شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالفيديو.. بشريات عودة الحياة لطبيعتها في أم درمان.. افتتاح مسجد جديد بأحد أحياء أم در العريقة والمئات من المواطنين يصلون فيه صلاة الجمعة    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عمر القراي : تقاعد المتنطعين !!
نشر في حريات يوم 30 - 05 - 2015


تقاعد المتنطعين !!
د. عمر القراي
(مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ).
صدق الله العظيم
بالرغم من التكلفة العالية، التي يدفعها شعبنا، في كل لحظة، بسبب حكم الاخوان المسلمين، الذي يقوم على استنزاف دمه، وسرقة قوته، إلا أن وجودهم في السلطة، كشفهم كما لم يكشفهم شئ آخر.. ذلك ان السلطة امتحنت صدقهم، وفكرهم، وسلوكهم، ووضعتهم أمام خيار صعب، يقتضي بيع دينهم بدنياهم، للاستمرار في ما حصلوا من امتيازات، أو الابتعاد من دائرة الضوء، والتراجع القسري عن مواقع المسؤولية، لحساب تصفية الخلافات، والصراع على السلطة المغتصبة، والثروة المنهوبة من الشعب.
في لقاء تلفزيوني مع د. حسن الترابي، تداوله الناس في الواتساب جاء الآتي ( الترابي: كان مثالنا عمر بن عبد العزيز عندما اصبح خليفة، كنا نضرب للناس الامثال ونحدثهم عن الفساد ونتجرد ونتزهد… الآن السودان كله يسألهم عن القيادات التي تتولى المناصب المهمة والوزارات، يسألهم عن البيوت الهائلة التي يبنونها جهاراً جهاراً ..الناس يعلمون ان الراتب لا يمكن ان يبني لك بيتاً متواضعاً، ولا غرفة، من أين لهم هذا؟ من أين ؟ المذيع: ألم يكن هؤلاء من أبناء الحركة الإسلامية، نشأوا فيها، وتتلمذوا على يديك ؟! الترابي: لم يكن في دراستنا مقاومة الفساد المالي السلطاني، المنهج الذي تربينا عليه سنين، لم يكن فيه سلطان أصلاً، لأننا لم نكن في السلطة ولا نحلم بها.. لم تكن في مقرراتنا، أتمتحنني في مسألة لم تدرسني لها في المقررات؟! سأسجل فيها صفراً يا أخي الكريم مهما كان ذكائي. لا تمحني في لغة لم تدرسني لها، أنا لم أدرس الروسية، سأسقط فيها بالطبع …الآن في السودان الفساد استشرى … المؤسسات أفسد من الوزارات طبعاً، يتولاها إخواننا اخوان لنا كانوا أمناء، كانوا مثالاً في الأمانة، أمانة في ماذا ؟ لم يبتلون الا بقليل من المال، طاقتهم تسع ذلك المال، أما الآن وقعت عليهم أطنان من الأموال).
هذا حديث زعيم الاخوان المسلمين، بعد سيطرتهم على السلطة لربع قرن ويزيد !! يصف تلاميذه بالفساد، ويبرر سقوطهم فيه، بأنهم لم تكن من ضمن تربيتهم، داخل تنظيمهم، احتمال ان يكونوا يوماً في السلطة !! وكأن السلطة التي يعملون لها طوال حياتهم، أمر مفاجئ لهم، لم يكونوا يتوقعون حدوثه !! وهل تربية جماعة إسلامية على تجنب السرقة، وأكل أموال الناس بالباطل، لا يمكن ان تكون ناجحة إلا إذا جربوا السلطة والحكم ؟! وإذا كانت تجربتهم الاولى في السلطة أدت الى إفسادهم، على هذا النحو الذي يذكره مرشدهم، فحين رأوا أموالاً طائلة تحت أيديهم، لم يطيقوا عليها صبراً، وقاموا بنهبها وبناء العمارات، فهل يريد الترابي ان يعطى هو وتلاميذه فرصة ثانية، سيكونون فيه أمناء ؟! أم يرى ان فسادهم، يدل على انحرافهم عن مبادئ الحركة الإسلامية، وهذا يشمله هو أيضاً، لأنه عجز عن تربيتهم التربية التي تعصمهم من الفساد، ثم شاركهم في فسادهم منذ الإنقلاب، الذي ابتدأه بالكذب، وحتى المفاصلة التي تمت بسبب الخلاف حول السلطة، لا بسبب الفساد فيها ؟!
والغريب في امر الاخوان المسلمين، ان ضمير أحدهم لا يصحو، إلا إذا ابعد عن موقعه في السلطة!! وهو حين ينتقد اخوانه الذين ابعدوه، لا يرى خللاً في فكرهم الذي لا يزال يحمله، رغم الفشل الذي صاحب التطبيق.. والذي يبدأ بالنقد وهو بعد في موقع من مواقع السلطة، يفعل ذلك حين يشعر بالصراع من حوله، ويشعر بإهمال القيادة العليا له، وتهميش التنظيم له، فيحاول جذب انتباه القيادة العليا، وتذكيرها بأنه موجود، وينقد السلطة بغرض الدفاع عن القيادة العليا أمام خصومها داخل التنظيم .. ومن هذا ما أخذ يفعله اسحق فضل الله مؤخراً، وكانت نتيجته ان اخذ بعض الإسلاميين يهاجمه، ففي حوار له مع البلال الطيب، ذكر له بأنه متهم باشاعة الاخبار الكاذبة، مثل ما ظل يكتبه عن مقتل عبد العزيز الحلو، فكان رده ( أنا محارب اسلامي والنبي يقول الحرب خدعة) !! فهل رأى الناس مثل هذا التبرير البائس للكذب ؟! الحرب خدعة يعني تقوم على خطط تفاجئ العدو، لدقة تخطيطها، كأن يأتي له الجيش من موقع لا يتوقعه .. ولكن لم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه في غزوة من غزواته، اخبر عن اعدائه خبراً كاذباً، أو نعى زعيمهم وهو حي، ليضعفهم ثم ينتصر عليهم. ولكن المعروف عنه عليه السلام أن قال ( لا يكذب المؤمن)!! ومن عجب ان اسحق فضل الله قال في ذلك اللقاء ( أنا بعرف الدين بقرأ فقه 50 سنة بعرف ما هو الدين) !! ثم قال(أول ما الإسلامي يبيع دينو فضل ليهو شنو ؟) !! ولو كان اسحق فضل الله يعرف الدين، لعرف ان قراءة الفقه لا تجعله متديناً، وأن الاصحاب الذين عرفوا الدين أكثر منه، كانوا أمّيين، ولعلم انه باع دينه منذ احترف الكذب، ليدافع عن حكومته، وأنه كإسلامي لم يبق له شئ !!
ومن بين قيادات الإسلاميين، لا أحد يجاري د. أمين حسن عمر، في التنطع، والتعالم، والتعالي الأجوف. فهو لأنه ما زال يتعلق بحبال السلطة، يبرر لها كل افعالها، ويسخر من اتهاماتها بالفساد، ويصوره وكأنه دعاية سياسية من خصوم السلطة، أو إشاعات لا أساس لها، ولا تستحق المناقشة.
في لقاء صحفي معه تم مؤخراً جرى الآتي:
( + أما زلت تؤمن بوجود حركة اسلامية فاعلة؟
طبعاً طبعاً.
+ ولكن الحركة الإسلامية الآن لا يبدو لها أثر في المجتمع ولا حتى صناعة القرار السياسي؟
-هذا غير صحيح.
+ ما الصحيح إذن؟
الحركة الإسلامية ما كانت بتعلن عن خطواتها في الصحف أصلاً لكن حتى القدر الذي تعلنه الآن موجود.
+ لنتحدث بوضوح ما الذي تقوم به الحركة الإسلامية الآن؟
الآن في مبادرة لحرمة الدماء، في شغل على أصعدة مختلفة وما بالضرورة يعلن عنه)( حوار عزمي عبد الرازق –صحيفة اليوم التالي. الراكوبة 28/5/2015م). مثل هذه المغالطة، ما يمكن ان يقولها أحد غير د. أمين حسن عمر.. فحركة الاخوان المسلمين جاءت بوعد تطبيق المشروع الحضاري الإسلامي، ورفعت شعار تطبيق الشريعة، ثم انتهت الى الفساد، الذي اثاره اعضاء الحزب أنفسهم، داخل البرلمان .. واشاروا فيه الى تحول وضعهم من الجهاد وزواج الحور العين، الى زواج المثليين، وجرائم إغتصاب الأطفال وازدياد اللقطاء. لم يعد هناك حركة إسلامية، وإنما عصابة تستغل امكانات الدولة، للمحافظة على استمرار نظامهم، لنهب الناس. ثم أي دماء هذه التي يعرف لها الاخوان المسلمين حرمة ؟! هل هي دماء أهالي دارفور، الذين قتلوا منهم الآلاف ؟! أم دماء أهل جبال النوبة والنيل الأزرق الذين قصفوهم بالطائرات، ورموا فوق بيوتهم البراميل الملتهبة ومنعوا عنهم الإغاثة ؟! أم دماء الطلاب الذين فتحوا عليهم الرصاص الحي حين خرجوا في مظاهرات الغلاء ؟! أم دماء طلاب دارفور الذين اعتدوا عليهم بالسواطير في الجامعات بمساعدة رجال الأمن ؟! أم دماء فتيات دارفور اللاتي يغتصب الواحدة منهن الخمسة والعشرة من قوات الدعم السريع؟!
ويتواصل الحوار العجيب:
( + الذي يقود المجتمع الآن مبادرات شبابية مثلاً مبادرة " شارع الحوادث" لوحدها الآن أكبر من صدى الحركة الإسلامية.
-هذا تبسيط مخل.
+كيف تبسيط وهي الأكثر حضوراً وتفاعلاً والتفافاً ؟
- هي مبادرة نقدرها، ولكنها محدودة لهدف محدود فما مكن تقول إنها تقود المجتمع المجتمع دا أوسع من الخرطوم.
+ ولكنها تتجاوز الخرطوم مثل هذه المبادرات تنداح في كل مكان وقد وجدت ترحيباً لافتاً …
+ عفواً ولكن هذا الالتفاف والتفاعل المنظور يعني ان المجتمع يائس من الحركة الإسلامية بحزبها وحكومتها.
- يا أخي عندنا منظمة واحدة هي منظمة الدعوة الإسلامية بتعمل في عشرات الدول وتنفق مليارات تجي تقول لي كلام ساي)(المصدر السابق). وفي الحق، كما قال الصحفي الذي يحاور د. أمين، أن مبادرة شباب شارع الحوادث، دلت على يأس المجتمع من حكومة الاخوان المسلمين، بل ان الشعب قام بكل هذه التبرعات، لأنها لا تخص الحكومة. وهؤلاء الشبان، خدموا وطنهم لإبراز ان الحكومة غير مهتمة بشعبها، ودخلوا تاريخ بلادهم من أوسع أبوابه، بعد ان دمرت الحكومة وطنهم، وصفت مشتسفياته، لصالح الطفيليين أصحاب المستشفيات الخاصة، من أمثال د. مأمون حميدة. ولكن تتويج عملهم، وثمرة وجهدهم كله، كان قمته ان تقوم بافتتاح المشروع " أم قسمة" ست الشاي. ذلك لأنهم بهذا العمل، حددوا إنتمائهم للفقراء الكادحين من أبناء وبنات شعبهم، ورفعوا من قدر أنفسهم، برفع قدر المرأة المناضلة، المكافحة، العاملة ست الشاي. وهؤلاء هم أصحاب المصلحة الحقيقية في كل إنجاز يخص الشعب. كما أنهم برأوا مبادرتهم، من ان يمتطيها مرتزقة النظام، فيصيبها درنهم، وفسادهم، وإساءتهم لمهنة الطب، سواء كان وزير الصحة الولائي، أو وزير الصحة المركزي، اللذان تآمرا على زملائهم من الأطباء، وحرضا عليهم جهاز الأمن، فضربوهم وفرقوا وقفتهم واعتقلوهم حين احتجوا على بيع المستشفيات وتشريد المرضى. لقد ضرب شباب شارع الحوادث مثلاً في التضحية بالجهد، والوقت، والعمل، من أجل الآخرين.. ثم التعاضد مع البسطاء،وتقديم الشرفاء، الذين يبارك الله كل عمل يدخلون فيه .. ولو كان الاخوان المسلمون يقدرون المبادرة، كما قال د. أمين، لقاموا هم أنفسهم بهذا العمل، وهم يملكون كل الأموال التي سرقوها من هذا الشعب الصابر. لماذا يسكنون العمارات الفاخرة، ويركبون السيارات الفارهة، وتزكم قضايا فسادهم الأنوف، ويضطرون فيها الى إغتيال الشهود، ثم لا يساعدون في بناء غرفة عناية للأطفال، كما فعل شباب شارع الحوادث ؟! ومنظمة الدعوة الإسلامية، التي يشيد بها د. أمين، منظمة دولية، يشرف عليها التنظيم الدولي للاخوان المسلمين، ولقد سبق أن نفى السيد رئيس الجمهورية، علاقتهم بالتنظيم الدولي للاخوان، والتي يثبتها د. أمين هنا.. ومع ذلك، فمنظمة الدعوة، تدعمها دول، وهي ذات أجندة سياسية، فهي لا تساعد إلا من تريد ربطهم بالجماعات الإسلامية، ولا تمول حقيقة إلا الجماعات الإرهابية، في كل مكان، فما علاقتها بمبادرة، قام بها مجموعة من الشباب، الحادبين على أهلهم في الوطن؟!
ويتضح من الحوار أن د. أمين حسن عمر غير راض، عن بعض ما يجري في حزبه، ولكنه مع ذلك، آثر البقاء والاستمرار، في ممارسة الباطل، الذي ينتقده، فقد جاء :
( – أول حاجة أنا ما راضي بالطريقة التي تدبر بها الأمور بإعطاء أهمية كبيرة جداً لجهويات ولقبليات، أعتقد ان هذا سيعطل حركة الإصلاح، وسيبطئ من حركة التقدم نحو الأمام لأنه قائم على التسويات، والتسويات لا يمكن أن تقدم أمة.
+ ولكن التسويات الجهوية والطائفية هي صيغة مطروحة للشراكة الحالية؟
- للأسف هذا موجود، والدلائل تشير له والتصريحات تؤكده.)(المصدر السابق). فالأمر الذي لا يرضى عنه د. أمين موجود في داخل حزبه، ولقد أكد أن الدلائل والتصريحات تؤكده، فلماذا لا يزال في الحزب ؟! لماذا لا يخرج عنه ويعترض من أجل دينه ووطنه ؟! خاصة وأنه في هذا الحوار قد صرح بأن يريد التقاعد، فقد جاء (إذا طلب منك أن تشغل منصبا سياسيا أو تنفيذيا في المرحلة المقبلة فهل ستوافق؟
- أنا أوضحت موقفي وقلت إني متقاعد، وكل إنسان يختار خياراته) !! ولكن د. أمين نسى أنه في نفس هذا الحوار كان قد قال (أنا لو يئست من العمل العام كان بمشي اتقاعد، أنا في مرحلة التقاعد ومافي زول بيلومني، كان ممكن أمشي بيتنا وأعمل لي حاجات بسيطة ومدرة للدخل وأتفرج وأنتقد في الناس)!! فهو يعاني من صراع داخلي بين ان يبتعد الآن بدعوى التقاعد وبين ان يستمر عساه يحقق شيئاً قبل ان ينفض المولد !!
ويمضي الحوار العجيب :
(+ قبل أيام أثيرت قضية شراء عربات مليارية لطلاب المؤتمر الوطني ألاتعتقد أن ذلك هدر لموارد الدولة؟
- ما علاقة هذا بموارد الدولة؟
+ هم طلاب الحزب الحاكم.
…………………….
-أنا سمعت نفياً من شخص أعرف أنه مسؤول في القطاع قال إن هذا لم يحدث واذا الحزب اشترى لبعض طلابه عربات فهذا يخص الحزب ولا يخص الآخرين، نحن اشتغلنا في قطاع الطلاب ما كان عندنا عربات ولا عربية واحدة وكنا منتشرين في كل ولايات السودان.
……………………
+من أين للحزب بتلك الموارد؟
-هذا حزب ضخم جداً، عنده موارد وعنده رجال أعمال بيدفعوا ليه الملايين، وعليه أن يمول برامج قطاعاته التنظيمية، فإذا كان جزءا من هذا التمويل شراء فهذا من حقه، وأنا شخصياً لا أعتقد أن العربات جزء جوهري في العمل السياسي والتنظيمي.)(المصدر السابق)
لقد حاول د. أمين حسن عمر، على طريقة إلتواءات الترابي، ان ينكر موضوع عربات طلاب المؤتمر الوطني، ولما حاصره الصحفي، وافق على حدوث الأمر.. ولكنه اعتبره أمر لا يخص الشعب، لأن الحزب على حد زعمه، اشترى كل هذه العربات من حر ماله !! وحتى يضلل القارئ، ذكر د. أمين، ان حزبهم حزب كبير، ولديه موارد ضخمة، يمكن ان يشتري منها هذه العربات. ولكنه أخبرنا أنه عندما كان يشتغل في قطاع الطلاب، لم تكن لديهم عربية واحدة !! فلماذا لم يشتر لهم الحزب عربات في ذلك الوقت-السبعينات-ما دام هو حزب عنده موارد ضخمة ؟! الحقيقة التي يعرفها د. أمين جيداً، وحاول تجنبها في إلتواء ظاهر، هو ان الحزب قد إختطف الدولة، وأخذ من مواردها بغير حساب، وهو قد إشترى العربات لطلابه "رشوة"، ليقتلوا زملائهم في الجامعات، ويحدث هذا، في وقت تحتاج فيه البلاد الى غرفة عناية مركزة للأطفال، لا تكلف أكثر من ثمن 7 أو 8 عربات، من ال50 عربة التي اشتراها المؤتمر الوطني لطلابه.
ويمضي الحوار العجيب:
( + هنالك من يعتبر الموقف الحكومي من أحكام الإعدام في مصر كان متخاذلاً جداً؟
- …….أنا شخصياً أعتقد أن أي احكام قاسية جماعية مقصود منها الردع هي ليست السبيل الصحيح، أما الدولة كدولة فلن تعلق وهذا هو الموقف السليم الصحيح نحن نقول أننا لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى كدولة.
+ ما هو رأي الحركة الإسلامية؟
- الحركة الإسلامية لن تقبل هذا وتراه تجاوزاً في حقوق الإنسان وشكل العرض العدلي نفسه غير مقنع لكل إنسان.
+ ألا تعتقد أن حرب اليمن شأن داخلي؟
-أنا أختار هذا موقفي.
+ كيف يعني تختار؟
- في فرق بين ان اتخذ موقف وبين اني ما جزء من هذا الموقف.
ولكنك جزء من التيار الإسلامي الفكري؟
-هذا لا يعني اني اتماهى مع أي خطوة اتخذها تنظيم معين)(المصدر السابق)
الحقيقة ان ما ذكره د. أمين، وكانه من البديهيات، ضرب من النفاق، والتدليس السياسي .. فالحكومة مكونة من الاخوان المسلمين، وترفض إدانة اعدام الاخوان المسلمين في مصر، بدعوى ان هذا شأن داخلي، لن تتدخل فيه، أو تعلق عليه، ثم تقوم في نفس الوقت، بالتدخل عسكرياً في اليمن!! وهي في ذلك لا تلقي بالاً للشأن الداخلي، بل تدعي أنها تدخلت حماية للدين الإسلامي، أليس في إعدام اخوان مصر، ما يمس الدين الإسلامي، حسب رأي اخوان السودان؟ ثم لماذا اخرجوا المظاهرات في الخرطوم، تدين الإعدامات، التي عجزت الحكومة عن ادانتها، ما دام تلك الإعدامات لم تمس الدين الاسلامي؟! ثم أن د. أمين قد قال أنه ضد أي احكام جماعية مقصود منها الردع، فهل هذا صحيح ؟! لماذا إذن لم نسمع له صوتاً، حين قتلت حكومته الضباط في رمضان؟! وحين أمرت الشرطة والأمن، بحصد الطلاب في سبتمبر الماضي؟! ويحاول د. أمين اقناعنا، بأنه يمكن ان يكون عضو في تنظيم الاخوان المسلمين، ثم يختلف معه في قضايا أساسية، مثل سياسة حكومته الخارجية، وتدخلها أو عدم تدخلها، في شؤون بلاد أخرى. لو كان تنظيم الاخوان المسلمين، حزباً مدنياً، لكان يمكن ان يختلف اعضاؤه في كل شئ، ثم يحسموا الخلافات بالتصويت عليها. ولكنه حزب يقوم على مرجعية دينية، يعتبر خضوع الاعضاء لها، جزء من ايمانهم بدينهم .. ولهذا لا يجوز ان يختلفوا في الأمور الأساسية، والتي تكون احكام الإسلام حسب فهمهم فيها ظاهرة. والذي يخالف في الأمور الأساسية يجب ان يفارقهم، لأنه ما بعد الحق إلا الضلال .. ومن ذلك دون شك، اعلانهم عداء من يقتل المسلمين، بلا تردد مهما كانت مقتضيات مراعات السياسة، والتكتيكات، التي تفرضها الدبلوماسية الحديثة.
لقد كشف الصحفي النابه عزمي عبد الرازق، في هذا اللقاء، مبلغ الإلتواء، والتنطع، الغرور، الذي ينطوي عليه د. أمين حسن عمر، وهو من الاخوان المسلمين القدامى، مما يدل على فقر هذه الجماعة لابسط القيم الاخلاقية .. وأمين من الاخوان المسلمين، منذ ان كان طالباً في عطبرة الثانوية. وحين تم انقلاب الإنقاذ، تقلب في مناصبها .. فكان أمين عام وزارة الثقافة والاعلام، ومستشاراً صحفياً للسيد رئيس الجمهورية، ووزير دولة بوزارة الثقافة والاعلام، ورئيس مجلس ادارة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، ورئيس مجلس ادارة شركة تقانة الاتصالات، ورئيس مجلس ادارة قناة الخرطوم الفضائية الدولية، ورئيس الوفد الحكومي لمفاوضات دارفور، ووزير الدولة برئاسة الجمهورية .. ثم هاهو، الآن، بعد كل هذه السنين، يعلن انه يريد التقاعد، فهل يفتقد السودان، بتقاعده، سوى تنطعه وإلتوائه وغروره ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.