نفذ قاضي محكمة ام درمان عقوبة الجلد علي امين الشؤون السياسية لحزب المؤتمر السوداني المعارض واخرين هما عاصم عمر وابراهيم زين ، والقاضي اصدر الحكم علي حثيات الازعاج العام ، وهو نفس المنطق الذي برر به القبض علي اخواتنا المسيحيات بعد خروجهن من الكنيسة عقب انتهاء الصلوات . هذا الوطن اصبح غريبا بغرابة هؤلاء القوم الدينيين النتنين في بلادنا التي كل يوم تفوح منها روائح لعهر الديني المستخدم يوميا للقهر والاذلال والكبت والتخويف الميكانيكي في بلادي ، قد يستغرب البعض لماذا عقوبة الجلد بالذات ؟ اليس هناك عقوبة اخري بدلا منها ؟ ، لكن السؤال لماذا يجلد اصلا ؟ هل مخاطبة الشارع العام في الاسواق او الاحياء يعتبر عملا يضر ويزعج الرأي العام السوداني الذي يسعي الحزب الحاكم للترويح عنه وابعاد كل المشاكل عنه من المزعجين امثال المعارضة والحركات الشبابية المناوئة للحكومة ، والقبض علي النساء بحجج الزي الفاضح ،ايضا يشعر من يتمشي بالشارع تجاه تلك المرأة او الفتاة باي نوع من الغريزة الجنسية ، الا ترون ان هذا الحكومة تعشق الشارع السوداني وتحبه حبا لا يقارن باي حب اخر في هذا العالم الذي ننتمي له . ان جلد الامين السياسي لحزب المؤتمر السوداني مستور احمد محمد هو ليس حدث غريب علي سلوك النظام السياسي في عهد الاسلاميين القتلة والمجرمين ، بات في الاونة الاخيرة يشكل الحزب بعبعا مخيفا لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، والموقف الواضح من الحوار الوطني الذي يريد البشير ان يدخل اليه من يريد حتي يروي رواية كاذبة للعالم ان الاحزاب المعارضة تقبل بحوار الوثبة الذي قبر ، ولم يبقي من يتمسك بالحوار الا الشقيق الاسلامي الكبير المعزول حزب المؤتمر الشعبي ، هو من نفس السلالة الدينية ، واخرون من احزاب موالية هي النشطة في الحوار ، مجموعة السبعة زايد سبعة . حزب المؤتمر السوداني رفض كل المساومات التي تطرحها الحكومة ، ولم يبقي امام اعلام الحزب الامني الا ان يفبرك الشائعات ان المؤتمر السوداني يرغب في المشاركة في الحوار الوطني ،كلها اشاعات مغرضة الغرض منها تضليل الرأي العام السوداني ، ان حزب المؤتمر السوداني ليس له مواقف ثابتة ، لكن تأكد للجميع ان الحزب مواقفه عرفها الشارع السوداني من دار حزبه في ام درمان ودار الحزب في شمبات بمنطقة بحري شمال الخرطوم، وفي ولاية غرب كردفان وشمال كردفان سنار ، كل المواقف السياسية القوية والمواقف الاجتماعية حزب المؤتمر السوداني كان علي قدرها . ويشهد له بذلك سكان شمبات ان دار الحزب كان مفتوحا للجميع من ضحايا سبتمبر ومعتقلي الخوجلاب وغيرهم ، ايضا الطالبات والطلاب الدارفوريين الذين طردوا من الداخليات الحكومية كان دار الحزب مفتوحا امامهم في كل وقت . كل هذه المواقف النبيلة للحزب واعضاءه ازعجت اجهزة الامن السودانية ومليشيات الحزب الحاكم ، وواصبح يفكر النظام بطريقة او باخري لاذلال اعضاء حزب المؤتمر السوداني من اعتقال الجناح الطلابي لحزب المؤتمر السوداني ، مؤتمر الطلاب المستقلين في كل الجامعات والاعتداء عليهم ، وجلدهم وارهابهم في دور التعليم والسعي الي اغلاق كل طرق التعبير السلمية امامهم ، رغم ذلك الحزب وطلابه ينشطون يوميا في الجامعات والمعاهد العليا، ويؤثرون في الشارع السوداني ، ويحتكون مع الجمهور ، هذا الحراك السياسي السلمي هو عنوان الحزب ، وفتح نوافذ جديدة للمواطن السوداني ان الاحتكاك بالجماهير هو الرصيد الحقيقي للحزب السياسي حتي يتعرف المواطن علي الحزب والبرنامج والخط السياسي ، بالفعل ادرك اعضاء الحزب ذلك ، وقاموا بذلك بالحراك في الشوارع والاسواق عبر طلابه او قياداته السياسية في المنظومة .