السلطة الرابعة متهمة ، تأكيدات حكومية بأن بعض الاعلاميين حصلوا على أراضي سكنية مميزة في أحياء راقية ، هذا ما أوردته الزميلة هبة عبد العظيم تحت عنوان ( بلدوزر الاصلاحات يقتحم الأراضي ) بصحيفة السوداني الغراء بتاريخ 30 سبتمبر 2015م ، ولما كنا نحسن الظن بقبيلتنا ، فإن هذا الاتهام ربما تشويش حكومي مقصود لإلهاء الإعلاميين والصحفيين منهم بالذات عن جوهر الموضوع وهو الفساد المنظم الذي جرى في الأراضي ، هذا الحديث ليس جديداً فقد سبق أن أتهم بعض الصحفيين زملاءاً لهم بتلقيهم أموالاً من جهات خارجية ، ووصل الأمر لنشر الأسماء في الصحف ، ومرة سبقت جرى حديث عن حصول بعض الصحفيين الكبار على قطع سكنية مميزة بالتقسيط المريح، بعد التخفيض المريح، والأعفاء من بقية المبلغ بعد حين ، إذن السلطة الرابعة مخترقة في بعض بنيها ، وإذا كانت تلك الاتهامات صحيحة فهذا يفسر تسامح بعض المستفيدين من الاعلاميين مع الفساد وربما تسترهم عليه ، إن حصول أي صحفي على إمتيازات بمثل ماحدث لاشك يؤثر على مصداقيته ويعيق إرادته الحرة في التعرض لمآخذ السلطة أو فسادها ، وهو ان حدث لهو امتياز غير مستحق ، لامكانية التماس مقابله سكوتاً عن الحق وبالحد الأدنى تجاهله ، وفي كل الأحوال هو قبول من لايستحق ممن لا يملك ، قانونيون ومستشارون وتنفيذيون وسياسيون وبرلمانيون حصلوا على مثل هذا الامتياز الحرام ، ومنهم من لم يحصل على قطعة أرض واحدة ، بل إثنين وثلاث ورباع وبعض المعلومات المخيفة تقول أن هناك من حصل على ( 20 ) قطعة أرض وأكثر من ذلك ،و شبه تأكيدات على نافذين قاموا بتسجيل عقارات وأراضي حكومية باسماءهم شخصياً ، لكن أن يصل هذا الامر بهذه الكيفية للصحفيين والاعلاميين فهو كارثة بكافة المقاييس ، وبعضاً ممن نسبوا الى الاعلاميين لم يسمع بهم أحد ، أتمنى على من يعنيهم الامر أن يعتذروا لقبولهم بهذا الامتياز، وأن يردوه، والا يتحللوا كما يريد لهم البعض ، قال تعالى ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) ، هذا افضل لهم ولمكانتهم ورسالتهم في أن يكونوا قدوة في النزاهة والإستقامة والإبتعاد عن الشبهات ، وهو افضل لدورهم في المساهمة في إشاعة الحريات ومناهضة الظلم والفساد والإفساد ، لاسيما وأن كثير من قضايا الفساد الكبيرة كان للصحفيين القدح المعلى في كشفها وإزاحة الستار عنها ، إن الأهوال التي كشف عنها والي الخرطوم الحالي عن بيع كل أراضي الولاية ورهن عقاراتها ومقراتها يكفي وحده دليلاً على أن الوالي السابق ومعاونيه تواطئوا لتحسين صورة لايمكن تحسينها ، باعطاء امتيازات لا حصر لها لاسترضاء كثيرين، هذا فوق انه تبديد وإهدار للمال العام فهو محاولة للافساد ، يقول ناشر جريدة نيويورك تايميز المستر أدولف . س . أوكس ( ان الصحافة مهنة لا تستميلها الصداقات ، ولا يرهبها الأعداء، وهي لا تطلب معروفاً ، ولا تقبل امتناناً .. أنها مهنة للتقاضي عن العاطفة ، والتحيز ، والتعصب الى أبعد الحدود ، فهي مكرسة للصالح العام ، ولفضح الالاعيب والانحرافات والقصور في الشؤون العامة ، وتتعامل بروح العدل والانصاف مع اصحاب الاراء المعارضة ، مهنة شعارها ، فليكن هناك نور ) ، … ان من يمنح يمنع ، نواصل