أكثر ما لفت إنتباهى فى مؤتمر المعارضة الأخير فى لندن ورود ثلاثة بنود عن اهمية الإعلام لإنجاح عملية إسقاط النظام . و بوصفى من قبيلة الإعلاميين فقد ظللت أدعوا لإنشاء إذاعات و فضائيات سودانية حره و مستقلة حتى عن صوت المعارضة و إنما تكون منبراً حراً يعكس آلام و أوجاع الشعب السودانى . و البنود من 21 الى 24 هى : 21 دراسة انشاء اذاعة بشكل عاجل و تشكيل لجنة مختصة من (5 ) اشخاص لهذا الهدف و لاستقطاب الدعم المالي . والتفكيرمن بعد لانشاء قناة فضائية بعد نجاح الاذاعة . 22 – دعم تجربة سودان بكرة مادياً وفنياً . – 23 دعم الوسائل الاعلامية القائمة الان مثل راديو دبنقا واستقطاب الاعلاميين في الاجهزة المختلفة . 24-انشاء مؤسسة اعلامية ووعاء استثماري تعنى بوضع خطة عمل شاملة . و أشير الى أننى و لأول مرة أقرأ مخرجات إجتماع للمعارضة السودانية تتحدث صراحة عن خطوات لإنشاء مؤسسات إعلامية و لكنى اطرح تساؤلاً عن الجهة التى ستتولى إختيار ال(5) المعنيين فى البند 21 ؟ و لماذا ذكرت تجربة سودان بكرة و راديو دبنقا (رغم اشادتى بالتجربتين ) فقط من دون التجارب الأخرى كإذاعة كدنتكار مثلا التى أكملت عامها الرابع كإذاعة إلكترونية تجد استماعاً واسعاً من قطاعات من الشعب السودانى ؟ و يقوم عليها مجموعة من السودانيين دون اى دعم مالى أو فنى أو برامجى من أى جهة أخرى .. إن (الخيار و الفقوس ) فى مؤتمرات المعارضة السودانية بكل اشكالها المدنية و المسلحة و الداخلية و الخارجية و اهمالها دعوة الاجسام و الكيانات النوبية الشمالية لهو أمر مستغرب له رغم جهودنا كنوبيين فى العمل لإسقاط النظام و التضحيات الكبيرة التى قدمناها و ظللنا نقدمها رغم ظروفنا المختلفة عن الآخرين ! إن إستيعاب النوبيين داخل الكيانات التقليدية أو كأفراد منسلخين عن اجسادهم النوبية فى كيانات أخرى او تهميشهم كخيار ثانى أمر غير مقبول و يجب على قوى المعارضة ان تستوعب فى أعمالها التنظيمات النوبية و هى تستوعب تنظيمات من جهات أخرى موجودة فقط على ويبسايد أو صفحة على الفيسبوك ! حتى على مستوى قيادات نوبية مستقلة يجب دعوتهم للمشاركة فى إجتماعات قوى المعارضة و عدم الإكتفاء بالتنظيمات .. على القوى المهمشة فى السودان أن لا تمارس التهميش هى الأخرى بعد ان ناضلت ضده لسنوات و إلا سندخل فى دائرة مفرغة من الصراع و نُعيد تجديد اخطاءنا التاريخية فى وطن عانى ما فية الكفاية