[email protected] الأعلان والحديت عن مخاوف جدية بوقوع مجاعة وشيكة بجبال النوبة والنيل الأزرق بدأ يلوح في الأفق من جديد وبقوة، وصفت الأممالمتحدة الوضع الأنساني في جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الأزرق بأنه "خطير للغاية"، حيث أعلنت الاممالمتحدة أن السكان الذين يعيشون بمناطق سيطرة الحركة الشعبية – شمال في ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان يواجهون خطراً حقيقيا للمجاعة قريباً، وأعلن مكتب تنسيق الشئون الأنسانية التابع للأمم المتحدةبالخرطوم يوم الأثنين 5 أكتوبر2015 ان القتال في هذه المناطق بين القوات الحكومية والحركات المسلحة ادى الى تعطيل أنشطة الزراعة وكسب العيش، وأضافت الوكالة أن القتال في تلك المناطق أدى إلى أنعدام الأمن على نطاق واسع، وتعطيل أنشطة الزراعة وكسب العيش، وزادت أسعار الذرة نتيجة لذلك بنسبة 290 % في وسط جنوب كردفان. واضاف البيان "الأشخاص الذين يعيشون في مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان في ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان وغرب كردفان معرضون لخطر أنعدام الأمن الغذائي الحاد نتيجة الصراع والقصف العشوائي للمزارع الأكتفائية". وأكدت الاممالمتحدة انه جرى تقييد حركة وصول الأغاثة في المناطق التي تسيطر عليها الحركات المسلحة بالسودان في العديد من المناطق خصوصاً بجنوب كردفان والنيل الأزرق، ومن المعروف أن الحكومة السودانية تقيد حركة منظمات الاغاثة وتمنع وصول المساعدات الانسانية عبر الممرات الأمنة، فمنذ أندلاع الحرب في العام 2011 وحتي اليوم يجرى تقييد وصول منظمات الإغاثة في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمنطقتين النيل الأزرق وجبال النوبة/جنوب كردفان مما منع عمليات التقييم وتقديم المساعدات. ولا يزال الشركاء الانسانيين للامم المتحدة وبعض الوكالات الدولية –الايقاد- يتفاوضون مع الحكومة السودانية للوصول إلى هؤلاء السكان بجبال النوبة والنيل الأزرق الذين يعانون من أنعدام الأمن الغذائي. ومع استمرار الطيران السوداني في قصف القري والمزارع مازال الآلاف من الاشخاص الذين يعيشون في المناطق التي تخضع لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان يعانون من شبح المجاعة، خصوصاً وان الطيران السوداني ظل يقصف المزارع ويحرقها مع قرب وقت موسم الحصاد، هذا الوضع يفاقم من معاناة السكان هناك وخاصة مع وجود مؤشرات وسط الاطفال من حالات سوء التغذية وأنتشار الأمراض طبقا للامم المتحدة. وماذالت الحكومة السودانية تغض الطرف عن الوفاء بإلتزاماتها تجاه القانون الدولي الانساني وتستخدم سلاح التجويع ضد مواطني جبال النوبة والنيل الازرق منذ العام 2011 وحتي اليوم، وتقصف المزارع والمؤسسات المدنية الحيوية بالمنطقتين مما أضطر المئات من السكان الي النزوح واللجوء الي دولة جنوب السودان، وبالرغم من أن سكان اقليم جبال النوبة والنيل الازرق اضطروا للنزوح عن ديارهم وعبور الحدود السودانية الى معسكرات اللاجئين في دولة جنوب السودان نتيجة الجوع والقصف الجوي، أستمر طيران الحكومة السودانية في ملاحقتهم وقصف المعسكرات ومزارع اللأجئين، بينما تقوم مليشيات الحكومة العسكرية بأستهداف المدنيين في القري وتستولي علي الحبوب والزرة ، فالحقول الزراعية الموجودة بالمناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش الشعبي – المناطق المحررة وتلك التي موجودة عبر الحدود بين السودان وجنوب السودان حيث معسكرات اللاجئين ظلت طائرات الانتونوف السودانية تقصفها باستمرار منذ العام 2011 ليلا ونهارا. وبالرغم من القرارات الدولية المتعددة التي تهدف الي المساعدة في بدء حوار جاد للتوصل لاتفاق سلام بالمنطقتين بين الحركة الشعبية والجكومة السودانية، الإ أن ضعف الوسيط الافريقي ممثل في الألية الأفريقية رفيعة المستوي التابعة للأتحاد الأفريقي فشلت حتي الان في فرض شروط وألتزامات محددة لمعالجة أسباب تعذر أيصال المساعدات الانسانية للمحتاجين اليها فضلاً عن الوصول لحل عبر أتفاق سياسي بمكن أن ينهي معاناة المدنيين بالمنطقتين، لكن يبدو ان شبح المجاعة والجوع ربما سيعيد لفت الانظار الى الصراع الدائر الان بجبال النوبة والنيل الأزرق خصوصاً وأن التحديات الماثلة منذ 4 أعوام مازالت موجودة، خصوصاً صعوبة دخول المناطق الحدودية ومناطق سيطرة الحركة الشعبية في ظل قصف عشوائي متواصل من الحكومة السودانية تجعل من الصعب تقييم اثار الحرب بشكل دقيق لوكالات الأممالمتحدة والمنظمات الانسانية، لكن تقديرات الاممالمتحدة تشير الى أن أكثر من 750 ألف شخص فروا من منازلهم في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان خلال فصل الصيف الماضي 2014 فقط. في الوقت الحالي منطقة النيل الأزرق وجبال النوبة تعتبران منطقة حرب الان يتعبر علي التجار الذهاب الي هناك، وأصدر الوالي بولاية جنوب كردفان قراراً يعتبر الذين يمارسون التجارة جناة تصادر السلع والوسائل المستخدمة ويحاكمون بالسجن المؤبد. ان حملة القصف متعمدة بغية التجويع وتشريد المدنيين والقوات المسلحة السودانية تعمل لأستهداف المدنيين وهي مسئولة عن خلق معاناة انسانية بالمنطقتين. قالت الاممالمتحدة العام الماضي 2014 انها أحرزت قدرا من التقدم في محادثات مع السودان بشأن تسليم المزيد من المساعدات لجنوب كردفان – مناطق سيطرة الحكومة السودانية – لكنها أضافت أنها تريد السماح بدخول المساعدات الانسانية الي مناطق خارج سيطرة الحكومة السودانية الا أن الحكومة السودانية ترفض ذلك الا بشروط، فجهود الاممالمتحدة لتحسين الاوضاع الانسانية وتقاريرها بشأن الازمة الانسانية لا تعدو مجرد تحزير وتقاريرها حبر علي ورق لا تخشاها حكومة الخرطوم طالما قادرة علي الألتفاف عليها بمساعدة بعض الدول العظمي، فاصرار الحكومة السودانية التوقيع علي أتفاق أنساني لايصال المساعدات الانسانية وفقاً لشروطها، فضلاً عن ضعف وساطة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي وأستراتيجيات النظام الحربية سبب رئيس لحدوث المجاعة التي تحزر منها الأممالمتحدة، فالمجاعة ونقص الغذاء أن حدث فان السبب الرئيسي في ذلك هو أستمرار الحكومة السودانية استخدام سلاح التجويع وقصف المزارع الأكتفائية.