[email protected] تذكرة: * من قبل طالبنا الصحفيين بمقاطعة البرلمان، وغيره من المؤسسات الرسمية التي تنتج البؤس الصلب، ولا ينتظر منها المواطن المهدود المكدود سوى "التنظير" الأفرغ، وحِزم النفاق "اللامعة"..! فالمقاطعة وإن جاءت على حساب "لقمة العيش" تشبع ضميرك إذا كنت واعياً بمعنى الكتابة..! ولكن كيف يعي المعنى بعض الزملاء "المنكبين" على موائد السلاطين خوفاً وطمعاً..؟! * الحرية أن تكتب دون املاءات ما تشاء وألا تضع في بالك أن هنالك شخص يراقبك "غيرك".. وعلى المتضرر منك اللجوء إلى القضاء.. ولفرط الهوان كادت الإملاءات تكون قاعدة لدى كتاب نسميهم (كبار!!).. وفي تفكير السلطة الضحل، تود أن يكون الجميع كباراً وصغاراً في "جرابها".. وهذا ما لا يوافِق فطرة "الأحرار"..! النص: * بالأمس خرج عشرات الصحفيين تضامناً مع مهنتهم، وتلبية لدعوة شبكة الصحفيين السودانيين، بعد الهجمة التي تعرضت لها الصحف بالإيقاف والمصادرة، وهو موقف مبني على فرضية الدفاع عن مهنة، لم تهيئ الأقدار لها ناشرين أو رؤساء تحرير محترمين "في الغالب".. بل هؤلاء وأولئك لا يضيرهم شيء أكثر من توقف "صبيب المال" في جيوبهم.. وما عدا رئيس تحرير صحيفة "الجريدة"، لم يجرؤ أحدهم على الخروج من "بيت الطاعة" بعد العملية "الهزلية" التي تعرضت لها الصحف، إذ تم ذبحها على أعتاب الصبح بالمصادرة الجائرة يوم الإثنين الماضي، ودون حجة "تركب الرأس" أو تقنع نصف عاقل.. فموضوع "التحرش" الذي نشرته الصحف المنكوبة وجعلته السلطات حائط مبكى للمصادرة، هو أكثر من عادي في بلاد أصبح أمر الاغتصاب فيها واقعاً "فاقعاً" يكاد لا يغيب عن "يومياتنا" حتى وإن أخفِى عن الصحف، ناهيك عن التحرش.. فما بال "المتحرشين بالصحف وبالبشر" تزعجهم كلمة "تحرش" على واقعيتها في السودان وفي كل بلدان الدنيا من حولنا؟! * يا إلهي… كل هذا القتل القبلي لا يحرك ساكن السلطة، بقدر ما تحركها سلوكيات "مراهقة" فاقمتها بفشلها في كل شيء، وليس في التعليم الفوضوي فحسب..! والسؤال الوجيه: ماذا فعلت السلطة "للمراهقين الكبار" من قبل؟!! خروج: * داخل هذا المكان المحكوم بقبضة الطغيان، فإن الصحفي الذي لا يتوجس من الدعوات الرسمية و"يعافها" على الأقل، فليحتمل سياط الذل.. أعني في هذا الراهن، وقد توقعنا قبل "اسكتش" الانتخابات أن النهج الظلوم سيستمر بعدها..! قلنا إن الخداع هو أقرب الممكنات مع سلطة صارت مكشوفة أكثر من مشهد النفايات في الخرطوم.. فالأعوج لن يستقيم.. ومن أراد للحرية سمواً فلا ينتظرها عند فاقدها..!! نعم السلطة "ذاتها" تفتقد الحرية لأنها مؤسسة على نقيضها.. ولم تتربى "في النور" حتى نطلب منها تنزيل قيم هي الأبعد عن آفاقها.. فليكن تضامن الصحفيين مع أنفسهم فقط.. لأن ثنائية "الناشرين ورؤساء التحرير" لا تختلف عن السلطة في شيء.. ولا أدل على ذلك من جبن مقيم يواجهون به المصائب "سكوتاً" كلما هجم نمر النظام على "الورق"..! أما تباكي اتحاد الصحفيين "التمساحي" وبيانات مجلس الصحافة حول "الحريات" فهو عندي مجرد "تميمة" في جوفها السوس..! * هي مأساة وطن أكبر من "طنين" الصحف التي يكرمها الشعب ب"لف" أغراضه والتمباك..! هي مشكلة شعب كامل مع طغاة.. أي مصيبة أوسع من مجال المطابع التي يتحكم فيها النظام..! إن الوقفات الاحتجاجية على أوضاع الصحافة المنحطة لن تغيّر لوحدها، ولكنها إشهاد للعالم على تمدد ظلمة البلاد، بناء على "الشرعية" المزعومة..! أعوذ بالله