أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشدة إسقاط طائرة روسية على الحدود بين سورياوتركيا ووصفه بأنه (طعنة في الظهر) من (شركاء الإرهابيين). وتقول تركيا إن طائراتها أسقطت الطائرة الروسية بعد تحذيرها من أنها تخرق المجال الجوي التركي. ولكن روسيا تقول إنها لم تخرج قط عن المجال الجوي السوري. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أمريكي، لم تذكر اسمه، القول إن الولاياتالمتحدة تعتقد أن الطائرة الروسية تمت اصابتها في المجال الجوي السوري، بعد دخول قصير إلى المجال الجوي التركي. ويقول المسؤول الأمريكي إن هذا التقييم قائم على أساس مراقبة البصمة الحرارية للطائرة. وحذر بوتين من أنه ستكون هناك (عواقب وخيمة)على العلاقة بين موسكو وأنقرة. وأضاف بوتين "على أي حال، لم يهدد طيارونا وطائراتنا المناطق التركية بأي صورة. الأمر واضح تماما". وقال "كانوا يقومون بعملية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الجبلية شمال اللاذقية، حيث يتركز مسلحون ينحدر معظمهم من روسيا". وقال "كانوا فى مهمة رئيسية هي شن هجمات احترازية ضد هؤلاء الذين يمكنهم العودة إلى روسيا في أي وقت. هؤلاء يجب وصفهم بصورة مباشرة بأنهم إرهابيون دوليون". وهذه أول مرة تتحطم فيها طائرة روسية في سوريا منذ أن بدأت روسيا في شن هجمات جوية ضد الجماعات المسلحة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد في سبتمبر الماضي. وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسياوتركيا على تجنب التصعيد بعيد اسقاط الطائرة. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في البيت الأبيض "تركيا، كأي دولة، يحق لها الدفاع عن أراضيها ومجالها الجوي". وأضاف "من المهم جدا بالنسبة لنا الآن أن نتأكد من أن الروس والأتراك يتحدثان سويا لمعرفة ما حدث بالضبط ولاتخاذ خطوات لتجنب أي نوع من التصعيد". وقطعت روسيا كل اتصالاتها العسكرية مع الجانب التركي، وقال وزير الدفاع الروسي إن موسكو سترسل سفينة حربية مزودة بنظام للدفاع الجوي الى البحر المتوسط لتدمير "أي هدف يمثل خطرا محتملا" للقوات الروسية في سوريا. وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة الاركان الروسية في وقت لاحق إن الطراد الروسي موسكو قد تموضع مقابل ساحل مدينة اللاذقية السورية وهو مجهز بمنظومة صواريخ فورت المشابهة لصواريخ أس 300 التي يصل مداها التدميري الى 200 كيلو متر، والتي تستطع مهاجمة 6 اهداف دفعة واحدة. وقال الجيش الروسي إنه من الآن فصاعدا ستصحب طائرات مقاتلة القاذفات الروسية العاملة في سوريا. ونصحت الحكومة الروسية رعاياها بتجنب السفر الى تركيا التي تعد مقصدا سياحيا مهما للروس، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف إن التهديد الارهابي في تركيا لا يقل عما هو عليه في مصر التي شهدت الشهر الماضي تفجير طائرة مدنية روسية. وبالفعل، قررت واحدة من اكبر شركات السياحة في روسيا تعليق الرحلات السياحية الى تركيا. وأكد سفير روسيا لدى فرنسا أن أحد طياري المقاتلة الروسية قد انقذ من قبل الجيش السوري. وقال السفير الكساندر اورلوف لاذاعة اوروبا 1 الفرنسية إن الطيار نقل الى قاعدة الحميميم الروسية قرب اللاذقية في سوريا. ولم تؤكد السلطات في موسكو النبأ، ولكن مصادر موالية للحكومة السورية قالت في وقت لاحق إن الطيار الثاني لطائرة السوخوي الروسية التي أسقطتها أمس طائرات تركية أنقذ بعد عمليات بحث متواصلة عنه في الريف الشمالي لللاذقية. ونقلت المصادر أن مجموعة كوماندوس سورية نفذت عملية خلف خطوط مسلحي المعارضة في المنطقة وعثرت على الطيار، ونقل الى مطار حميميم. وكان الطيار الاول سيرغي روميانتسيف قتل على يد مسلحي المعارضة خلال هبوطه بالمظلة في مناطق سيطرتهم.