من يعرف الرياضيات الأولية يفهم أن 7 لا تساوي ( 7+1).. فعليك فك القوسين أولاً قبل إجراء عملية الجمع خارج القوسين لتتحصل على الناتج..! و ( أحسب) أن المعارضة كانت موهومة أو مهمومة تسعى إلى الخلاص من ذاتها ( الثقيلة) عليها يوم وافقت على الآلية التي لم يتم ( شكُّها) بطريقة لآس ( فيغاس).. لم يتم شك أوراق اللعب حتى تمضي ( اللعبة) بدون ( غش)!.. و يقولون حوارٌ لا يستثني أحداً، و قد استثنوا البلد كلها عند اختلاق آلية معادلتها 7 = ( 1 +7) و ال (1) هو الرئيس بحجمه المفروض على المعادلة إمعاناً في سيطرة المؤتمر الوطني على المشهد.. و من خلفه القمَّامات من أحزاب الفكة..! و بغباء ( مسلح) و ذاكرة معطلة، تناست المعارضة هويةَ ال (1) الذي كلف نفسه لرئاسة الحوار.. و عكفت تمهد للحوار الذي لم يتم في وقته لأن الرئيس، الذي هو ال (1) في المعادلة التآمرية، أراد أن يدخل الحوار بحزبه و أتباع حزبه ( القفاف و الفكة) من موقع شرعية انتخابات مضروبة ( ورنيش) .. فحاولت المعارضة جهدها لإثناء الرئيس عن فعلته غير ( الدستورية).. إلا أنه تمادى مواصلاً تحقيق ما أراد دون أن يضيف بنداً واحداً لشرعية نظامه ( المخرومة).. و لا تزال المعارضة المشَوَّش عليها.. فيي حيرة من أمرها بخصوص الحوار حتى الآن.. و لا يزال النظام يستميت لإقناع ( الممانعين) لدخول شرك الذل و الانبطاح.. و على ما يبدو، فإن المعارضة سوف تقبل بال (1)، الذي هو البشير، رئيساً للحوار.. و بذلك تعترف بالانتخابات المضروبة و بالانقلاب الملعون في يوم 30 يونيو 1989.. و يا خسارة أمل البلد في معارضة تعلم و لا تعمل..! و تسمع جعجعاتٍ، و أنت واثقٌ أنها جعجعاتٌ لا تؤدي إلى إنقاذ طفل يموت في جبال النوبة جراء مقذوفات مدافع الجنجويد.. و بيوت تحرق على ساكنيها بقاذات طائرات الأنتينوف و السوخي.. و طائرات بدون طيار تفتك بالمشافي و المدارس .. و تسمع جعجعاتٍ لا تؤدي إلى إنقاذ طفلة تموت بالحصبة و الجوع في دارفور.. و لاإلى علاج امرأة يسيل دمها بعد أن نهشت الذئاب المسعورة فرجها في شبق يتخطى حدود العدالة المفقودة منذ أعوام.. تسمع جعجعاتٍ تخرج من جوفاء.. و تعلم أن مصدرها ذئاب في غابة بلا دين.. و لا أخلاق.. و ( القوي ياكل الضعيف).. و ماذا تتوقع من لص يرأس ( جودية) بغرض تقاسم المسروق بين الناس؟ العدل لن يكون حاضراً من الأساس.. و لن يكون بالإمكان أن يعود الحق إلى حيث ينبغي أن يكون.. قال آلية ( 7+7 ) قال..! و اعترفوا– مكرهِين- بحيادية الرئيس الذي هو في الأصل غير محايد.. و نستغرب:- كيف يقبل السبعةُ المطالبين بحقوق السودانيين في الحرية و العدالة و المساواة أن يتعاملوا مع سبعةً زائد الرئيس المحسوب على السبعة المتسلطة..؟ كييييف؟ كيف يتساوى العدد 7 مع العدد 8 و للرئيس حق الفيتو إذا لزم الأمر.. كييييف؟ إن قبلوا بهكذا معادلة، يكونون انبطحوا بغباء يفضي إلى الاستسلام الكامل.. و قال ( الحوار المجتمعي) قال..! و قالوا كمان أن دكتور مصطفي عثمان اسماعيل رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني وعضو الية (7+7) في الحوار الوطني …"…. وصف قضايا الحوار المجتمعي بالمهمة وهي الاصل والاساس مشيرا الي انها عملية مستمرة في مناقشة قضايا الحوار باعتبار ان أكثر من 80% من سكان السودان غير منتمين للاحزاب وبالتالي لا يمكن تخطي هذه القطاعات الحية والعريضة." و قد تغير موقف شيخ الترابي من النظام 180 درجة .. إلا أنه عند سؤاله عن مدى ثقته في نجاح الحوار، أشار بستة من أصابع يديه بمعنى أن ثقته في الحوار متدنية لدرجة الفشل الذريع.. هذا ما جاء في مقال للاستاذ حسن اسماعيل بصحيفة الراكوبة الاليكترونية :- "… رجل مقرب من دكتور حسن يقترب منه ويسأله عن ثقته في الحوار المطروح فيشير بيديه الاثنتين (ستة في المية) فيعيد الرجل السؤال فلماذا تتحمسون له؟ والشيخ يجيب لأنه لن يكون تحت سيطرة أحد إن هو مشى مسافة الستة في المائة هذه." و( يطمع) وزير الإعلام رئيس اللجنة الإعلامية المنبثقة عن اللجان الست من آلية (7+7) للحوار الوطني، د.أحمد بلال عثمان، أن للاتصال بالقوى الممانعة للحوار وبقية الأطراف للبحث في انضمام الممانعين لمسيرة الحوار.. و معروف عن الدكتور أنه ملكي أكثر من الملك.. و موالٍ للمؤتمر الوطني أكثر من البشير نفسه.. و لست أدري لماذا تتضعضع مواقف البعض بعد سنين نضال طويلة؟ هل يعود ذلك إلى اليأس أم أن نضالهم كان للحصول على السلطة.. و عند اليأس من الحصول عليها بالنضال ضد الظلم و الظَلَمة، زحفوا في انبطاح، يشاركون الظالمين في ظلم و خداع الناس؟ و بحسب ( شبكة الشروق):- "…. و أبان د. بلال أن اللجان بدأت بالفعل الاتصال بالأحزاب والقوى والتنظيمات السياسية لدفع عجلة الحوار للأمام بمشاركة الجميع." قال دفع عجلة الحوار للأمام قال! هو متين خليتو شي في السودان ده يمشي للأمام..غير كروشكم المتكورة دي! عذبتوا الناس، عذبكم الذي لا نام و لا أكل الطعام ببركة هذا الشهر الحرام! و الله أكبر على كل من تخاذل عن السعي لاسترداد حقوق المظلومين.. و بسط الحرية و العدل و المساواة في السودان.. إذا كان لا بد من حوار حقيقي، فلا بد من أن يرأسه سوداني محايد بحق.. أو سوداني ( ذو خلق) حتى و إن كان منتمٍ لأي حزب دون تعصب، و يتصف بهذه الخاصية كثير من ( العلماء) السودانيين في الداخل و الخارج.. إياكم.. ثم إياكم أن يترأس الحوار الرئيس البشير.. الذي سأل الجمهور في ميدان عام في بورتسودان :- " أنا حصل كضبت عليكم؟".. فكانت الإجابة الحتمية:- " لااااا!".. إذ كان السؤال سؤالَ كاذبٍ.. و كان الرد ردَّ خائفين أو منافقين! و الله أكبر!