من ابيات الشعر الشعبى الذى غالبا ما نستدعيها لكى نهون على انفسنا بعضا من سنين الغربه الطويله وقصر ذات اليد , بيت مشهور لاحد الشعراء المجهولين وهم كثر فى وطننا الغالى السودان (الدنيا بتخونك والزمان يوريك – وقِل المال يفرقك من بنات واديك ) المهم فى حالة التعرف على الشاعر نرجو الافاده للفائده وحفظ الحقوق الضائعه دائما بسبب الطيبه الذائده , وعلى ذكر الطيبه السودانيه الذائده فان اخواتنا فى مصر القريبه لهم معنى مختلف عن كلمة ( طيب ) وتعنى الشخص المسكين الذى يمكن الضحك عليه وتمرير الامور برضاه او كما يحدث مع حكومتنا المكتسحه دوما . كل هذه المقدمه لاننا ببساطه نعانى الغربه والفرقه والشتات بدون زمن محدد او مكان معين تنتهى اليه تلك الغربه , وذاد الامر طينا طول الغياب مما يولد تبلدا وجهلا بما يدور من محدثات الامور وبدع جماعة التمكين المتنفذين , حيث البذخ والترف والسرف فى مناسبات العديده بسبب وبدونه , منها المناسبات بدون مناسبه والاضافات الحديثه من نوعية الحضور انتهاء بكمية العربات الفارهات والهدايا المستحيله , طبعا امثالنا من المتغربين والمغيبين عن واقع الحال فى البلد , تدهشنا تلك الاخبار حتى يظن ناقل الخبر باننا (مستهبلين او مغفلين ) ويتبادر اليهم السؤال التقليدى –انت ليك كم من السودان وعندما يسمع الاجابه يغير رايه فيك ويكون الوصف المناسب (طاشى شبكه او خارجها ) وهذه ايضا من محدثات اللغه فى الوطن الحبيب . عادة ما نسمع عن اعتزال لاعب مشهور ادى ما عليه من ضريبة اللعب النضيف , فيقوم النادى بتكريمه بمناسبة الاعتزال لبلوغ سن التقاعد الرياضى او الاصابه المقعده وتكون تلك المناسبات تحت رعايه وتمويل وتنفيذ من قبل الشركات او الافراد الذين يزيد دخلهم اليومى عن 2000دولار امريكى واكثر . ويتم استجلاب فريق كبير مشهور من الداخل او الخارج للمشاركه فى مباراة الاعتزال وتتبعها الهدايا والهبات والعربات , الى هنا والامر عادى لانها ظاهره عالميه معروفه للخاصه والعامه . سوداننا الحبيب مع قلة الامكانات وانحصار الدخل القومى فى تغطية مصاريف المتنفذين واقاربهم ومن يتشدد لهم فان ظهور اية ظاهره احتفاليه جديده تكون مسموعه ومسمعه تتداولها المجالس ولا تنتهى منها الا بظهور حدث جديد اكثر بدعة وشذوذا , من تلك الظواهر والمظاهر احتفال السيد الاستاذ احمد ابراهيم الطاهر( باعتزاله السياسه) وطبعا اول مره نعرف ونسمع عن مثل هذه الاحتفالات والمناسبات وطبعا لتحلية الموضوع واعطائه القدر الكافى من الترف والبهرجه ,تمت دعوة السيد المشير البشير الرئيس وبعضا من الوزراء ووجهاء البلد لكى يلعبوا المباراة النهائيه لاعتزال الاستاذ الطاهر , لم نسمع عن مثل هذه المناسبات من قبل ( او كما يردد اخوانا الغالى الشاعر عزمى احمد خليل , عباره خاصه به – ما سمعنا بيها قريب دا فى امدرمان ) اعتزل الكثيرون من اساتذة السياسه ومخضرميها اصحاب الايادى البيضاء والقلوب الطاهره نظيفى اليد واللسان , حتى سمعنا بها من بعض مدعيى السياسه من الشموليين اصحاب المواقف المهزوزه , هل ما كانت تمارسه هذه الطغمه من تجاوزات ومناورات خبيثه , يمكن اعتبارها سياسة لكى يعتزلوها .لقد اعتزلتهم وعزلتهم السياسه منذ انقلاب الجبهه المشئوم الاسود باعتبار كل من شارك او ساند او استحسن الانقلاب خارجا عن دائرة ساس يسوس . رحم الله الزعماء اصاطين السياسه وملهمى الامه حيث (الديمقراطيه فى الميزان والطريق الى البرلمان ) فاين رئيس البرلمان المعين من اولئك . خبر عاجل لفائدة الجميع – أكد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، محمد عثمان الميرغني، مرشد الطريقة الختمية، أنه لم ولن يعتزل العمل السياسي. وقال إنه لم يتلق أية نصائح طبية بالخصوص، مضيفاً أن ما ورد بهذا الأمر لا أساس له من الصحة) مجرد التفكير او السعى للحوار مع حكومة البشير الترابى –خيانة عظمى . من لا يحمل هم الوطن — فهو هم على الوطن . اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان — آمين