امثالنا الشعبية فيها حكم عميقة المغزى وليتنا اتعظنا بمدلولاتها وقد درج مسؤولوا الانقاذ من اعلى قمة السلطة الى ادنى مستوياتها على التصريحات الاعلامية كل ماسنحت لهم الفرصة عن مشاريع تنمية وهمية لتخدير المواطنين والناس يعلمون حسب المثل الشعبي بان (الحداث ماهو سواي) وهي ظاهرة تدعو للسخرية ولاتحدث في اي بلد غير هذا البلد المنكوب بمسؤولين غير مسؤولين في الحقيقة وليت ذلك توقف على التصريحات بل الادهى والامر وصل الى تلك الاحتفالات البذخية التي تهدر فيها اموال طائلة البلد في حاجة لها في الكثير من الخدمات التي تقدم للمواطنين ولا اجد تفسيرا لتلك الاحتفالات والدعايات في وسائل الاعلام بافتتاح كبري او صينية حركة وغيرها الا تعبيرا عن الافلاس وعقدة النفس وتلك الاعمال هي من صميم اعمال البلديات تقوم بها الاجهزة المختصة في الدول الاخرى دون ضوضاء واكثر الولايات انتهاجا لنهج الاحتفالات هي ولاية الخرطوم والتي سوف نسمع قريبا عبر الدعايات والاعلانات بانها تستعد لفصل الخريف وان الوالي وجه المحليات بفتح المجاري وازالة المخلفات وياتي الخريف ويقضي على الاخضر واليابس ونسمع التبريرات عن العجز من شاكلة بان معدلات الامطار فاقت المعدلات وطبيعة تضاريس ارض العاصمة مسطحة لاتساعد على انسياب السيول ونسمع بان نائب الرئيس وجه المسؤولين بالولاية بسرعة تصريف المياه عمركم سمعتم بمثل هذا في اي بلد اخر غير هذا البلد المنكوب -في تصريح لوالي الشمالية في مناسبة الاحتفال بافتتاح معبر قسطل والطريق البري بين مصر والسودان صرح الوالي بان مدينة حلفا موعودة بالتعمير والخطط الاسكانية لجذب المواطنين وصرح بان الطريق سوف يؤدي الى انتعاش التجارة بين البلدين وغيرها من الميزات الاقتصادية واذا سالنا الوالي الهمام ماذا اعدت ولايته للاستفادة من هذا الطريق في مجال المحاصيل البستانية والخضر المتوفرة في الشمالية والتي يمكن تصديرها حتى المغرب عبر هذا الطريق وماذا اعدت الولاية في مجال السياحة خاصة والولاية تعج بالمناطق السياحية لاستقبال السواح المحتمل تدفقهم من جنوب مصر لمواصلة رحلتهم لشمال السودان للوقوف على حضارة مهملة والولاية تفتقر للبنيات التحتية من فنادق ومرشدين وغيرها من الترتيبات التي كانت سوف تدر على البلد مبالغ طائلة وللاسف لاتوجد خطط ولايوجد اي اهتمام بالسياحة والتي تعتمد الكثير من الدول في مواردها مثل تونس والمغرب وغيرها واستبشر اهالي الشمالية خيرا بسد مروي والمشاريع المصاحبة مثل مطار مروي والمستشفى الصيني بمروي ثم طريق شريان الشمال وللاسف لم يرى الناس اي جدوى لها فمطار مروي والمستشفى الصيني معطلة وطريق شريان الشمال الذي كان العشم ان يكون مزدحم بالشاحنات التي تنقل محاصيل الشمالية للدول المجاورة مهجور و للاسف اصبح طريقا لنقل المسافرين من والى الخرطوم وهو نشاط لايعد في الجدوى الاقتصادية لانشاء الطريق والمشكلة الاخرى الشح المبكر في مياه الري من النيل بسبب سد مروي مما يؤثر حتما على الزراعة خاصة القمح والمشاريع التي قامت على النيل والتي كانت ربما تقلل من مشكلة الري بسبب انحسار النيل في امتداد القرير وتنقاسي واللار والكاسنجر وغيرها من مشاريع المحليات الاخرى التي تروى بالطلمبات لاتجد العناية اللازمة من الدولة من حيث الادارة وتوفير مقومات نجاحها من معينات فنية وارشادية وتحسين الانواع المزروعة من الفاكهة والخضر وتوفير الاسمدة والتقاوي والاليات الزراعية وفتح نوافذ التسويق وتوعية المزارعين باساليب الزراعة الحديثة وادخال نوعيات جديدة من المحاصيل والفاكهة ومحاربة الافات وتشجيع ادخال تربية الحيوان حتى تكتمل المنظومة الزراعية كما كانت في السابق وكل ذلك لن يتم الا من خلال وضع خطط علمية مدروسة واشراك مواطني الولاية في عملية تخطيط المشاريع وكل ذلك لن يتم قبل توفير الكوادر المؤهلة في شتى المجالات خاصة الزراعة وهم كثر من ابناء الولاية وايقاف العبث في التعيين السياسي واصحاب الولاء وشغل الوظائف بمن يستوفي شروط شغلها دون محاباة او تحيز وكفانا تجارب وتصريحات لن تغني اوتثمن من جوع ولننقذ الولاية من الهجرة العكسية التي افرغتها من السكان وجعلت من اهلها فقراء وهي غنية بثرواتها الزراعية والمعدنية والسياحية وهي الاهم ولاتحتاج لراس مال كبير للاستثمار فيها خاصة مع توفر الطرق والمطارات والمناطق السياحية على نطاق الولاية من اثار ومناظر خلابة وصيد وغيرها من مغريات السياحة خاصة في فصل الشتاء ونسال الله السلامة القاهرة