*رحل الاستاذ / عبداللطيف عمر حسب الله زعيم الاخوان الجمهوريين بعد صراع طويل مع المرض الذى قابله العبد _ اللطيف بجلد. وصبر، وزبدة معارف العارف، وفرحة من يشتهي لقاء من يحب ، فجسد التسليم لماهو كائن ..فكان يستجيب لطبيب الظاهر ويستأنس بارادة المريد فى شأن الجسد الرقيق، فكان بروحه يقابل زواره الكثر على مدار اليوم، يسالهم عن احوالهم ، يلاطف صغارهم، ويتفقد كبارهم، ويشعرك كانك المضيف وهو الزائر ، فلم يجد المرض اليه سبيلا.. *والعبد _اللطيف يواصل دوره الرائد منذ فجر شبابه الباكر وحتى ساعة رحيله،، فعندما كانت الفكرة الجمهورية فى عنفوان حركتها، كان الساعد الاكبر للاستاذ محمود ولنشاط الجمهوريين هو عبداللطيف، يشرف على الوفود، ويتابع اتيام حملات الدعوة، وينظم بيوت الاخوان ، ويعود المرضى، ويحل قضايا الطلاب، ويلتقي المعارضين.. ويذهب لجريدة الصحافة، حيث مقر عمله والقول الفصل ينتظره المعلم الشهيد من فقيدنا العزيز.. عندما تقترب الخواتيم يلفظ الاستاذ بالعبارةالحاسمة ( نسمع من عبداللطيف) *الرجل الباسم النحيل، ثاقب النظرةحاضر البديهة بسيط المظهر. عميق المخبر ، واضح الفكرة سلس العبارة .كأنما أوتي جماع النظام والترتيب بلا رتابة ، وفى احلك المواقف كان هو رابط الجأش واسع الجنان شديد المراس قوي الشيكمة ، وود بلد..نسيج وحده فى حب الاسلام والسودان والانسان ..ولما آل اليه امر مسؤولية المجتمع الجمهوري بعد انتقال الاباء / سعيد الطيب شايب و جلال الدين الهادي ، ظل فقيدنا صامدا فى حمل التركة المثقلة بالمتغيرات الكثيرة. ولكنه وسط كل المتغيرات كان القاسم المشترك الاعظم عند كل المجتمع هو محبة العبد _ اللطيف ..الذي ظل سمته المعلوم البشاشة والحزم والعزم ونهج الحب ..فلم يكن يميز بيننا بالمواقف بقدرما كان بحرا من الود. والعلم والتسليك بالرغم من المواقف المخالفة ..فكأنه انتقل من التسليك بالمقال للتسليك بلسان الحال.. *وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ( قيل : يارسول الله أي الناس احب اليك ؟ قال :(انفع الناس للناس) قيل : يارسول الله فأي الاعمال افضل ؟! قال : (إدخال السرور على المؤمن ) قيل وماسرور المؤمن ؟ قال : (إشباع جوعته ، وتنفيس كربته وقضاء دينه ، ومن مشى مع اخيه فى حاجة كان كصيام شهر واعتكافه ، ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت الله قدمه يوم تزل الاقدام ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ،وان الخلق السئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) *ونشهد ان فقيدنا. عرفناه من انفع الناس ، ومظهره ومخبره يدخل السرور وسمته سرور ووقاره سرور وانه يقري الضيف ويشبع الجائع ويسعى لقضاء الحوائج ، وماعهدنا عليه من غضب ..وهاهو اليوم فى برذخه مع من احب..ونحن هنا نلاقي اليوم الاول دون ان نسمع من عبداللطيف العبد _ اللطيف ..ونقول له ماكان يقوله عندما يتلقى خبر من مات (ربنا ينفعنا بجاهه) طب نفسا ابي فقد اديت الامانة ، وان رحيلك الفاجع يشكل علامة فارقة فى مجتمعنا ، وقد عهدناك حريصا علينا وسنبقى منتظرين لمددك ..ولاسرتك الصغيرة نقول جميعنا احوج منكم للعزاء ..وسلام عليك فى الخالدين .. سلام يا .. شكرا لاستاذي عبداللطيف الذى ساعدنا لتخطي المرض لتعود اليوم هذه الزاوية ..وسلام يا