نظام الإنقاذ عندما جاء عبر إنقلابه فى يوينو 1989م عمل على تجفيف الوزارات والمؤسسات الحكومية من الكوادر المؤهلة والنشطة التى كانت تدير العمل فى تلك المؤسسات عبر سياسة التمكين وقام بإستبدالهم بكوادر غير مؤهلة تم تعينهم على حسب إنتمائهم لأيدلوجية النظام وسياسته . سياسة الانقاذ عملت على إختراق النقابات العمالية حيث اصبحت كل تحركات العمال مرصودة من قبل الاجهزة الامنية الشئ الذى قلل من نشاط النقابيين داخل المجتمع السودانى . أيضاً سياسة التمكين إمتدت الى اللجان الشعبية داخل الأحياء حيث اصبح النظام يعلم بكل صغيرة وكبيرة داخل الاحياء عبر اللجان الشعبية التى هى عيون للنظام لمراقبة حركة المواطنيين داخل الاحياء. سياسة الانقاذ التعسفية عملت على تدمير السلم التعليمى حيث ادخلت مرحلة الأساس بديلة للمرحلة الإبتدائية والمتوسطة واصبح نظام التعليم بدل 6 اعوام ابيتدائى و3 اعوام متوسط اصبح فقط 8 اعوام أساس وبعدها الطالب يدخل الى الثانوى . هذا النظام أضر كثيراً بالتعليم زمان كان الطالب يدرس الابتدائى وبعدها يدخل الى المرحلة المتوسطة والتى يتعلم فيها عبر مناهج المتوسطة الكثير والكثير الشئ الذى يغذى عقله وبعدها ينتقل الى المرحلة الثانوية التى يصلها وهو ناضج تماماً بعد ان تشبع بمنهج المتوسطة الذى شكل عقليتع وجعله متوازن فى افكاره من خلال ما درسه من مناهج . وعندما ياتى الثانوى يبداء عقل الطالب يتشكل بشكل واضح من خلال المناهج التى يدرسها والتى تساعده فى بناء مستقبله برؤيا واضحة من خلال من يتلقاه من جرعات اكاديمية تساعده فى بناء مستقبله الاكاديمى فى المستقبل . وعندما يدخل الطالب الجامعة يجد ان الحياة الجامعية اصبحت له عبارة عن خلاصة تجاربه الاكاديمية السابقة . حيث الجامعة تخلق للطالب اكاديميات قيمة ومميزة تساعده فى بناء حياته بعد التخرج من خلال ما يتلقاهو من تعاليم فى التخصص الذى اختاره الطالب سوى الادارة او الطب او الهندسة او غيره . ايضاً الجامعة بتخلق للطالب توجهه الثقافى والسياسيى وتجعله كادر مؤهل يقدر يساهم فى المجتمع من خلال تخصصه الذى يعمل فيه . فى تقديرى الطالب الذى تمرحل عبر السلم التعليمى الذى وضعته الانقاذ من اساس الى ثانوى والى جامعة كان خصماً على هذا الطالب حيث يجد صعوبة كبيرة عندما يدخل الجامعة فى التعقلم مع الاكاديميات داخل الجامعة لانه غير مؤهل اكاديميآ ولم يبلغ بعد مرحلة التأهيل لذا يجد صعوبات كثيرة فى التعقلم مع الحياة الجامعية . يوجد الآن طلاب جامعيين غير ملمين باللغة الانجليزية ولا العربية حتى عندنا تسال احدهم عن شئ فى اللغة العربية او الانجليزى يعجز عن الاجابة هذا غير عدم معرفتهم بتاريخ بلدهم . كنت من قبل فى رحلة إستطلاع فى احدى الجامعات السودانية فى 2010 .. كنت وقتها متعاون مع مجموعة صحف ومنظمات مجتمع مدنى حيث اخترت عينة عشوائية من الطلاب ووجهت لهم بعض الاسئلة حول التاريخ والثقافة .. سالت احدهم فى اى عام تم استغلال السودان فصمت قليلآ والتفت الى زميله وقال لى نحن من قمنا لقين البلد دى مستغلة وحاكمنها سودانيين بكل برود قلت له تمام طيب هتعرف اسماعيل الازهرى قال لى اسماعيل الازهرى ده منو . لم اواصل أشئلتى وحملت حقيبتى وغادرت المكان وانا فى حيرة من امرى . وسأل نفسى كيف لطالب جامعى لا يعرف متى تم استقلال السودان ولا يعرف اسماعيل ا لازهرى الزعيم الخالد . عجباً لهذا الجيل الذى تأثر جدآ بالثقافات الغربية من مسلسلات وافلام وغناء ولبس وغيره من الاشياء التى هى تعد دخيلة على مجتمعنا السودانى . فى تقديرى هذه كله بسبب سياسة هذا النظام الهوجاء التى دمرت التعليم والاقتصاد ودمرت الدولة السودانية .