التربية بالطرب عند الصوفية مقاربة في الأصول والوظائف والتحولات محمد التهامي الحراق تتقدّم هذه الدراسة بوصفها (مقاربة)؛ ذاك هو النعتُ الذي ارتضته عنواناً وتوصيفاً، به تُشيرُ إلى (عدمِ الرضا)، الذي يطبع كلّ فضولٍ معرفي، وبه تنأى عن كلّ دعوى للإتيان بالقول الفصل فيما تطرحه، وتفكّر فيه. إنّ هذه الدراسة -وفق النعت المذكور- لا تفتأ تقيمُ في الاقتراب، وتمجّد العتبة؛ لإدراكها، أوّلاً، مدى رحابةِ ما يطرحه سؤالُ (التربية بالطرب)، في النسق الصوفي، من إشكالات وقضايا، وما يحتاجُ إليه هذا السؤال من بحوث علمية تمتدُّ بين تحقيق النصوص المخطوطة، وإخراجها إلى الناس إخراجاً علمياً، وبينَ دراسة الموروث الصوفي المكتوب، والمرويّ، والمُنْشَد، والمعيش، على مختلف المستويات التاريخية، والأدبية، والفقهية، والفلسفية، والموسيقية، والاجتماعية، والسيميائية. ولإدراك ثانٍ يعي مدى محدودية أيّ عمل علميّ أُحادي المنظور في التعاملِ مع هذا الموروث الصوفي الرحب، الذي يستوجب تضافر اختصاصات مختلفة من أجل فحصه وتمحيصه بالشكل العلمي المطلوب. ذاك هو الرهان، الذي يضمره اجتباءُ هذه الدراسة لنعت (المقاربة)؛ إنّه رهان الانفتاح على المراجعة، والتعديل، والتعميق؛ رهانٌ يُبنَى على الإيمان، كون ما لم يُنجَز بخصوص هذا الأفق المعرفي والعرفاني أكبر وأوسع منَ المُنجَزِ على أهميتِه ونفاسته. http://www.mominoun.com/pdf1/2015-07/55bb63189301b4039156.pdf