كثرٌ هم الذين يضحكونني .. وأكثر منهم من يُضحكونني ويبكونني .. وأشهر الشخصيات بالقائمة الأخيرة هو "الشيخ" الدكتور "حسن الترابي" .. ومن جلس معه وإستمع إليه – وكاتب المقال أحدهم – سيفطس ضحكاً من كم السخرية الهائل وكمية النكات التي بجُعبة الشيخ والتي يطلقها بلا تحفظ ، عن : "أبوهريرة" و"البخاري" ورفيقه الآخر "مسلم" .. ولكن "الشيخ" لا يجعلك تهنأ بفواصله الكوميدية طويلاً .. فسرعان ما يلجأ ويستدل "في ذات الجلسة وبذات المجلس" بأحد الذين جدّف فيهم .. وعرّض بهم .. وكال لهم تنكيتاً وتقريظاً وسخرية عندما يتطلب الأمر ذلك.. أعلم انه ليس من الفراسة مبارزة من سقط السيف عن يده .. خاصة إذا كان هذا السقوط بسبب "الغدر" أو العجز أو الوهن .. أو جميع ما سبق ذكره .. لذا لن أطلق لقلمي العنان للنيل من هرم أعزل سقط عنه "القلم" "ورُفع" .. ولم يبق له ما يلفت به الأنظار سوى الوقوف امام ثلة من نساء حزبه اماماً عليهم .. حاملاً "مايكرفونه" بيده – أنظر الصورة – ولو ان الرجل كان قد إستشارني قبل صلاته "الناعمة" هذه لما بخلت عليه .. ولقلت له : كان من الأفضل ان تقدم احداهن للامامة وتقف أنت خلفها ماموماً .. تطبيقاً وتحقيقاً لحديثك عن "امامة المرأة" .. وأيضاً لإكساب الصورة والحدث المزيد من الآكشن والتشويق والإثارة بلغة أهل السينما ! وأصدقكم القول انني صرت أشفق على هذا الشيخ الذي بلغ من الكبر عتياً .. أشفق عليه من جور الزمان وتبدل اللسان وسوء المنقلب قولاً وفعلاً .. بل وأصبحت كلما قرأت أو شاهدت أو سمعت تصريحاً له : دعوت له .. وسألت ربي ذو الجلال والإكرام ان يعينه على نفسه الأمارة بالسوء .. وان يمنحه حسن الخاتمة بجانب من يحب من الأخيار والأطهار – بالطبع ليس بينهم "كمال عمر" – حتى يغفر الله للشيخ ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. ويغسله بالماء والثلج والبرد .. لست هنا كي أتدخل بين "الترابي" و"ربه" .. معاذ الله .. ولا أكتب لأجل تسفيه الخطوة التي قام بها .. فهي في تقديري خطوة "شكلية" متقدمة .. تُعيد للمرأة مكانتها وندادتها وتوجه صفعة داوية لعلماء الفرج والحيض والشرج .. ولكني أكتب لأنني لست متأكداً ما إذا كان "الشيخ" مقتنعاً حقاً بما قام به ؟.. أم انها محض تمثيلية من تمثيلاته الكثيرة التي ملّها الشعب السوداني ؟! خاصة ان الشيخ والدين في متوالية لا تنتهي : كلما إرتفع قدره رفعه .. وكلما هبط أحط به .. حتى أصبح حاله مع الدين كما قالت العرب : كركبتي البعير ، تقعان إلى الأرض معاً ، وتقومان معًا .. ولا أخفيكم سراً انني إستمتعت حقيقة بمنظر هذه الصلاة .. وشكرت سراً صاحب البث "الأسفيري" السريع ان وفر لنا هذا وما كنا له منتظرين .. كما لا أخفيكم ان أول مقاربة حضرت في ذهني حين مطالعتي لصورة "الشيخ" وصلاته و"مايكه" .. هي صورة القديس "فالنتاين" – قديس العاشقين – الذي أعطى للدين المسيحي قيمة أخرى .. الا وهي الرومانسية .. فشكراً شيخنا العزيز .. شيخنا الرومانسي .. و"هابي صلاة تو يو ".