محمد وداعة الاطباء يعملون فى ظروف قاسية ، بعد اطلاق الرصاص فى ردهات المستشفيات ليس على الاطباء حرج فى ان يطلقوا على انفسهم نار الهجرة فهذا سبب جديد يدعوا الاطباء للامتناع عن العمل و لا يرمون انفسهم فى تهلكة ، السيد بحر ادريس ابو قردة وزير الصحة الاتحادي أكد على مضى وزارته قدما في الحفاظ على حقوق الكوادر الصحية المهاجرة ومراقبة ومتابعة حقوقهم ، مشيراً الى جهودهم للتقليل من هجرة الأطباء ، من خلال سياسات توفير بعض الحوافز لاستبقاء الأطباء في الولايات ، السيد وزير الصحة الولائي لا يرى حوجة لذلك ، بل يرى العكس تماما فهو لا يمل من تكرار وجود فائض في الأطباء مؤكدا على تشجيعهم للهجرة ، ومرة قال أنه لن ( ينصب خيمة بكاء على هجرة الأطباء ) ! وحتى بافتراض أن ولاية الخرطوم اكتفت من الأطباء فإن ضغط الولايات الاخرى يتزايد على مستشفيات الخرطوم يوميا لافتقار الولايات للعدد الكافي من الأطباء والتخصصات الهامة والنادرة ، أما الكوادر الطبية التى يزعم وزير الصحة الولائي أنه اكتفى منها فلا وجود لها في المستشفيات .. المراجعين والمرضى المحظوظين هم من تأتي أقدارهم لحظة وجود النائب ، الأختصاصيون من غير الإداريين يندر تواجدهم في المستشفيات ، ولولا مجندو الخدمة الوطنية من الأطباء لما وجد من يسعف المرضى .. كل أقسام الحوادث تعمل دون وجود طبيب مختص ، أو نائب وبالذات في المستشفيات الطرفية التي ابتدعها السيد وزير الصحة ، فهي خاوية على عروشها وتبعد عن مراكز التشخيص المتخصصة فى وسط الخرطوم ، وفي كل حال فالمريض يأتي لوسط الخرطوم لاجراء الفحوصات أو البحث عن الدواء وبالذات ان كان من مشتركي التأمين الصحي ، ولأجل ابانة الصورة فإن عدد المراكز الصحية المسجلة بدرجة مركز صحي في ولاية الخرطوم يتجاوز ( 140 ) مركزاً لا تتوفر في أغلبها تخصصات الجراحة والأسنان والنساء والتوليد ، ومستوى معامل التحاليل متواضع لا يتعدى التحاليل الأولية للأمراض الشائعة في المناطق المختلفة ، اما الأدوية التي يوصفها ( الأطباء ) فلا تتوفر في صيدليات هذه المراكز الصحية ،الارقام المتداولة ان صحت تعتبر مخيفة عن هجرة الأطباء ، ( 3,000 ) ألاف طبيب يهاجرون سنويا ، حوالي ( 10,000 ) طبيب هاجروا منذ 2012م ، وزارة الموارد البشرية قدرت عدد المهاجرين في العام 2012م بحوالي ( 7,000 ) من التخصصات الصحية المختلفة منهم ( 5,000) طبيب .. ماحدث بالأمس في مستشفى الخرطوم بحري من إعتداء بالسلاح الناري على أحد الأطباء ، وإعتداءات اخرى ربما لم يعلن عنها ، هذا يفصح عن التردي الكبير لبيئة العمل ، حيث لا يتوفر الأمن والطمأنينة للأطباء لأداء واجبهم تجاه المرضى ، صحيح أن الضغوط اليومية على المواطنين تجعل من حدوث التصرفات الطائشة والخطيرة أمراَ يجب توقعه و التحسب له ، خاصة فى ظروف يعجز فيها الطبيب عن اسعاف المريض لاسباب خارجة عن ارادته ، تكرار حالات العنف في الشارع ومكان العمل ، اصبحت ظاهرة متزايدة ومتنوعة ، كيف يسمح لأي كان بدخول مكان عام وهو يحمل سلاحا ناريا أو غير ناريا ؟ ، وكيف يسمح لأي من كان بحمل السلاح في غير المكان المسموح له حمله فيه ؟ هل السلاح مرخص ؟ هذا وضع خطير وحسب القانون فمن حق الاطباء الامتناع عن العمل فى بيئة خطرة ، مرة اخرى نقول ان اهم اسباب هجرة الاطباء هى تردى بيئة العمل .. الان اصبحت خطرة ومميتة، أين نقابة الأطباء من هذا ؟ ،،