توفي الشاعر الكبير محمد الفيتوري بعد معاناة مع المرض مساء أمس الجمعة بأحد مستشفيات الرباط بالمغرب . وولد الفيتوري بالسودان وانتقل إلى مصر حيث تخرج في كلية العلوم بالأزهر. وظل مهاجراً اغلب حياته خارج السودان . وأسقطت عنه الحكومة السودانية الجنسية وسحبت منه جواز سفره عام 1974 بسبب معارضته لنظام نميري وقصيدته الشهيرة فى رثاء الشهيد عبد الخالق محجوب : لا تحفروا لى قبراً … سأرقد فى كل شبر من الأرض أرقد كالماء فى جسد النيل أرقد كالشمس فوق حقول بلادى مثلى أنا ليس يسكن قبرا ! . واعيدت له جنسيته عام 2014 . والفيتورى شاعر تقدمى أنشد للفقراء ولحركات التحرر الوطنى ونضالها ضد الاستعمار. ويعد من رواد شعر التفعيلة في العصر الحديث كما تميل كتاباته إلى التصوف ونال العديد من الأوسمة والجوائز في عدة دول عربية كالسودان والعراق ومصر وليبيا والمغرب. ويعد من أوائل من تغنوا في العربية للقارة السمراء ، حيث أصدر دواوينه: أغاني أفريقيا؛ 1956 ، عاشق من أفريقيا؛ 1964، أذكريني يا أفريقيا؛ 1965، كما كتب مسرحية (أحزان أفريقيا). وانتصر لكرامة وإنسانية المواطن الإفريقي حيث يقول في إحدى قصائده: قلها لا تجبن .. لا تجبن قلها في وجه البشرية أنا زنجي وأبي زنجي الجد وأمي زنجية أنا أسود أسود لكني حر أمتلك الحرية. ومن دواوينه الشعرية: (سقوط بشليم)، (معزوفة لدرويش متجول)، (سولارا)، (الثورة والبطل والمشنقة)، (أقوال شاهد إثبات)، (ثورة عمر المختار)، (ابتسمي حتى تمر الخيل). ومن قصائده الشهيرة : أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باقي واذا الفجر جناحان يرفان عليك واذا الحزن الذي كحل هاتيك المآقي والذي شد وثاقا لوثاق والذي بعثرنا في كل وادي فرحة نابعة من كل قلب يابلادي أصبح الصبح وها نحن مع النور التقينا التقى جيل البطولات بجيل التضحيات التقى كل شهيد قهر الظلم ومات بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا بالذي اصبح شمسا في يدينا وغناء عاطرا تعدو به الريح فتختال الهوينى من كل قلب يا بلادي فرحة نابعة من كل قلب يا بلادي... وعمل الفيتورى محررا بصحف ومجلات سودانية وعربية وتقلد عدة مناصب اعلامية ودبلوماسية. وقالت عائلته انه سيوارى الثرى السبت بعد صلاة الظهر في مقبرة الشهداء بالمغرب.