بالنظر إلى عاصفة التصفيق التي قوبل بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقر الاتحاد الافريقي فانه قد مس وترا حساسا عندما استهدف زعماء القارة السمراء من "كبار السن" قائلا لهم إن عليهم ان ينسحبوا من الساحة عندما يحين وقت ذلك لاسيما ان معظمهم لديه الأموال السائلة التي تكفل لهم التقاعد وقد أمنوا مستقبلهم. وبانضمامه الى اصلاحيين أفارقة يطالبون بوضع حدود لفترات الولاية الرئاسية يكون أوباما قد ناصب العداء على طول الخط زعماء تشبثوا بمواقعهم في سدة الحكم من جمهورية الكونقو حتى رواندا وبوروندي والسودان ممن يعتزمون إطالة بقائهم على رأس السلطة. بالنسبة الى أوباما فان مقولة إن السكان الذين كابدوا الحروب يخشون من الفوضى عقب رحيل الزعماء الأقوياء -مثلما هو الحال في شمال افريقيا والشرق الاوسط- تفتقر الى الصحة. وقال أوباما الذي خرج عن النص المكتوب أمامه ما أثار عاصفة من التصفيق والهتاف من الحضور "لا أفهم لماذا يريد الناس البقاء طويلا لاسيما ان لديهم الكثير من المال؟" وقال أوباما -المتوقع ان يقضي المزيد من الوقت بين أفراد أسرته وان يتخفف من "حاشية ضخمة من رجال الأمن" بمجرد انتهاء فترة الولاية الرئاسية الثانية في غضون 18 شهرا- "أصارحكم القول: إني أتحرق شوقا الى الحياة بعد انتهاء رئاستي" ألقى أوباما كلمته في القاعة الرئيسية بمقر الاتحاد الافريقي التي أطلق عليها اسم نلسون مانديلا زعيم جنوب افريقيا الذي كان ممن قادوا حركة القضاء على الفصل العنصري لكنه تنازل عن الحكم بعد ان أمضى في السلطة أربع سنوات. وطالب اوباما الاتحاد الافريقي بأن يبعث برسالة مفادها انه "ما من أحد يجب ان يظل رئيسا مدى الحياة" على الرغم من ان محللين يقولون إن الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي أمام دبلوماسيين متحمسين -وليس امام الزعماء الافارقة أنفسهم- ربما لا تصل الى الجهة المستهدفة في ردهات القصور الرئاسية بعواصم الدول الافريقية.