يبدو ان قرار الاتحاد الافريقي ازعج حكومة السودان وبعض الاسلاميين المعارضين علي خطورة نقل ملف السودان الي الخارج ، وكل ازمات السودانيين معروف ان تحل خارج القطر ، وحتي السلام الاخير بين الشمال والجنوب الذي قاد الي استقلاله كان في كينيا ، ولم يوقع الاتفاق في مدينة بورتسودات ولا دنقلا او الجنينة ، واتفاقيات القاهرة وابوجا بارقامها المعروفة والدوحة ، عواصم هذه الدول كفيلة جدا ان ترجح ان حكومة الخرطوم عاجزة ان تحقق سلاما داخليا حقيقيا . وبعد الحديث الذي لا يفيد من قبل قوي معارضة ان اومات البلاد يجب ان تحل في الداخل ، ما هو الا مقترح باستدامة ازمات البلاد ، ويريد الاسلاميين او مايجب ان يسمي اسلام السودان ، يريدون توحيد صفوفهم من جديد ، ويعملون سويا علي وراثة الازمة المتمثلة في القتل والتشريد اليومي السكان في السودان ، وقال احد الاسلام المنشقين من الحزب الحاكم ان خطورة الحل في نقل ملف الخارج ، وهو يعلم جيدا ، وهو يقول ذلك ان الحلول للازمة السودانية ، مهما تعنت الحزب الحاكم مستحيل ان نجد الحل الداخلي الذي يرضي كل الاطراف . اذا لا حل للسودان ومشاكله الا خارجيا ، وعلي الجميع ان يدرك جيدا ان الضغوط الدولية التي تسرع في انهاء العنف والاتيان بالسلام الي البلاد ، ومعروف ان النظام متعنت الي حد لا يعرفه الا هو نفسه ، وهو يكذب علي نفسه عندما يطلب الحل الداخلي ، قبل ان يكذب علي الاخرين . ادرك اخيرا الاتحاد الافريقي ان الخرطوم لا ترغب في حلول تاجحة هي تريد شراء للزمن لتعلب علي موسيقي المفاوضات لا غير والسلام البعاد المنال ، ولماذا لا يكون هناك تدخل دولي عبر مظلة الاتحاد الافريقي ومؤسساته المعروفة ، تبدا من الاتحاد نفسه ان يطلب من مجلس الدولي نفسه كمؤسسة عالمية ، رغم وجود حق النقض ( الفيتو) ان يتدخل بقواته ليحمي المدنيين ، ويفرض حظر طيران علي مناطق المدنيين العزل في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ، يؤكد ان الاتحاد علي انه مؤسسة قارية تعمل من حماية شعوبها من الة الموت المستمرة تدير الحكومات الافريقية ، بدلا من ان تظل توفر الحماية للطغاة فقط ، القرار للاتحاد الافريقي عليه ان يوصي مجلس الامن الدولي ان يفرض الحماية علي المدنيين السودانيين .