لا أعتقد أن نائب الرئيس السابق والقيادي بالحركة الإسلامية الحاج آدم حينما قال إن وحدة الإسلاميين التي يتطلعون إليها مطروحة لكل التيارات بما في ذلك الشيوعيين، بل كان يقصد ذلك، رغم أن وقع العبارة كان لا يقبل إلا السخرية إلا أن الرسالة المراد إيصالها ربما هي أبعد وأعمق مما أضحك الناس، صحيح أن لا شئ يجمع الشيوعيون بالتيارات الإسلامية تحت أي مسمى كان، لكن آدم يبدو أنه صدّر رسالة واضحة أصابت وجهتها، فكأنما أراد أن يقول من الممكن جداً أن نتحالف حتى مع الأضداد لأجل هدف محدد لفترة محددة، لكن الوحدة في مواجهة من؟ هنا تكمن الرسالة ووجهتها. الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن الذي صعد إلى الأمانة العامة بعد ولادة متعثرة، كان يتحدث في اجتماع مجلس شورى الحركة، كان يحاول لملمة أطراف الحركة الإسلامية التي باتت فيما يبدو تشعر أن كل الخيوط تسربت من بين يديها وهي في غمرة انشغالها بالسلطة..الزبير بدأ يعدد ما قدمته الحركة في بناء الحزب الحاكم الذي توقع له رئيسه قبل أيام نهاية كما الحزب الاشتراكي في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، انقلبت السلطة وانتهى الحزب. المسألة الأهم التي طرحها الأمين العام هي أن الحركة ستواجه مخطط تفكيك النظام بجمع الصف الوطني، الزبير وجد نفسه يقدم روشتة لمواجهة ما اعتبره مشروع تفكيك النظام الذي أسسته وبنته الحركة ودفعت فيه الغالي والنفيس، الأمين العام يتحدث عن قوى سياسية تفعل ذلك الآن أو على الأقل شرعت في مخططها التفكيكي، غير أن المؤكد أنه لا يقصد القوى السياسية المعارضة، لا المدنية ولا المسلحة، وقناعة الحركة الإسلامية الراسخة التي لا تتزحزح هي أن المعارضة المدنية غير قادرة على إسقاط النظام دع عنك التفكيك، ولا المعارضة المسلحة قادرة، فالرسالة وجهتها معلومة، الحركة تدرك هذه الوجهة جيداً والوجهة بلغتها الرسالة بجلاء. لعل مؤتمر الحركة الإسلامية الذي انعقد بضاحية العيلفون منتصف 2012م وسط تعتيم لافت سبقته مذكرات وأصوات تدعو إلى الإصلاح أرّخ لما يجري الآن، وأكمل المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية الذي انعقد نهاية ذات العام وسط انقسامات في صفوف الحركة، ثم تُوّج كل ذلك بالمؤتمر العام للمؤتمر الوطني الجناح السياسي للحركة الإسلامية نهاية 2014م والذي أعاد انتخاب البشير رئيساً للحزب ومرشحاً له في انتخابات الرئاسة.. الأطراف تتسابق، كل في مواجهة الآخر، ليس المهم من ينتصر على من، ففي كل الحالات لا انتصار، المهم من يسبق من؟ [email protected]