يؤكد الطيب مصطفى، الذي ضحى بالثور ( الأسود) عقب انفصال جنوب السودان، أنه لا يرى الشمس كما ينبغي.. لأنه يتعامى.. و هو كامل البصر .. لكن بصيرته هي نفس ( بصيرة أم حمد).. ( همباك) كبيييير.. يزبد قبل أن يرغي دفعاً لكل حقٍّ و دفاعاً عن كل باطل يقع في أجندة أعماله اللا إسلامية.. فهاهو يلوم موقف حزب الأمة من الإبادة الجماعية لطلاب دارفور بالجامعات:- "… يصورون ما حدث باعتباره معركة بين المؤتمر الوطني وطلاب دارفور بأجمعها وذلك بغرض توسيع مدى الحريق حتى ينخرط الجميع وينضموا إلى معسكر الجبهة الثورية وطلابها الذين لطالما روعوا الجامعات منذ سنوات قتلاً وتعطيلاً للدراسة وحرقاً للمنشآت الجامعية في مختلف ولايات السودان." و كأنه لم يقرأ بيان أمانة طلاب المؤتمر الوطني الذي يشتعل حقداً و فجوراً في الخصومة يرقي إلى إعلان الحرب على طلاب دارفور الذين وصمهم البيان بطلاب الحركات:- " نحن إذ نحتسب عند الله احد شهداء الحركة الاسلامية و........ نحن كأمانة طلاب على مستوى محلية بحري قررنا ايقاف اي نشاط لاي نتظيم ولمدة اسبوع داخل جميع الجامعات التي تقع داخل المحلية ومن تسول له نفسه بكسر هذا الحظر لا يلومن الانفسه ؛ ثانيا طرد جميع طلاب الحركات من الداخليات التي تقع داخل المحلية ومن يعترض من هؤلاء المأجورين يحرق داخل غرفته". الإخوان المسلمون هم البادئ بالعدوان متى أحسوا أن الأمور تسير على نحوٍّ غير الذي يشتهون، فيهرعون إلى السيخ.. و الطوب و الحجارة.. و العصي، و كلها أسلحة مخبأة في أماكن سرية يعلمها مغامروهم من أمثال ( الطيب سيخة) في زمان غابر.. و تطور الأمر، حالياً، إلى استخدام المسدسات و الكلاشينكوف.. و ما إليهما من أسلحة يفترض أن تكون في مخازن القوات المسلحة السودانية.. كنا في قاعة الامتحانات بجامعة الخرطوم في ذاك المساء من الستينيات في ليلة تحتفي بفنون أقاليم السودان التراثية .. و المتعة تغمرنا.. أغاني الحلفاويين الساحرة قادمة من أقصى الشمال.. و أنا من الذين يطربون لها منذ الأزل حتى دون أن أفهم معناها و كأني كنت في حلفا قبل أن أولد.. و كانت رائحة الدلكة تتسيد المكان.. و بدأت كردفان تتقدم ب( العجكو).. " ألم أقل لكم بأن كردفان تستحق كل خفقة في قلبنا؟ ألم أقل بأننا نموت قبل أن يجيئ يومنا.. إن لم تجئ شموسها لتغرس الضياء هاهنا!".. و كانت الشموس تبهر الحضور بإيقاع مذهل.. و فجأة صرخ ملَك الموت حاج نور:- " أوقفوا هذا العبث!" يبدو أن تلك إشارة لبدء هجوم الداعشيين على المسرح.. فتطايرت الكرسي من كل حدب و من كل صوب.. تشكيلات عسكرية منظمة .. و تكتيكات للهجوم و الهجوم و الهجوم.. و تكتيكات للانسحاب عقب هزيمة ( الأعداء).. و انطلق الهرجو المرج.. و صراخ و عويل.. و تدافع مخيف stampeding نحو الخارج.. و أمام البوابة الرئيسية، أكوام من أجساد طالبات فوق أكوام طالبات.. و نحن نحاول مساعدتهن على الخروج من هجمات مؤسسي الداعشية- زمرة الطيب مصطفى.. و انجلت المعركة- معركة دونكيشوت- عن سقوط جرحى كُثر، و موت طالب واحد ليس في قاعة الامتحانات ( ميدان المعركة).. بل أمام بوابة البركس.. و القتلة هم الداشيون أيضاً.. أنت تعرف يا طيب يا مصطفى أن ليس الجبهة الثورية وطلابها هم "…… الذين لطالما روعوا الجامعات منذ سنوات قتلاً وتعطيلاً للدراسة وحرقاً للمنشآت الجامعية في مختلف ولايات السودان." فهمت و الا داير شرح أكتر.. لا.. لا.. لا.. " و ما علي إذا لم تفهم البقر".. أصلها ما حتفهم!