مصعب محجوب موسى عبد الماجد الحوار الذى تهتم به الدولة وتخصص له ميزانية من قوت الشعب المغلوب الكادح وتدعو له كل أطراف المعارضة وحملة السلاح واطراف النزاع ومعارضة الداخل والخارج يجب ان يعى الجميع دوره فيه،ماذا له وماذا عليه. وان ينظر الجميع للوطن المكلوم لا إلى كراسى السلطة والكعكة التى يسيل لها لعاب المتحاورين ، لاننا نسمع ضجيج من كان خارج السلطه فإذا اعطوه كرسى ليخدم من خلاله شعبه إستكان واستعذب حياة الترف المكذوب وباع القضيه بدراهم كان من المفترض أن يستشفى بها مريضا أو يستطعم بها جائعا. وهل سيكون الحوار خاص بالسياسيين وحملة السلاح فقط؟ هل هؤلاء يمثلون الشعب أم انهم يركضون خلف أهواءهم وأمانى أنفسهم؟ . ان الحوار الذى سيخرج البلاد يجب ان يشارك فيه كافة أطياف الشعب السوداني،العمال المعاشيين الموظفين المثقفين الأدباء الشعراء أهل الفن الشباب المرأة المزارعين الطلاب وكل فئات المجتمع ، حوار يناقش قضايا الجميع ويرضى عن نتائجه الجميع .يتسم بالشفافيه وتقبل النقد ورحابة الصدر وافساح المجال للرأى والرأي الآخر . حوار تنتهى معه الاضغان والجراحات من القبليه والجهوية والحزبية والعنصريه القاتله، حوار يحس بنتائجه الراعى فى دارفور والمزارع فى القضارف والعامل فى بورتسودان والكادحين فى الجزيرة وسنار و (الدهابة)فى الشمالية. وقد أعلنت الحكومة ان الحوار سيستمر ثلاثة أشهر وهذه المدة كفيلة بان تحل قضايا السودان كلها ان صدقت النوايا . المتأمل بعين بصيرة للعالم من حولنا يرى كيف يتحالف أعداء الامس ويضعون اياديهم في أيدى بعضعم البعض ،تحالفات وتكتلات واتحادات رغم التباين والهوة الشاسعة بين هذه الدول،لغة واحدة وعملة واحدة وبرلمان واحد! ونحن نزداد تفرقا وتقسيما.!!! لقد عاشت أوربا اقسى ايامها وحروبها وتشرزمها حينا من الدهر ، وهاهى الآن تتحد وتتناسى جراحها واختلافاتها. ثمة تباينات بين ابناء الوطن الواحد لا يمكن انكارها , الا أن بالإمكان تجاوزها وصولاً إلى مزيد من العمل المشترك من اجل الوطن. من أين يأتي الوثوق بالإمكان ؟ من حقيقة أن دولاً أخرى كثيرة استطاعت تجاوز التباينات وصولاً إلى مزيد من العمل المشترك , وفي طليعة الأمثلة : أوروبا . يكفي أن نذكر أن جزءاً كبيراً من ميزانية أجهزة الاتحاد الأوروبي إنما يتم إنفاقه على الترجمة لكي ينمو وثوقنا بإمكان تجاوز التباينات . هل نعجز نحن اهل السودان عن تجاوز المرارات وسنين الحرب ونتصالح ونضع ايادينا فى ايدى بعض من اجل ان تعيش أجيال المستقبل حياة كريمة ؟! لا لن يعجزنا ذلك ومايجمعنا اكثر مما يفرقنا فقط اذا وضعنا الوطن نصب أعيننا وتركنا مصالحنا الشخصية من اجل الوطن وشعبه الصامد.