تلك الفترة)إنتهى تالله إنها كلمات حقٍ وكتبت بحقٍ لرجالٍ شرفاء وعظماء يستحقونها وزيادة،ويجب أن تكتب بمدادٍ من ذهب أو نور وتعلق فى المرافق العامة والخاصة ،وفى جدران المنازل بالداخل والخارج ،لأن أمثال هولاء الرجال الأوفياء،وإن كانوا قد قصروا فى مجال جعل الدولة دولة مؤسسات يسود فيها حكم القانون ،وجعل لعُبة الديمقراطية هى سيدة الموقف وهى الفصل الحكم بين كل الكيانات السياسية بالسودان ،إلا أنهم حافظوا على قيم وتقاليد الشعب السودانى الأصيلة والتليدة ،بالإضافة لأمانتهم ونزاهتهم،ومفارقتهم للدنيا(أ م بناين قش) ولا يملكون من حطامها شروى نقير،فقارن يرحمك الله بين هولاء العظماء وبين الذين يتشبثون بالسلطة الأن ويملكون القصور ويعتقدون بأنهم يهربون من القبور ،ويأكلون هم وأسرهم ما لذ وطاب ،ويشربون المشروبات ذات الأسعار العالية ،فى حين أنَ السواد الأعظم من الشعب السودانى يشكو لطوب الأرض فقر حالهم ،وفقدان أمالهم فى وطنٍ ينعم فيه الجميع وعلى قدم المساواة ،بالفرص المتساوية فى الوظيفة وفى التعليم والعلاج وفى ضروريات الحياة الأخرى ،ولكن هيهات هيهات !أن يحدث هذا فى ظل هيمنة المؤتمر الوطنى على مفاصل الدولة بطرقٍ غير شرعية أو ديمقراطية،ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ،فهو القادر على كل شئ وهو الذى بيده ملكوت كل شئ ،وهوالقادر على نزع الملك من المؤتمر الوطنى ،قبل أن يرتد طرف الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم إليهم. أما بخصوص الرئيس البشير ،والذى سيعلن فوزه المعلوم لجميع أفرادالشعب السودانى قبل أن تبدأ الإنتخابات التى إنتهت قبل أيام،فأقول متوكلاً على الله قيوم السموات الأرض،على الرئيس البشير أن يسلك طريق الفريق عبود يرحمه الله ،وذلك بتسليم السلطة ،لمجلس إنتقالى تتفق عليه كل الكيانات السياسية المعارضة ،بالإضافة للمعارضة المسلحة،وذلك من أجل التوصل إلى سلام دائم ورتق النسيج الإجتماعى الذى مزقته الإنقاذ بسياساتها الخرقاء،والقيام بصياغة دستور ترتضيه كل القوى السياسية بشقيها المدنى والمسلح ،ولا شك أن إختيار مسلك الفريق عبود ،يناسب الرئيس البشير فى وقتنا الراهن هذا ،وخاصةً بعد أن عرف الرئيس البشير حجم شعبيته المتدنية ،بمعنى أن السواد الأعظم من الشعب السودانى قد قاطع الإنتخابات ،وهذا يعنى أنهم لا يريدون إعطاء البشير فرصة أخرى لحكم السودان ،لأنهم ببساطة بعد ربع قرن من الحكم المطلق لم يجنوا إلا السراب ،أضف لذلك أن وطننا الحبيب يمر بمنعطفٍ دقيق داخلياً وخارجياً،فالعلاج الناجع لهذه المخاطر هو قيام الرئيس البشير بالتنازل عن السلطة كما فعل الجنرال العظيم عبود(وقع الحافر على الحافر)وإحتياطياً تشكيل حكومة قومية إنتقالية ذات مهام محددة،من أجل حفظ وصون ماتبقى من أرضٍ وعِرض،لوطنٍ عزيزٌ علينا ولشعبٍ كريمٌ على جميع الشعوب. والله من وراء القصد [email protected]