توطئة: كما اختتمتُ المقال السَّابق، فإن مجلس السِّلم والأمن الأفريقي قليل الحيلة، لا حَوْلَ له ولا قوَّة، في مواجهة الحكومة السُّودانيَّة، فالمجلس يظلَّ نادياً للدُّوَلِ، لا يملك الصلاحيَّات ولا الآليَّات الضَّروريَّة لتنفيذ قراراته. في واقع الأمر، هناك عقبات رئيسة تعترض مسيرتي التفاوُض مع الحركات المُسلَّحة، والحوار الوطني الشامل.. هي من صنع قُوانا السياسيَّة ونُخَبِنَا وحُكوماتِنا، وليست لامبيكي فيها ناقة ولا جَمَل.. فما هي هذه العقبات؟! أولاً: عقبات في طريقي التفاوُض والحِوَار (1) عقبة الاجتماع التحضيري (في أديس أبابا) (2) عقبة الحوار الوطني والتفاوض مع الحركات المسلحةII (3) عقبة تهيئة المناخ للحِوَار الوطني خاتمة: استعرضتُ في هذه المساهمة عقبات حقيقيَّة تعترض مسيرة وقف الحرب وتحقيق السَّلام، والتحوُّل الديمقراطي في بلادنا، وهي عقبات ترجع في الأساس للقُوى السياسيَّة، معارضة أم موالية، وللحُكومة السُّودانيَّة، وخلافاتهم في أتون الصِّراع على السُّلطة، لم تصنعها الآليَّة الأفريقيَّة رفيعة المستوى، ولا رئيسها امبيكي. ومع ذلك، فثمَّة خلاف إستراتيجي يظل عالقاً، خاصَّة بين الحُكومة والحركات المُسلَّحة، وعلى رأسها الحركة الشعبيَّة – شمال، يجدُرُ الوُقوف عنده، فهُو، في رأيي، كفيلٌ بنسف مساري التفاوُض والحِوَار الوطني، على حدٍ سواء. حضَّ هذا التحدي الإستراتيجيَّة رئيس الآليَّة بطرحه على الطرفين مشروع مُقترح مُكتمل، أدعو كل المُهتمِّين والمهمومين بالشأن العام إلى دعمه والدفع به للأمام تغليباً للمصلحة الوطنيَّة، في المقال التالي. الواثق كمير [email protected] تورونتو: أكتوبر 2015