بدأت اللجنة المكلفة بتنظيم مهرجان البركل السياحي تعد العدة لقيام الدورة الثانية من المهرجان في شهر يناير من العام المقبل 2016 وقد كانت الدورة الاولي قد اقيمت في منطقة جبل البركل خلال ديسمبر عام 2014 واذا تمعنا في فكرة قيام مثل هذا المهرجان والذي ارتبط اسمه بجبل البركل في الولاية الشمالية التي تزخر مناطقها بآثار قيمة تعكس حضارة السودان والتي برهن بعض منقبي الآثار مؤخرا بعد الكشوفات الاخيرة بانها اقدم من الحضارة المصرية في شمال الوادي ومن المعروف ان جبل البركل قد تم تصنيفة واعتباره من ضمن مواقع التراث العالمي والذي يجب الاهتمام به من خلال العناية والمحافظة على معالمه وتسويقه والترويج له داخليا وخارجيا اسوة بالمواقع الاخرى المماثلة مثل اهرامات الجيزة بمصر والسؤال الذي يتبادر للذهن هو:هل ياترى كانت فكرة قيام مهرجان البركل تجسد هذا المفهوم ؟ وبكل تأكيد فإن الاجابة هي لا والف لا ويعكس صدقية هذا القول ما لمسناه في فعاليات ومناشط مهرجان اابركل الاول والذي كان من المفترض ان تتبلور فيه فكرة واهداف المهرجان ليكون الارضية والاساس للمهرجانات القادمة ولكن للاسف فقد تم اختزال فكرة المهرجان في معارض تسويق لسلع بعض الشركات المحلية وتسويق الاراضي الزراعية وغيرها من مطاعم ومقاهي مع بعض الفعاليات التي قدمت فيها بعض الانشطة المدرسية من اناشيد ورقصات تراثية وكانت حصيلة المهرجان بالنسبة للهدف صفرا كبيرا حيث لم يستقطب اي زوار من خارج المنطقة او خارج السودان وكان التنظيم دون المستوى والتغطية الاعلامية ضعيفة ولها كل العذر في ذلك لانها اصلا لم تجد مايستحق التغطية ويبدو انها حضرت لتغطية زيارة الرئيس والتي كانت هي اصلا الهدف من المهرجان وكان من المفترض مشاركة الجهات ذات الاختصاص والصلة بالهدف المذكور مثل جامعة الخرطوم ومصلحة الآثار والثقافة والاعلام والسياحة حتى تتكامل رؤى الجميع في وضع اطار شامل لفعاليات المهرجان تنسجم مع الفكرة واهداف المهرجان وليس من الضرورة بان تكون كل الفعاليات في موقع جبل البركل بل يمكن ان تنظم جامعة الخرطوم بالتنسيق مع الجهات المعنية ندوات ومحاضرات يقدمها كبار علماء الآثار الذين عملوا في السودان وعرض افلام وصور تعكس اثار جبل البركل والآثار الاخرى بشمال السودان مثل الاهرامات والمعابد ثم كان الاجدر قيام فعاليات ثقافية تعكس تراث وتاريخ المنطقة من قبل فرق مسرحية وفنية وللترويج للسياحة بالمنطقة كان المؤمل ان تشارك وزارة السياحة لاقامة مخيمات على شواطئ بحيرة سد مروي تزود بوسائل مواصلات ومطاعم ومقاهي يستضاف فيها ضيوف المهرجان من الداخل والخارج وللاسف كان يجب التركيز على المهرجان الاول لانه سوف يترك انطباعا ايجابيا لدى الزوار وهو ماكان سلبيا بالنسبة لهم خلال المهرجان الاول والذي كما ذكرت تم اختزاله في عروض التسوق والامل معقود بان يستفبد القائمون على امر المهرجان من تلك الاخفاقات حتى لو ادى الامر الى الاستعانة ببيت خبرة اجنبية حتى يخرج مهرجان البركل بالصورة التي نوفق بين عبقرية الفكرة والمنهج ونسال الله التوفيق