[email protected] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الموضوع : ( قراءة فى كتاب ) الكتاب رقم (3) : المؤلف : ( الفيلسوف الفرنسى الكبير روجى جارودى ) نبذة عن المؤلف : هو فيلسوف وكاتب فرنسي ولد في 17يوليو 1913م، وتوفي في الأربعاء الموافق 13/6/2012 في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز ال 99 عام، كان جارودي شيوعياً وتعمق في الفكر السياسي والمبادئ الماركسية حتى أصبح واحداً من قادة التنظيم الشيوعي ليس في فرنسا وحدها وإنما في القارة الأوروبية بأسرها، كما أنه صال وجال في ميدان الفلسفة دراسة وبحثاً ونقداً كواحد من أبرز المفكرين المعاصرين، وقد عكف جارودي على دراسة الأديان والمذاهب والفلسفات بحثاً عن الكثير من التساؤلات عن الإنسان، مبدؤه ومنتهاه، لماذا خلق؟، ما وظيفته في هذا الكون؟ وما رسالته؟ وإلى أين المصير؟ وجاءته الإجابة الشافية في الإسلام فآمن به وأعلن إسلامه في 2 يوليو عام 1982م، وأعلن ذلك للعالمين، وأعلن بشجاعة عما توصل إليه من نتائج وأراء منصفة للإسلام ولشعوب الأمة الإسلامية. أصدر غارودي عدداً كبيراً من المؤلفات، التي ظل فيها مدافعاً عن الإسلام ومناهضاً للرأسمالية والإمبريالية، ومعادياً لإسرائيل والحركة الصهيونية. نشر غارودي كتاباً بعنوان "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، أدى إلى الحكم عليه سنة 1998 من قبل محكمة فرنسية بتهمة التشكيك في محرقة اليهود، ولاسيما أنه فند في كتابه صحة الأعداد الشائعة عن إبادة اليهود في غرف الغاز على أيدي النازيين. نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه "ما يعد به الإسلام" و "الإسلام يسكن مستقبلنا "، وكذلك لدفاعه عن القضية الفلسطينية , وفيما يلى عرض مختصر لكتابه : " وعود الاسلام " : " لماذا أسلمت ؟؟؟ " " للمفكّر الكبير والفيلسوف الفرنسي/ روجي غارودى " 1- لم يزعم النبي محمد صلى الله عليه وسلّم أنّه اختلق ديانة جديدة, ولكنّه يدعونا الى العقيدة الجوهرية لإبراهيم عليه السلام, وعقائد الأنبياء المذكورين بعده في القرآن. 2- الإسلام لا يفصل بين علم الحكمة وحكمة الوحي,….. العلم الاسلامى في ذروته لم يفصل البحث في الأسباب عن البحث في الغايات, …… بمعنى أنّه يجيب على السؤال: كيف؟؟ ….. ولماذا ؟؟ ……. بهذه الكيفية يصبح العلم والأسباب في خدمة تألق الإنسان, وليس تحطيمه بإثارة رغباته وإرادة تسلط مجموعات أو قوميّات, ……….. فيما يتعلق بالوحي فانّه لا يتعارض لا مع العلم ولا مع الحكمة, ويعبّر عن ذلك بكلمته البليغة: " الإيمان عقل بلا حدود. " . 3- يسمح الإسلام بوضع مشكلة العقيدة والسياسة دون أن يخلطهما مع العلاقات بين الكنيسة والدولة, مثلما حدث في أوروبا, ………. ويختم قائلا: " هذا هو معنى اختيار عقيدة التوحيد, ….. فالإسلام يعنى الاستجابة لنداء الله سبحانه وتعالى, استجابة نشطة حرّة مسئولة. " 1- جوهر الإسلام وروحه: لم يشأ الإسلام أن يفصل الحكمة عن العلم, ….. فكلّ ما في الطبيعة مظهر من مظاهر وجود الله, … فليست معرفة الطبيعة – ( شأن العمل الانتاجى ) – الاّ شكلا من أشكال العبادة المقرّبة, ……. لهذا ساهم المسلمون بعلمهم في اندماج ميراث شتى: " الثقافات العالمية الكبرى " . 2- انفتاح الإسلام وتسامحه : يقول : " تتجلى هاتان الخصلتان في قبوله أفرادا وجماعات ومجتمعات غير اسلاميه , ………… فقد تقلّد يهود ونصارى وأعضاء طوائف أخرى وظائف هامّة في حكومات إسلامية عديدة, وحظيت أديان مختلفة بكامل الحقوق والرعاية,…….. بجانب السماح لغير المسلمين بممارسة شعائر دينهم دونما تضييق. "…………… ويؤكد المولّف: " أن الإسلام لم ينتشر بقوّة السلاح, ولم يسلّ النبي عليه الصلاة والسلام السيف الاّ في حالة الدفاع عن النفس, " ………. ثم يشير الى الحديث النبوي القائل: " رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر "….. ويعنى بالأخير محاربة هوى النفس. "….. ويقول مواصلا: " إنما الجهاد الأكبر هو كفاح ضدّ ألذات, ضدّ الميول التي تجذب الإنسان بعيدا عن مركزه, ………… وما زلنا نجد اليوم في هذا درسا عظيما لكثير من : " الثوريين " الذين يريدون تغيير كلّ شيء ما عدا أنفسهم, …. كما كان فيما مضى شأن الكثير من أل. ( صليبيين ) الذين كانوا في القدس وفى أسبانيا: " المراد استردادها. " … أو ضدّ هنود أمريكا: " يريدون أن يفرضوا على الآخرين ( مسيحية ) يهزوون هم منها بكل عمل من أعمالهم. 3- وحدانية الإله وتعاليه: " هذا المبدأ يفضى الى تساوى جميع البشر دون أي استثناء, الأمر الذى جعل الإسلام دعوة لتحرير الشعوب المقهورة سياسيا , واقتصاديا , ودينيا , ………… فانّ الفتح الاسلامى لم يشكّل استعمارا, فقد استقبلت الشعوب الفاتحين المسلمين الذين أنقذوهم من طغيان وغطرسة سلطات بلادهم الروحية , والزمنية, فلم يعارضوهم ,………. ولعلّ أصدق صورة تعكس هذه الحقيقة هى انّ العرب فتحوا الأندلس في بحر سنتين فقط, في حين تطلّب استعادتها منهم سبعة قرون. "………… يواصل الكاتب: 1- الاقتصاد: " يسيطر عليه النمو المتمثل في الرغبة الجنونية في زيادة وشرعية الإنتاج: إنتاج أي شيء نافع أو غير نافع , ضار أو مميت لا يهم . " 2- السياسة: " تحكمها علاقات اجتماعية داخلية وخارجية يسودها العنف المعبّر عن صدام المصالح والنزوع الى السيطرة بين الأفراد والطبقات والأمم . " 3- الثقافة : "…. عارية من المعنى والغاية : فالتقنية للتقنية , والعلم للعلم , والفن للفن , …….والحياة لغير هدف . " 4- العقيدة: "…. خاوية من التعالي الذى يمثل البعد الانسانى للإنسان. " 1- أرادوا أن يرو فيه مجرّد أداة نقل للثقافات أو الأديان الماضية, مترجما للفكر اليوناني ومعلقا عليه . 2- أرادوا ألاّ يرو فيه الاّ تأريخا سابقا على تأريخ ثقافتنا مما أدّى الى ترك دراسته لمختصين مكلفين بدراسة ما يرجع الى الماضي. 3- كل هذا ليؤكدوا أن الإسلام لم يأتي بشيء فيه جديد ولا يشتمل على شيء فيه حياة ولا يبشر بشيء ولا يعد بخير. بتصرّف من كتاب : " لماذا أسلمت " للفيلسوف والكاتب الفرنسي الكبير / " جارودى " …. عن دراسة أعدّها الأستاذ/ محمد عثمان الخشن " الناقل/ عوض سيدأحمد عوض 27/8/1991 ملاحظة : (أعلاه منشور ضمن رسالة تحت عنوان : "حوارموضوعى وهادف مع القائم بالاعمال الامريكى " محور (1) )