إعتادت صحيفة حريات الإلكترونية عرض أفلام وثائقية قصيرة زمنيا ، لكنها بمثابة إضاءة بالغة الدقة والفائدة للمشاهد والمتابع للأحداث في السودان ، وهي أكثر بلاغة من المقال ، وأستطيع القول أن العصر الراهن هو عصر الصورة والتوثيق السينمائي الصادق المخلص الأمين " ولا أتطرق هنا للأفلام الوثائقية " الشريرة " التي درج البعض على إنتاجها وتمريرها من خلال الشاشة السينمائية أو التلفزيونية ، لقد تابعت بدقة متناهية الكثير من الأفلام الوثائقية التي تعرضها حريات ، يكشف عن إحترامها لفن السينما كما يكشف عن مهنيتها التي تعجبني كثيرا . طبعا هناك الكثير جدا من الأفلام الوثائقية الرثة الركيكة ، ومن يتابع مسيرة السينما السودانية عبر تاريخها المضيء يلاحظ كثرة الأفلام الوثائقية لسنوات طويلة ، ذلك أن الفيلم الوثائقي يصنف ضمن الفلام الحقيقية – أي أنه Nonfiction بخلاف الأفلام الدرامية الروائية مثلا التي تصنف على أنها أفلام Fiction ، أي أنها تعتمد على الخيال أساسا أو على قصص واقعية ولكن بمعالجة وسياقات سينمائية ، وآخر فيلم وثائقي شاهدته فيلم " المغدور " للسينمائي الرائع وجدي كامل عن باتريس لوممبا ، وأحرز فيه تفوقا واضحا كفيلم وثائقي متميز، وإخراج متميز . أنا أيضا مثل جون جريرسون أستاذي في السينما الوثائقية أؤمن أن الفيلم الوثائقي هو المعالجة الخلاقة للواقع ، وأن الفيلم الوثائقي عمل فني مثل الرسم والمقال الصحفي " الكارب " وهذا ما تفعله حريات .