توفى الملازم أول شرطة غسان عبد الرحمن بابكر أحد المتهمين السابقين في قضية فساد مكتب والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر ، صباح اليوم الخميس 14 مايو ، اثر اصابته فى حادث اصطدام سيارته بعربة اخرى عصر أمس الاربعاء. وقال مصدر موثوق ل (حريات) ، ان غسان تعرض للاغتيال بحادث دبر له في شارع الستين بالقرب من منزل أسرته الكائن بلفة جوبا. وأضاف المصدر ان أحد أفراد شرطة المرور الذين رسموا الحادث أكد له ان الحادث (غامض) ، وانه لا يوجد شهود على ان غسان قد تخطى إشارة المرور الحمراء كما تحدث البعض . وقال ( شخصياً ونظراً للمعلومات الخطيرة التي يملكها الملازم غسان عن قضية فساد مكتب الوالي وتورط بعض النافذين ومنهم شقيق عمر البشير مع والي الولاية في القضية ، أرجح ان يكون قد تمت تصفيته ، خاصة وان لأجهزة الإنقاذ خبرة في هذا المجال وقد سبق وتخلصوا من أشخاص من الوزن الثقيل ناهيك عن الملازم اول غسان ، أشخاص مثل : صلاح الصديق المهدى وعمر نور الدائم والزبير محمد صالح وابراهيم شمس الدين ومجذوب الخليفة). وختم المصدر قائلاً ( بقتل غسان يكون التحلل قد وصل إلى مداه)!! . وكان غسان أحد المتهمين في قضية الفساد الشهيرة التي كشف النقاب عنها في اطار صراع أجنحة حزب البشير في ابريل من العام الماضي قد (تحلل) بدفع حوالى 9 مليار جنيه سوداني قبل ان يتم اطلاق سراحه . وسبق ونشرت (حريات) 11 مايو 2014 ، نقلاً عن مصادر قول غسان ، إن شخصيات نافذة في الحكومة وجهاز الأمن قاموا بتهديده بالتصفية في حال قيامه بكشف القيادات التي تقف خلف فساد (مكتب الوالي). كما كشف غسان لضباط الأمن الذين حققوا معه داخل السجن إن أحمد عبد الرحمن الخضر- نجل الوالي-، ومحمد الكامل نسيب الوالي، وعباس أحمد البشير شقيق عمر البشير ومهدي إبراهيم القيادي في المؤتمر الوطني طلبوا منه العمل معهم في بيع وشراء الأراضي، وتجارة العملة، والسلع الإستهلاكية بعلم الوالي شخصياً ، موضحاً ( الوالي شخصياً طلب مني العمل مع إبنه ونسيبه، ولم أقم بتزوير ختم الوالي لبيع وشراء الأراضي.. وكان لدينا مكتب إستثماري لبيع وشراء الأراضي يديره محمد الكامل زوج إحدى بنات الوالي الخضر). وأضاف (عباس أحمد البشير شقيق الرئيس ومهدي إبراهيم كانا يعملان مع محمد الكامل ويديران كافة المعاملات التجارية عبر المكتب الإستثماري). وقال غسان ان نصيبه من عمليات بيع الأراضي وتجارة العملة لم يكن سوى ملياري جنيه عبارة عن عمولة متفق عليها، ولكن الجناة الحقيقيون هم إبن الوالي ونسيبه وشقيق الرئيس ومهدي الذين نهبوا السبعة مليار ، أسس منها أحمد الخضر ومحمد الكامل مجموعة محطات (أويل ليبيا) وعددا من مزارع الدواجن وشركات الأدوية والمواد الغذائية. وكشف الملازم عن تلقيه تهديدات بالتصفية الجسدية من محمد الكامل وعباس البشير في حالة ورود أسمائهم في التحقيقات. وأضاف (حينما هددت بفضحهم إن لم يطلقوا سراحي، قاموا بوضع سم في وجبة العشاء التي تقدم لي.. ولكن حينما شعرت بالتعب وضيق في التنفس قام ضابط الشرطة الذي يتولى حراستي بإسعافي) . وأردف (ظل ذلك الضابط إلى جواري طوال الليل حيث طمأنني بأنه يؤدي واجبه الشرطي في حمايتي كاي متهم ولن يسمح لاي جهة بقتلي إلا على جثته). وناشد الملازم أول شرطة غسان حينها منظمات حقوق الإنسان والصحفيين بتبني قضيته، إذ أن الوالي وإبنه ونسيبهما وشقيق الرئيس يريدون تقديمه ككبش فداء للتغطية على فسادهم.