حينما لا يرى المرء الا ظله الذى يتمدد طويلا تجاه الغرب في الصباح مع شروق الشمس و سرعان يبدأ في القصر شئيا فشيئا بصعود الشمس الى اعلى الى ان يصبح ذلك الظل تحته تماما و في لحظة يزول و لا يكن شيئا.. و يصبح المرء دون ظل و ذلك حينما تكون الشمس في كبد السماء.. و لكن سرعان ما يبدأ الظل في التمدد مرة اخرى نحو الشرق حينما تزاول الشمس كبد السماء .. و في كل يوم يحاول الامساك بظله دون جدوى و يكرر المحاولة كل يوم جديد .. فذلك هو قصير النظر ضيق الافق .. و ذلك هو الامعة الذى لا يفكر الا وفقا لما يفرضه عليه عقله المحدود التفكير .. و غالبا ما يتبع الاخرين و يتخذهم ناصحين و مرشدين له و في الحقيقة هم الضالون و المضلون .. لا عقل لهم و لا علم و لا دراية و لا هداية و الامعة هو ذلك الشخص الذى يتبع ما يملئ عليه دون تفكير فهو في تبعية عمياء لا يرى ما يصلح حاله و مآله او يفرق بين ما يضره او ينفعه .. و الامعة شخص تابع لغيره دون النظر بعمق الى افعاله و خياراته فيسلم نفسه الى الاخرين تسليما كاملا و يصبح مطية لهم فيسخرونه كيف يشاؤون و يسخرون منه و يضحكون عليه و هو لا يدرى و لا يدرك ما يحاط به من احن و مكايد .. و في الاخير يرتمى في احضانهم مستسلما و يكون رهنا لأشارتهم طائعا مختارا شاء ام ابى و لا يرى فيهم الا الناصح الامين و القدوة الحسنة .. لذلك علينا ان نرفع الاكف على الدوام ضراعة لله سبحانه و تعالى ان يرينا الحق حقا و ان يرزقنا اتباعه .. و يرينا الباطل باطلا و ان يرزقنا اجتنابه … !! و في الوضع الطبيعي و ليست المثالي لابد للمرء ان يكون واسع الافق بعيد النظر مهتديا و مسترشدا بحكم و قواعد راسخة و مبادئ متينة لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها لذلك لابد من القدوة الحسنة و المنهج السليم في دروب الحياة كافة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و السلوكية .. الى اخره .. و قد تكون القدوة شخص ارتحل عن دنيانا و لكن لا زالت مبادئه و اخلاقه و افعاله و اقواله و سيرته الطيبة السمحة حية بيننا نتبعها بقدر ما استطعنا في حياتنا اليومية … !! فالغلو و التشدد و التطرف في المواقف أيا كانت امر غير مطلوب و لا مرغوب فيه و لا يؤدى الا الى نتيجة سيئة و يدخل المرء نفسه و من معه الى المهالك من اوسع الابواب .. و يدخل في جحر ضب خرب لا يستطيع الخروج منه…!! لذلك نرى سلك الكثيرين قد سلكوا طرقا معكوسة و غير مستقيمة محفوفة بالنفاق و التدليس و الكذب ما قادتهم تلك الطرق الا الى التعاسة و الضجر و الغضب و عدم الرضى من كل شيء و قد كانوا قبل ذلك في رغد من العيش و في سعة من الرزق فركلوا نعمتهم بأرجلهم و لطموا وجوههم بعنف بأيدهم حتى سالت دما .. فسلموا انفسهم الى غيرهم و لا يزالون في غيهم مغرقون .. نسأل الله ان يفيقوا من غفلتهم و يعودوا الى رشدهم قبل فوات الاوان .. و قد علمنا ان منهم من قضى نحبه منتحرا ناحرا نفسه كما الشاة .. و ان منهم من فجر نفسه ظانا انه شهيدا .. و ان منهم من ينتظر.. و ولى الامر في سبات عميق عن امرهم … !! 31/08/2015 [email protected]