كلام رجال النجم الذى هوى.. و البِلّى !.. لبنى أحمد حسين (أسميت موقف أحمد خير هذا في واحد من كتبي التي أرخت فيها لهذه الفترة: الانتقام من التاريخ، وحقاً كان موقف أحمد خير كذلك. فمن الحمق بمكان أن يظن أحد أن انحياز ذلك المناضل النبيل إلى انقلاب عسكري ضد الديمقراطية كان لدوافع مصلحية، أو انتهازية سياسية ). د.منصور خالد ربما ، لكن شهادة د. منصور او مرافعتة حول الرجل نفسها مجروحة ، فكلاهما ارتمى فى احضان الانقلابات العسكرية،احمد خير فى نظام عبود، و د. منصور فى مايو ، كلاهما انحاز الى الشمولية ضد الديمقراطية ، و كلاهما شغل منصب وزير الخارجية لنظام دكتاتورى. لم يك عرّاب النظام ، و ما كان بمنزلة الترابى من البشير فى العشرية الأولى ، بل كان محامي النظام و لسانه الذرب فى المحافل الدولية، ارتضى لنفسه أن يكون بمنزلة سبدرات من البشير ، و هو حادى ركب مؤتمر الخريجين و نجمه الساطع، ما كان حقيرا ولا صغيرا قبل الوزارة ،لكن زهوره المينعات ذبلت بتقلدها ، فكان النجم الذى هوى ،ما بكت السماء عليه ولا الارض و ما أنشق القمر ، فللثورة شعب يحميها ،و لم يمنع السقوط الداوى هدير الشعب و ثورة أكتوبر من الاشتعال . ذلكم هو الأستاذ أحمد خير المحامى ( يرحمنا الله و يرحمه). و للامانة أقول انه لم يقفز من مركب الى أخرى و لم ينتقد او يشتم عبود و حكمه يوما ،بل انخرط معهم منذ الوهلة الاولى و لحين ثورة أكتوبر . سقوطه لم يك كله شر ، بل كان فيه خير كثير ، ما انكسر عود الديمقراطيين ،و ما وهنوا ،فما لا يقتلهم يقويهم ، لكنه كان مرا بطعم العلقم ، تجرع المرارة أصدقاؤه و خصومه ايضا ،و كانت الصدمة أقوى على ابن أخته المناضل الشريف حسين الهندى (رحمه الله)، غير أن ذلك العلقم كان هو الترياق الذى حصن دعاة الديمقراطية و الحريات من كل جيل من تلقى الصدمات فى العهود اللاحقة والاكتفاء بالتعليق : ( و يعنى ؟).. كان يستنكر على الحزبيين مهادنة الطائفية ، ثم ما لبث ان أنخرط مع من هم أسوأ . اختلف مع الازهرى حول (عفا الله عما سلف) لان حكومة الازهرى لم تحاسب من كان عونا للمستعمر بعد الاستقلال. شارك فى نظام عبود ، فلم يخسر الاحرار ولم تربح الحكومة لكنه خسر تاريخه باضافة صفحات سوداء الى كتابه . ورغم أنه كان مع عبود ، انقلب خصما شرسا على نميرى . انتقل الى جوار ربه منتصف التسعينات (رحمنا الله و رحمه) ، كانت له ثروة جماهيرية فقد جلها و لم تكن له ثروة مادية،بل كان يسكن بيت ايجار تهدم فى السيول و الفيضانات سنة 1988. كتب( كفاح جيل ) و نسى فصل ( الافكار لا الأشخاص)، و لربما نسى أيضا ان يكتب فصلا عن كفاح لا يخلو من مهادنة و انخراط بعض بنيه و مصافحه اليد الملوثة بدماء الرفاق و بريق الذهب و "شهوة " السلطة . مضى أحمد خير و غفر له الشعب بذات المبدأ الذى طالما حاربه (عفا الله عما سلف) ، و أضاف احمد خير سؤالا حائرا للاجيال: لماذا مرّغ انفه بالتراب ؟ و هل كان سيقدم على الخطوة لو طاوعه الازهرى بأن : (الشعب لا يعفو) ؟ أشك فى ذلك.. ، عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ، كائن من كان ، سقط لاى سبب ، أم عاد لثكناته ، ام كان غواصة ، ضل أو غوى أو نطق عن هوى ، بالقطع سيكون أقصر قامة و هامة من الاستاذ أحمد خير المحامى الذى كان نجم فهوى و ما دونه (بِلّى ساكت) .و الثورة مستمرة. يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ و على كراهية كل سلطان جائر . https://www.facebook.com/Lubna.Ahmed.Hussain