تؤكد الصور المرفقة تفاقم أزمة غاز الطبخ فى العاصمة والأقاليم. وتضاربت أقوال السلطة فى تبرير الأزمة ، ففيما عزتها من جانب لصيانة مصفاة الجيلى وأعلنت عن استيراد كميات من الغاز من الخارج ، عادت لتقول بان السبب جشع الوكلاء وأعلنت عن توزيع انابيب الغاز فى الميادين العامة ! ووصلت صفوف الأنابيب فى بعض المناطق الى حوالى نصف كيلومتر ! كما وصل سعر انبوبة الغاز الى مائة جنيه. وقال مصدر مطلع ل(حريات) ان الأزمة سببها تدنى الكفاءة التشغيلية لمصفاة الجيلى ، اضافة الى سببين آخرين ، هما عجز السلطة عن توفير العملة الصعبة لاستيراد الغاز ، وكذلك تباطؤها فى الاستيراد لخلق أزمة مخططة تؤدى الى شح المعروض فى السوق ومن ثم زيادة سعر الانبوبة مستخدمة فى ذلك الخداع ، بحيث ان السعر الجديد رغم انه سيكون أعلى كثيراً من السعر القائم الا انه سيبدو أقل من سعر السوق السوداء الذى رفعته الأزمة المخططة الى أعلى سعر ممكن (مائة جنيه للانبوبة) !. ويعانى نظام المؤتمر الوطنى من عجز ضخم فى الميزان التجارى ، فشل على اثره فى توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الكميات المطلوبة من الادوية والقمح والغاز ووقود الكهرباء . وكشف تقرير لبنك السودان المركزى عن تفاقم العجز فى الميزان التجارى للبلاد بنهاية عام 2014 ، حيث بلغت الصادرات 4.35 مليار دولار ، بينما بلغت الواردات 9.21 مليار دولار ، بعجز يصل الى 4.86 مليار دولار ، مما يعنى ان العجز يفوق حجم جملة الصادرات !! وأقر وزير التجارة صلاح محمد الحسن امام المجلس الوطني أكتوبر 2015 بانخفاض إجمالي صادرات البلاد بنسبة (49.6%) في النصف الأول من العام الحالي (2015). وكشف تقرير لمنظمة مسح الأسلحة الصغيرة ان السودان تحول الى مستورد صافٍ للنفط. وصدر التقرير بعنوان (حقول السيطرة : النفط و(غياب) الأمن فى السودان وجنوب السودان) (Fields of Control: Oil and (In)secutity in Sudan and South Sudan) ، نوفمبر الجارى . وأعدت التقرير لورا جيمس – حائزة على الدكتورة من جامعة اكسفورد ، تعمل حالياً كمحاضرة فى جامعة كامبردج ، وسبق وعملت كمستشارة للاتحاد الاوروبى بالخرطوم حول الاقتصاد السودانى وضمن فريق خبراء الآلية الافريقية الرفيعة ، كما عملت بوزارة التعاون الدولى ببريطانيا . وأوضح التقرير ان انتاج السودان فى عام 2014 كان حوالى 120 ألف برميل يومياً ، ومن هذه الكمية تصدر الشركات الثلث (حوالى 40 ألف برميل يومياً) . وأضاف التقرير ان هذا الوضع يشكل مشكلة كبيرة للبلاد ، لأن الحكومة تفشل فى توفير حاجة مصفاة الجيلى اليومية والبالغة 100 ألف برميل يومياً ، والتى تعمل بصورة غير كفؤة وأقل من طاقتها التشغيلية (بحيث ان استيراد المنتجات المكررة سيكون أكثر فائدة !) . وفيما تصر الشركات على تصدير نصيبها من الانتاج فان السودان تحول الى مستورد صافٍ للنفط فى عام 2014 ، مع ماترتب على ذلك من نتائج هامة طويلة الأمد مالياً ولوجستياً . http://www.hurriyatsudan.com/?p=192331