الدعم السريع يغتال حمد النيل شقيق ابوعاقلة كيكل    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    وصول البرهان إلى شندي ووالي شمال كردفان يقدم تنويرا حول الانتصارات بالابيض    منى أبوزيد: هناك فرق.. من يجرؤ على الكلام..!    عقار يوجه بتوفير خدمات التأمين الصحي في الولايات المتأثرة بالحرب    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    الإمارات العربية تتبرأ من دعم مليشيا الدعم السريع    محمد الفكي يتهم إسلاميين بالتخطيط لإشعال الشرق    حسين خوجلي يكتب: مدينة الأُبيض ومن هناك تبدأ الشرعية ومجتمع الكفاية والعدل    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    لافروف: العالم يشهد أزمة في مجال الحد من التسلح وعدم الانتشار النووي    أمانة جدة تضبط موقعاً لإعادة تدوير البيض الفاسد بحي الفيصلية – صور    نصيب (البنات).!    ضبط فتاة تروج للأعمال المنافية للآداب عبر أحد التطبيقات الإلكترونية    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    تراجع أم دورة زمن طبيعية؟    بمشاركة أمريكا والسعودية وتركيا .. الإمارات تعلن انطلاق التمرين الجوي المشترك متعدد الجنسيات "علم الصحراء 9" لعام 2024    محمد وداعة يكتب: حميدتى .. فى مواجهة ( ماغنتيسكى )    إجتماع ناجح للأمانة العامة لاتحاد كرة القدم مع لجنة المدربين والإدارة الفنية    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    شاهد بالفيديو.. الناشطة السودانية الشهيرة مدام كوكي تسخر من "القحاتة" وحمدوك: (كنت معاهم وخليتهم.. كانوا سايقننا زي القطيع وبسببهم خربنا وش مع البشير لمن قال أدوني فرصة)    شاهد.. الفنانة مروة الدولية تطرح أغنيتها الجديدة في يوم عقد قرانها تغني فيها لزوجها سعادة الضابط وتتغزل فيه: (زول رسمي جنتل عديل يغطيه الله يا ناس منه العيون يبعدها)    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    الأهلي يوقف الهزائم المصرية في معقل مازيمبي    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عمر القراي : المتاجرة .. في الإرهاب !!
نشر في حريات يوم 02 - 07 - 2015


المتاجرة .. في الإرهاب !!
د. عمر القراي
(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)
صدق الله العظيم
لقد كتبت من قبل، عن العلاقة الوطيدة بين " داعش" والاخوان المسلمين، وأشرت الى أن العالم كله يدين عمليات " داعش" الوحشية، ما عدا الاخوان المسلمين .. فهم قد يصفوا " داعش" بالتطرف، والتشدد، إذا كانوا يريدون تضليل الرأي العام العالمي، أو إرضاء السعودية ودول الخليج. ولكنهم لا يستطيعون القول بأن ما تفعله " داعش" خروج صريح عن جوهر الإسلام. وذلك لأن الاخوان المسلمين، وحزبهم حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، يشاركون "داعش" فى المنطلقات الايديولوجية الرئيسية، ولكنهم بسبب المواءمات والانتهازية السياسية، لا يستطيعون تحمل تبعات مثل أفعال " داعش"، ولكنهم لا يمانعون أن يقوم شباب، متحمس، من قواعدهم أو قريب منها، بمساندة "داعش". وفي الحق ان الشباب الذي ينضم الآن الى "داعش"، لم يتربى على فكرها، لأن " داعش" نفسها لم تكن موجودة، وإنما تربى على فكر الاخوان المسلمين، ثم ضاق بعضهم بألاعيبهم السياسية، وإلتواءاتهم، وكذبهم، ولم يروا فيهم الوضوح، والإنسجام مع نصوص الشريعة، الذي يرونه عند " داعش". ولأن الاخوان المسلمين غير مستعدين لمواجهة حرب سافرة مع المجتمع الدولي، والاقليمي العربي اللذان يعلنان الحرب على الإرهاب، فقد اضطروا لتبنى سياسة مزدوجة تجاه مثل هذه الجماعات، فمن ناحية تسمح لهم حكومة الاخوان المسلمين، بالنشاط، بل تحمي مظاهراتهم، وتسهل عملهم وسط الطلاب، وفي المجتمع، من خلال عشرات المنظمات والجمعيات .. في حين أنها توقف الفكر، القادر على هزيمتهم، وإظهار ضعفهم .. ولهذا منعت تسجيل الحزب الجمهوري، دون سائر الأحزاب، وأغلقت مركز الاستاذ محمود محمد طه الثقافي. ودأبت في الجامعات، على الإعتداء على نشاط الطلاب، غير المنتمين لهم، والاستعانة على هذا الاعتداء، بقوات من الأمن.
ولقد استمرت حكومة الاخوان المسلمين، في رعاية وتشجيع الحركات الإسلامية المتطرفة، لترسل من خلالها رسالة الى المجتمع الدولي، بأن زوال النظام، سيفتح البلد لهذه الجماعات الإرهابية، فمن الأفضل إذاً، دعم النظام ليستمر !! ثم هي، في نفس الوقت، تقدم رسالة للجماعات المتطرفة، بأن لا تثور ضدها، ولا تنتقد فسادها، لأنها تحميها، وتساعدها.. وأن حكومة الاخوان المسلمين لو سقطت، فسيحكم السودان بنظام علماني، يتجاوب مع العالم، في القضاء على الحركات الإسلامية المتطرفة. ثم كثمن للحماية، والرعاية، التي تقدمها حكومة الاخوان المسلمين للجماعات المتطرفة، تستغل هذه الجماعات، لإبراز المظاهر الدينية المتشددة، هنا وهناك .. مثل حرق كنيسة الجريف غرب، وحرق معرض الكتاب المسيحي، والإعتداء على الرقص، الذي يتم في حفلات المناسبات. وقد تساندهم الحكومة بقوانين لجلد النساء، بحجة عدم لبس الزي الإسلامي، مثل قانون النظام العام سيئ الذكر، لإيهام البسطاء بأن الشريعة الإسلامية مطبقة .. كما تستغلها، أيضاً، لإرهاب المعارضين السياسيين، الذين تدمغهم بالكفر والعلمانية، حتى تبرر اعتداء المهووسين عليهم، واسكات صوتهم، الذي يمثل معارضة، تكشف زيف شعارات النظام. وإذا بدأ الإعلام يفضح هذه الجماعات المتطرفة، ويذكر ما فعلت، فإن الحكومة توقفه !! فقد جاء (صادر جهاز الامن والمخابرات جريدة "التيار" اليوم على خلفية ماوصفه بالتمدد في نشر مواد عن الجماعات المتطرفة بالسودان. وعلمت "الراكوبة" ان جهاز الامن منع نشر الحلقات المتبقية من تحقيق الاستاذ خالد فتحي "التطرف الديني في السودان" نهائيا.. وقالت مصادر موثوقة ان الامن حذر ادارة الصحيفة بأنه لن يسمح بتصوير البلاد بأنها على حافة الفوضى)(الراكوبة 29/6/2015م).
ولكن حكومة الاخوان المسلمين، تتجلى انتهازيتها، عندما تضغط عليها الظروف الدولية، فقد سلمت بعض المتطرفين الإسلاميين للمخابرات الأمريكية، وأشادت أمريكا لتعاونهم معها في هذا الصدد. وأوشكت ان تسلم "بن لادن " نفسه، لولا ان حكومة "كلنتون" رفضت استلامه، لأنه لم يرتكب جرائم مباشرة ضد أمريكا، حتى ذلك الوقت. فهي يمكن ان تبيع ملفات المتطرفين الإسلاميين الى المشترين الاقليميين والدوليين، دون أن يرمش لها طرف، ولكن فى الحدود التى تجعل سمسرتها محل مقايضة، بمصالح مباشرة للنافذين في النظام .. ثم إذا غض العالم الطرف عنها، تبيع شبابنا المضلل باسم الدين، الى " داعش"، وتقبض ثمنهم من الحكومات التي تمول " داعش" !! ولا يعارض هذه الصورة، أنها احياناً، تتخذ بعض الإجراءات ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة، حين تخرج عن دورها المرسوم بدقة، وتدعي أنها معارضة سياسياً، أو أنها البديل الإسلامي عن المؤتمر الوطني، الغارق في الفساد. ومن ذلك مثلاً ابعاد بعض الأئمة المتطرفين، من الخطابة في بعض المساجد .. ومنه أيضاً، اعتقال مدعي " الداعشية" محمد على الجزولى، الذي ظهر كإسلامي معتدل، يتحدث عن الحوار والعقلانية، والوسطية، ثم حين لم يحقق له ذلك الشهرة التي يهفو إليها، خاصة وان سنه، وتجربته، لا يمكن ان تجعله قيادياً وسط الاخوان المسلمين، تحول فجأة الى " داعش"، فهي جماعة غير موجودة في السودان، ويمكن ان يصبح بسببها زعيماً، لهذا أخذ يجند لها الشباب، تحت سمع وبصر وتأييد حكومة الاخوان المسلمين .. فتم القبض عليه، واطلق سراحه، وكتب عن اعتقاله كأنه بطولة، ليجذب به بعض الشباب المضللين. والحكومة هي التي هيأت له، فرصة إدعاء هذه البطولة الزائفة، وهي التي سمحت بتجنيده للشباب، ليسافروا الى سوريا، ليلتحقوا ب"داعش".
جاء عن ذلك (غادر 12 من طلاب أكاديمية العلوم الطبية التى يملكها الاسلامى والقيادى فى المؤتمر الوطنى مامون حميدة الى تركيا للالتحاق بتنظيم الدولة الاسلامية داعش فى سوريا ، يومى الجمعة والسبت 26 / 27 يونيو الجارى. وقال عميد طلاب الجامعة فى تصريحات لرويترز ان سبعة من الطلاب ذوى الأصول السودانية يحملون جوازات سفر بريطانية بينما يحمل اثنان الجواز الكندي ويحمل طالب جواز سفر أمريكيا بالإضافة إلى اثنين يحملان الجواز السوداني. وأكدت مصادر متعددة ان من بين الطلاب المغرر بهم صافيناز على الصادق ابنة الناطق باسم وزارة خارجية حكومة المؤتمر الوطنى، اضافة الى أمير مامون سيد أحمد ، ايمن صديق عبد العزيز، زبيدة عماد الدين الحاج، محمد سرار حمزة الحسن ، حمزة سرار حمزة الحسن ، وجميعهم من أسر ميسورة تقيم فى الخارج وعادوا الى البلاد للتعليم ، مما يشير الى ان التلقين الايديولوجى شكل السبب الرئيسى للتغرير بالطلاب. وقال عميد الجامعة "هؤلاء الطلاب كان من المفترض ان يخضعوا لامتحان يوم الجمعة الماضية وقاموا بالتمويه على أهلهم بأنهم سيذهبوا منذ يوم الخميس للمذاكرة مع زملائهم وغادروا فجر الجمعة" وأضاف "والدة احد الطلاب التى عادت للسودان فى زيارة الأسبوع الماضى هى من تنبهت ظهر يوم الجمعة لغياب جواز سفر ابنها البريطاني من المنزل ولحدوث تجربة مماثلة قبل عدة أشهر قامت مباشرة بالاتصال بالسلطات البريطانية". وأوردت وكالة "أ ف ب" ان السلطات التركية أوقفت ثلاثة من الطلاب فيما لم تعثر بعد على البقية. وقال أحد الصحفيين السودانيين فى مواقع التواصل الاجتماعى ان الناطق باسم الخارجية على الصادق صرح للصحفيين وهو بالمطار فى طريقه الى تركيا بان ابنته سافرت دون تأشيرة ولم يكن اسمها ضمن قائمة المسافرين وانهم تعرفوا عليها عن طريق كاميرات المطار، وأضاف الصحفى نقلاً عن على الصادق ان هناك رشاوى ضخمة تدفع بمطار الخرطوم لتهريب المغادرين، الأمر الذى يشير الى تضافر فساد اجهزة السلطة مع انحطاط تعليمها وازدوجية خطابها فى رعاية الارهاب. وسبق والتحق عدد من طلاب جامعة مامون حميدة بداعش، واوضح شقيق أحد المغرر بهم ل"حريات" حينها ان ادراة الجامعة سمحت للسلفى الحربى محمد على الجزولى باستقطاب طلاب الجامعة عبر جمعية "الحضارة الاسلامية". كما سبق واعلن داعش عن انتحاريين سودانيين نفذوا عمليات فى ليبيا وسوريا والعراق)(حريات 29/6/2015م). فحكومة الاخوان المسلمين، ضالعة بعدة مستويات، في مؤامرة (بيع) الشباب السودانيين الى " داعش".. فجامعة حميدة الوزير، تستقطب بواسطة محمد علي الجزولي " الداعشي"، ليجند الشباب الجامعي، وتهيئ له الفرصة، بعد ان منعت قوانينها، كافة اشكال النشاط الفكري والسياسي، الذي يوعي الطلاب، بمختلف الافكار والآراء، ويحصنهم ضد الجهالة التي تنطوي عليها " داعش". وحين يسأل د. مامون حميدة، عن مشاركة جامعته في تضليل الشباب، وسوقهم الى حتفهم في محرقة "داعش" يتهرب من الإجابة، ويتنصل عن المسؤولية، ويدعي الجهل حتى برقم تلفون عميد كليته !! فإن لم تصدقوا هذا فاقرأوا (في اتصال للراكوبه بالدكتور مأمون حميدة لسؤاله عن مايدور في كلية العلوم الطبيه التي يمتلكها وما الذي يجمع طلابها بالارهاب ... والاسئله المحيرة هل لداعش خلايا تعمل في الكليه سرا أو علنا علما بأن ادارة الكليه تمنع أي نوع من النشاطات داخلها عدا ذات الطابع الديني. ولماذا تنمو خلايا الارهاب الداعشي داخل هذه الكلية بالتحديد ولماذا أصبحت الكليه تفرخ الكوادر المتطرفة... قصدنا أن نطرح على الدكتور مأمون حميدة هذه الاسئله وغيرها لكنه أثر أن يقول " لاشكرا أنا ماعندي حاجة أسألوا ناس أحمد بابكر"- عميد طلاب كليته- وعندما طلبت منه أن يمدني برقم هاتفه جاءت اجابته "لا والله ماعندي")!! الراكوبة 30/6/2015م)
ومع ان السيد السفير، قد نفى تصريحه، بأن ترحيل هؤلاء الطلاب تم بسبب شبكة من النافذين ( قال إنها تدفع رشاوي بمبالغ كبيرة بالدولار لتسهيل خروج الطلاب المتجهين الى سوريا والعراق للانضمام الى تنظيم "داعش" الإرهابي عبر الطيران التركي)(الراكوبة 29/6/2015م) إلا ان مساعدة هؤلاء الشباب، لا شك فيها، وقدرة الجهات التي تساعدهم -وقد أوصلت من قبل مجموعة أخرى الى سوريا- لا تتأتى إلا لرجال الأمن .. وما كان لرجال الأمن، ان يساعدوا في انجاز هذه العملية، لو لم تكن تلك هي سياسة الدولة، ورغبة حزبها، الذي يقوده الاخوان المسلمون.
وبينما تصدر جماعة الاخوان المسلمين، المختطفة للسلطة، أبناءنا الى " داعش"، تشيع جواً من الهوس الديني، حتى تتم عملية غسيل مخ، للوعي الجماعي، وتترسخ البيئة التي يمكن ان تفرخ المهووسين، الذين يسهل تضليلهم، وسوقهم معصوبي العينين، الى " داعش". ومن هذا الهوس، نقرأ: (واصلت المحكمة الجنائية العامة بدار السلام أمس سماع شهود الاتهام في محاكمة إمام مسجد يواجه تهمة الردة تحت طائلة المادة 26 من القانون الجنائي، وتعود تفاصيل القضية حسب الاتهام إلى أن إمام مسجد بدار السلام واثر جدل بينه وآخرين قال في يوم الجمعة حسب الشاكي إنه يجوز السجود لغير الله مستندا إلى آيتين من القران الكريم، وبعدها كون أهل الحي لجنة لمناقشة المتهم بيد أنه رفض الأمر ما دفعهم لتدوين بلاغ في مواجهته وأفاد المتهم في استجوابه بأنه لم يقصد بذلك السجود سوى الانحناء وليس السجود الحركي في الصلاة، وباكتمال البينات وبأخذ أقوال الشاكي والشهود وجهت له النيابة تهمة الردة )(الراكوبة 29 /6/2015م). فهذا الرجل المسكين، ذكر ان السجود يجوز لغير الله، واستدل على ذلك بالقرآن، وأوضح أنه لا يعني السجود الذي تصاحبه نيّة العبادة، وإنما عنى انحناء الإنسان لآخر من باب الإحترام. فلماذا لم تشطب النيابة البلاغ، وتطلق سراح المتهم ؟! هل الغرض هو ارهاب الناس، واشعارهم بأن هناك دولة إسلامية ؟!
ومن الهوس المبدد لطاقة البلاد دون طائل نقرأ (أصدر وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم د.عبدالمحمود النور قراراً يقضي بتعطيل الدراسة بمرحلتي الأساس والثانوي في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وذلك حتي يتمكن المعلمون والطلاب من إحياء سنة الاعتكاف وقيام الليل. ووجه النور كافة مدراء إدارات التعليم بوضع الترتيبات اللازمة لتنفيذ القرار)(29/6/2015م). فهذا القرار يشتمل على عدة أخطاء، أولها ان قيام الليل والاعتكاف في رمضان، عمل فردي، اختياري، ولا يتم بإجبار الناس، أو تحفيزهم بإعفائهم من عملهم .. ثم أنه يجب ألا يعطل حياة الناس، ولا يؤخر عملهم وتحصيلهم، وإلا أصبح عملاً ضاراً لا علاقة له بالدين. و قيام الليل في الشريعة، ليس فريضة على الأمة، وإنما هو من السنن، ولكن جاء في الحديث ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) فكيف نعطل الفريضة لإقامة السنة ؟! أما في مستوى الأصول، فإن صلاة التهجد والإعتكاف لا تتمان في جماعة، ولا بأصوات عالية، ومايكرفونات مزعجة، وإنما تقام الصلاة بواسطة كل شخص في بيته، دون ان يشعر به أحد، حتى لا يداخل عمله الرياء. ولعل معظم طلاب مرحلة الاساس لم يبلغوا سن التكليف الشرعي، فلماذا يحرموا من دراستهم ؟!
ومن ضمن المتاجرة بالدين ان يدين الاخوان المسلمون الارهاب والتشدد وان يظهروا التصالح والوئام مع المسيحيين، فقد جاء ( جدد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية التأكيد بان السودان ظل يمثل نموذجا لا مثيل له في التعايش السلمي والتسامح الديني مشيرا الي ان بعض ابناء السودان إبايعاز من اعداء السودان يعملون على تقديم صورة سالبة عن السودان في اجهزة الاعلام الغربية. وقال لدى مخاطبته مساء اليوم، حفل الإفطار الذي نظمته الطائفة القبطية بدار المكتبة القبطية بأمدرمان، إن الدولة حريصة على إطفاء كل البؤر لتقديم السودان في صورته الحقيقية، وتصحيح الصورة السالبة التي يعكسها الإعلام المعادي. وقال "نحن سعداء أن نشارك إخوتنا في الطائفة القبطية، حفل إفطارها السنوي، الذي درجت على إقامته كل عام، ويمثل لوحة من لوحات التعايش الديني الذي يشهده السودان، ويمثل نموذجاً فريداً، وتعبيراً حقيقياً عن كيفية تعايش اهل السودان دون فوارق طبقية أو دينية". ودعا إلى مزيد من التعايش الديني لتحقيق المصالح المشتركة، مشيداً بدور الطائفة القبطية في دعم قضايا السودان، مجدداً التزامه واحترامه للحقوق الدينية لغير المسلمين ... كما جدد البشير تأكيد ادانة السودان لما تتعرض له بعض الدول العربية والاسلامية من عنف وتفجيرات ارهابية باسم الاسلام مشددا بان القصد منها هو الاساءة للاسلام من خلال الاختراق لبعض شباب المسلمين ودفعهم لارتكاب هذه الافعال الشنيعة مبيناً ان الدين الاسلامي حرم القتل مستشهدا بقوله تَعَالَى " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْس الَّتِي حَرَّمَ اللَّه إِلَّا بِالْحَقِّ")(الراكوبة 29/6/2015م) وفي هذه الاثناء، يقبع أثنان من القساوسة في السجن، منذ حوالي ستة أشهر، وهما يواجهان تهماً تصل عقوبتها الى الإعدام، هما القس " يات مايكل" والقس " بيتر ين"، من أبناء جنوب السودان، من الكنيسة الانجيلية المشيخية. وكل جرمهما أنهما تحدثا عن الاضطهاد الديني للمسيحيين في السودان. أما ادانة الإغتيال الذي قام به الاخوان المسلمون في مصر للنائب العام، أو ادانة التفجيرات التي قامت بها " داعش" في الكويت وفي تونس وغيرها، فيكفي ان نتذكر ان الحكومة التي ادانت اغتيال النائب العام المصري، هي التي حاولت من قبل إغتيال الرئيس المصري حسن مبارك. والحكومة التي أدانت تفجيرات " داعش"، هي نفس الحكومة، التي تسهل الآن لشبابنا، ان يلحقوا بها، ليقوموا بنفس هذه التفجيرات !! و الرئيس الذي يحدثنا عن حرمة قتل النفس إلا بالحق، قد حدثنا من قبل، بأن حكومته قتلت 10 ألف شخص في دارفور، وقال في حديث آخر، ان أهل دارفور قتلوا بغير حق، ولأسباب لا تستحق ان يذبح فيها خروف!! ورغم حرمة النفس، ضربت حكومة الاخوان المسلمين طلاب المدارس، بالرصاص الحي، عندما خرجوا في سبتمبر الماضي، في مظاهرة احتجاج بسبب الغلاء، وأخيراً ضربت مواطني الجريف شرق بالرصاص الحي عندما طالبوا بأن تسجل لهم اراضيهم.
لقد تاجرت حكومة الاخوان المسلمين، في السودان، في قوت المواطنين، وفي الاراضي الخصبة، واحتكرت لنفسها الشركات، والمصانع، والرخص التجارية .. وكل هذا لم يشبعها، فجاءت لتتاجر في الإرهاب، ولا تبالي ان يفقد هذا الشعب خيرة بنيه بسبب موالاتها المستترة ل" داعش".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.