أكد خبير إقتصادي ل(حريات) بان إجراءات حكومة المؤتمر الوطنى ممثلة في وزير المالية لحل أزمة دقيق الخبز ستفاقم الأزمة . وكان رجل الأعمال أسامة داؤود صاحب مجموعة شركات (دال) المالكة لمطاحن (سيقا) للدقيق قد ذهب في حديثه لبعض صجف الخرطوم الأسبوع الماضي ، الى : ان الدقيق الذي إستوردته الحكومة مؤخراً لمعالجة أزمة الخبز التي تشهدها البلاد يعتبر الأسوأ والأغلى سعراً في كل تاريخ السودان. (حريات) قامت بجولة على عدد من المخابز بالعاصمة الثلاثة ، كشفت عن أن سعر جوال الدقيق المحسن الذي كانت تبيعة مؤسسة اسامة داوؤد (سيقا) ب(116) وصل إلى (200) جنيه، بالطبع بعد مروره عبر السماسرة والوسطاء ، بينما وصل سعر جوال الدقيق التركي إلى (130) جنيه – وهو دقيق ردئ بشهادة عدد من العاملين بالمخابز- ولا ينتج سوى (700) رغيفة بينما الآخر ينتج (1000) من الرغيف. وقال عدد من العاملين بالمخابز ان الدقيق التركي ردئ الجودة تقوم بتوزيعه على المخابز شركات ومؤسسات تابعة لجهاز الأمن ، وهذا ما يؤكد السبب الرئيسي للمضايقات التي تقوم بها جهات نافذة في حكومة عمر البشير ضد اسامة داوؤد الذي تغطي مطاحنه 60% من حاجة البلاد ، بهدف إخراجه من السوق ، حيث انهم يريدون السيطرة على سوق الدقيق بدقيق ردئ سيلحق ضرراً بالغاً بالمواطنين صحياً وإقتصادياً . وارتفع سعر رغيف الخبز في بعض مخابز العاصمة حيث أصبحت تبيع رغيفتين بواحد جنيه بدلاً من (3) .. إضافة إلى قيام الغالبية بالإبقاء على السعر القديم (3) رغيفات بجنيه ولكن مع إضافة (المحسنات) الضارة بصحة المواطنين ك (بروميد البوتاسيوم) لزيادة وزن الرغيف . وقال خبير إقتصادي تحدث ل (حريات) ان الإجراءات الحكومية الأخيرة تحت مسمى (فك إحتكار الدقيق) إنما هدفها الرئيسي (الإحتكار) ، بفتح المجال لبعض النافذين في المؤتمر الوطني لإحتكار هذه السلعة الهامة والسيطرة عليها. وأضاف ان فتح باب العطاءات الذي اعلنه البنك الزراعي قبل أيام ب(2000) جنيه فقط لكراسة العطاء لتوريد ما حجمه (500) ألف طن قمح او (300) ألف طن دقيق ، بشرط أن يقبل البنك وحده العطاءات المقدمة له بما يراهُ مناسباً ، ما هي إلا تسهيلات مقدمة لتجار المؤتمر الوطني للاغتناء من هذه السلعة على حساب المواطن ، وان هذه الإجراءات لن تقدم حلولاً لمشكلة الخبز بل ستؤدي إلى المزيد من المعاناة . وأضاف الخبير الإقتصادي ان السياسات المالية الأخيرة لحكومة المؤتمر الوطني واقعة تحت تأثير الوهم : ( وهم تحسن العلاقات مع أمريكا ، ما جعلهم يشعرون بقوة زائفة أمام اسامة داؤود ، بالإضافة إلى الأزمة العالمية والإنخفاض الكبير في أسعار القمح عالمياً ، غير أن هذا كله يؤكد غباء وقصر نظر القائمين على هذه السياسات التي ستخلق فجوة غذائية حقيقية ، حيث أنه وباعتراف الحكومة نفسها فإن الخرطوم وحدها تستهلك (30) مليون رغيفة يومياً ، وهذا ما لن تستطيع حكومة المؤتمر ناهيك عن سماسرتها من توفيره بالنظر لحجم الإئتمانات المالية التي يتطلبها والتي تعجز الحكومة المفلسة المقاطعة مالياً وسياسياً عن توفيره).