يتداول الناس هذه الايام ثلاثة مقاطع فيديو عبارة عن مقابلات بالصورة والصوت اجراها احد الاشخاص مع ثلاثة من النساء اثنان في وسط العمر والثالثة بنت في مطلع العشرينيات او اقل وحسب ماذكرن في التسجيل فهن من سكان قرى ضواحي شرق النيلبالخرطوم بحري وكانت اسئلة الشخص الذي اجرى المقابلة للثلاثة نساء تدور حول اشياء بديهية بالنسبة لاي مسلم سواء كان متعلم او امي وهي :هل تصلي؟ طلب منهن قراءة الفاتحة او قل هو الله احد ثم السؤال الثالث هل يعرفن الرسول صلى الله عليه وسلم ورب العالمين وكانت الاسئلة موجهة لكل على حدى ..يا للهول كانت الاجابات صادمة النساء متوسطات العمر يبدو انهن لم يسمعن من قبل عن القران ولايعرفن الرسول بل لايفرقن بين الرسول ورب العالمين اما البنت فيبدو انها من الفاقد التربوي من الذين هربوا من المدارس بسبب الفقر واستطاعت بشق الانفس ان تقرا سورة الفاتحة والاخلاص وعندما سالها عن الرسول ومن ارسله كانت الطامة الكبرى حين قالت ارسله (ذكرت احد الفقراء) يبدو انه من فقراء قريتها وفي الحقيقة كانت حصيلة ما وثق في تلك المقاطع يجسد اكذوبة المشروع الحضاري الذي كان يتشدق به جماعة الاسلام السياسي وفضح لدولة الرسالة التي بشروا بها والتي زعموا بانها جاءت لتعيد للدين مجده وتنقحه من الشوائب والخرافات وقادوا حربا جهادية في الجنوب من اجل الشريعة وهللوا وكبروا وذبحوا الثيران عندما انفصل الجنوب وقالوا اصبحت نسبة المسلمين بعد الانفصال اكثر من97% فهل ياترى تشمل تلك النسبة هؤلاء النسوة المشار اليهن في مقطع الفيديو وهل تشمل غيرهن من البدو في صحاري شمال وشرق وغرب السودان ؟ وهل تشمل الهاربين من ويلات الحرب في دارفور وجبال النوبة ومعظمهم لايعرفون الصلاة بل بعضهم لايعرف في اي دولة يعيش وهل تشمل تلك النسبة الفاقد التربوي من الذين هجروا المدارس بسبب الفقر والمرض هم يهتمون فقط بالعدد ولاينظرون لما بعد العدد : ماقيمة عدد المسلمين في دولة الشريعة المزعومة اذا كانت تلك النسوة وهن على مرمى حجر من العاصمة لايفرقن بين الرسول ورب العالمين؟ اين تلك الشعارات من قبيل هي لله وليعد للدين مجده افرقوا الدين مم محتواه ومضمونه بعد ان حولوه الى طقوس مظهرية من قبيل جمعيات القران في المصالح الحكومية والتي كان الهدف منها استقطاب المجندين للتنظيم واين حلقات التلاوة وختمات القران التي انتشرت في المساجد والتي لم يتدبروا فيها ايات القران التي تنهى عن الظلم والكذب واكل اموال الناس بالباطل ام هي مجرد حلقات لاكمال تميمة جرتق الخداع اين تلك التنظيمات الهلامية من مجاهدين ودبابين وسائحون والاسلام على مرمى حجر من الخرطوم يضيع بسبب تفسي الجهل والامية وتهدر المليارات بكل سفه في ما لا يرضي الله ويخدم الدين المدعين بانهم حماته يبدو انهم مغرمون بالارقام فقط دون مغزى وهم الذين يتفاخرون بان عدد عضوية المؤتمر الوطني تفوق العشرة ملايين وبالطبع فيهم امثال هؤلاء النسوة المذكورات من عرب البدو لانهم ادخلوا القبائل لعضوية المؤتمر الوطني زرافاتا ووحدانا وربما لايعرف افراد القبيلة بان شيخهم ضماهم للمؤتمر الوطني نظير غنيمة اغتنمها وقالوا بان الحزب هو الحزب الوحيد الذي عقد اكثر من ستة الاف مؤتمر قاعدي مافائدة تلك المؤتمرات وماذا كانت تناقش اصلا اذا لم تتطرق الى مااصاب البلد في مشاريعه ومؤسساته وقيمه بل دينه من خراب ام هي مجرد تهليل وتكبير وتمامة جرتق الخداع والمتاجرة بالدين والذي اصبح طقوس مظهرية تعكس مباهج المشروع الحضاري دون التفات لماوراء التدين المظهري من نتائج يهدف اليها الاسلام -المسافر على طريق شريان الشمال يلاحظ المساجد الانيقة التي شيدوها دون ان تكون حولها اي قرى وترى نساء البدو يقطعن المسافات الطويلة على الحمير بحثا عن الماء للشرب وكان الاجدر حفر ابار ووضع دونكيات على الطريق ليرتوي منها هؤلاء المساكين حتى يجدوا الوقت لمعرفة امور دينهم وقبل مجيء الانقاذ كانت خلاوي القران في كل القرى تقوم بتعليم القران والكتابة دون اي مساعدة من الدولة ودون من او اذى اوتملق كما يفعل ادعياء الطرق الصوفية حاليا والذين يمتطون افخر العربات ومنحتهم الحكومة مساحات واسعة من الاراضي والبعض شيدت لهم المباني لتضمن ولاؤهم وولاء اتباعهم وانخرطوا في دنيا الملزات وتركوا الناس حول الخرطوم في جهالة مخجلة لايعرفون الرسول من ربهم وقد قال الشاعر (واذا النساء نشان في امية رضع الرجال جهالة وخمولا) كيف بالله نطلب من هؤلاء النسوة تربية النشئ وهن بهذا الجهل الفاضح؟ لاحولة ولاقوة من هذا التردي وهو حصيلة ما اصاب التعليم بكل مراحله من تردي وهم يزعمون بانهم احدثوا ثورة في التعليم ؟