في خضم المعمعة السياسية التي حدثت في كلية شرق النيل في الايام القليلة الغابرة لقي طالب من طلاب حزب المؤتمر الوطني ( حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين ) حتفه على يد مجهول . اثناء العراك والتعاور والحرب التي دارت بينهم والطلاب المنتمون اقليميا الى دارفورالعزيزة لاسيما المنظمون منهم تحت راية تنظيمات سياسية التي تنحدر مؤسسوها الى الهامش السوداني . وبعد موت الطالب المنتمي الى الجناح الطلابي للمؤتمر الوطني في اجواء غامضة على الاقل حتى الان , حيث لم يثبت بعد ما اذا كان مات على يد طلاب من دارفور ام تم تصفيته من قبل حزبه المؤتمر الوطني نفسه لشي في نفس يعقوب . قامت الدنيا ولم تقعد في الخرطوم وكان هذا الموت هو الاول من نوعه في السودان خصوصا في الجامعات , مع عدم تشجيعنا لسياسة العنف والاغتيالات في الجامعات لانها مكانا لتلقي العلم وصنع القادة في المستقبل الذين يسقودون السودان الى بر الامان ان شاء الله . وعوضا عن يترك القانون والجهات القانونية لكي يلعبوا دورهم المهني في تقصي الحقائق ومحاسبة الجهة التي نفذت عملية القتل قام المؤتمر الوطني بحملة شعواء تهدف الى تجريم كل ابناء دارفور قاطبة بلا فرز بالجريمة التي حدثت في ظل غياب الكثير البثير منهم في مسرح الحدث . اذ ان غدا ابناء دارفور في الوقت الراهن الهدف المشروع في نظر ابناء المؤتمر الوطني المنتميين الى الشمال النيلي باسخدام الة الدولة وسلطتها ضد عزل من ابناء شعبي في اقليم دارفور جورا وظلما . لو كان حزب المؤتمر الوطني حزبا يعرف الجميل لكان من اوائل الاحزاب في السودان الذي يوقر ويحترم اقليم دارفور وشعبه الكريم والمحتد الاصل لما قدموه للحركة الاسلامية من جميل منذ الوهلة الاولى لتاسيسها . بداء من عراف الحركة الاسلامية المعروف الدكتور حسن الترابي الذي يعود ارومه الى اقليم دارفور مرورا برتل من الشهداء الذين قدمهم الاخير في سبيل المشروع الحضاري في اقليم جنوب السودان سابقا , جبال النوبة وجنوب النيل الازرق اثناء حرب التحرير التي خاضها الاجزاء الاخيرة من السودان سابقا قبل انفصال الجنوب . ومن يريد ان يستوثق اكثر من كلامي هذا ليعرف ان كان صوابا او افكا , فعليه ان يقرا الكتاب الاسود الذي يعزا الى الدكتور الترابي في كتابته . ورغم كل هذا الدعم اللامحدود من ابناء دارفور للحركة الاسلامية الذي قدموه في بداية تشكلها الا ان اعضاء الاخيرة من الشمال النيلي جحدوا كل هذا , وجازوا اقليم دارفور بالقتل والاغتصاب والتطهير العرقي وجرائم تشرئب لها الابدان بلا خجل او حياء او خوف من رب الكون الذي فطر الانام في احسن صورة . هل يعلم طلاب المؤتمر الوطني الذين هاجوا وماجوا بعد موت واحد فقط من زملائهم كم من طالب اغتيل بدم بارد من طلاب دارفور في كافة الجامعات السودانية ؟ بداء من جامعة الخرطوم الجميلة والمستحيلة وجامعات كل من جنوب كردفان , شمال كردفان , الجزيرة , الفاشر , بحري والقائمة طويلة لا تحدها حدود المليكة . وهل سهوا الاطفال , النساء , كبار السن من الجنسين الذين قتلهم المؤتمر الوطني في دارفور قبل او بعد اغتصابهم بلا ذنب اقترفوه سوى لانهم براهم وخلقهم الخالق من اصول افريقي ومن بقعة كريمة وطاهرة من بقاع الارض اسمها دارفور ؟. انني بهذه المقالة المتواضعة ادعو حزب المؤتمر الوطني بان يتوقف عن استهداف طلاب دارفور في السودان لاسيما في الخرطوم في الجامعات وغيرها . وما عليهم سوى ان يسلكوا الطرائق القانونية المشروعة لمحاسبة من ارتكب جريمة القتل سواء اكان القاتل من اقليم دارفور او من اي جهة كانت , مع الوضع في الحسبان ان المحاسبة يجب ان يشمل ايضا الذين قتلوا ابناء دارفور سابقا في مختلف الجامعات السودانية . كما يتعين عليهم ان يدركوا بان وصم طلاب دارفور بانهم طلاب الحركات المتمردة كما وردت في بيان طلاب المؤتمر الوطني قطاع التعليم العالي ببحري هو تمهيد لعقاب جماعي ضد الطلاب العزل من اقليم دارفور . ولست مبالغ ان قلت ان حزب المؤتمر الوطني بهذا الحدث الذي خططوا لها منذ زمن طويل على نحو دقيق يهدفون من خلاله الى تنفيذ تطهيرا عرقيا طلابيا لطلاب دارفور حتى يخلو لهم الجامعات السودانية من مجموعات سياسية من الهامش السوداني ليشطحوا وينطحوا فيها كما يشاؤون . ولكن هيهات لم ولن يزيد استهداف ابناء دارفور سوى ايمانا بنبل وشرف القضية التي يناضلون من اجلها في الجامعات السودانية وفي احراش دارفور وغيرها من بقاع السودان المختلفة . اخيرا اقول لابناء دارفور الى الامام لا للاستسلام ونعم للنضال من اجل العز والكرامة والشهامة لاهلنا في اقليم دارفور وكل انحاء السودان المقهورة او النيط وكل واحد عزيز مكرم كما قال الشاعر ( الموت اشرف من عيش بلا شرف والقبر اكرم من قصر بلا كرم ) . ومهما طال الزمان فان حبل الظلم لقصير وان للقدر مفاجاءت جميلة لابناء الهامش في السودان وعما قريب ان شاء الله سينتصر ارادة جماهير شعبنا في كل هوامش السودان من دارفور , جبال النوبة , جنوب النيل الازرق وشرق السودان وكل شخص مظلوم وامراة مكلومة في السودان . معا من اجل دولة لا تمييز ابنائها بسبب الجهة او اللون , معا من اجل دولة لا تستهدف ابنائها من اجل خطا شخص واحد , او وزر اشخاص معينين , معا من اجل دارفور خالي من الظالميين والمظلوميين , ومع من اجل سودان جديد. عاشت نضالات الهامش عاشت الحرية عاشت امتنا المجيدة 3 مايو 2015 جنوب السودان مع خالص تقديراتي وان عدتم عدنا [email protected]