د.هاشم حسين بابكر *كلما قرأت تصريحآ لوزير المعادن أو الموارد المائية تزداد حيرتي ويقفذ سؤال في ذهني ما هي المعايير التي يموجبها أصبح هؤلاء وزراء,يقررون في مصير البلاد,ويرسمون لها المسار الي الهاوية..!ّ؟ *في هذا الشهر نوفمبر كان وزير المعادن في زيارة لروسيا وصدف أن كنت هناك,وزيارته كانت لحضور مؤتمر للبيئة..!!! وغابت عنه وزارة البيئة ووزيرها المختص بالأمر.فهل ياتري قدم ورقة تخص الموضوع !؟ أشك في ذلك كثيرآ. *صرح الوزير لقناة تليفزيونية أن أمريكا منعت منح السودان قرض 5مليار دولار التي وعد بها مدير الشركة الروسية..!!! *تصوروا أمريكا تمنع روسيا..!!!ذات أمريكا التي فشلت في انقاذ جورجيا وهي حليفتها من هزيمة مدوية,بل ولم تتدخل لوقف الحرب وقامت بذلك فرنسا التي أجبرت جورجيا علي قبول شروط روسيا المذلة. *أمريكا لم تستطع منع روسيا من ضم شبه جزيرة القرم لأراضيها بعد استفتاء شرعي,في حين أن خروج روسيا من القرم يشل الأسطول الروسي تمامآ ويحرمه من التواجد في البحر الدافئ الوحيد المتواجد فيه أسطولها البحري. *كما أن أمريكا لم تستطع منع روسيا من التدخل في سوريا,وهي التي تعتبر المنطقة حديقة خاصة لها,فهل بعد كل هذا تمنع أمريكاروسيا منح السودان قرضآ..!!!؟ *القروض تمنحها الدول للدول وليس للشركات.والدولة المانحة تفسح المجال لشركاتها لتنفيذ المشاريع التي من أجلها منح القرض,فهل تقدمت حكومة السودان بطلب لروسيا لمنحها قرضآ؟ لم يحدث هذا بل أن مدير الشركة الوهمية هو الذي وعد بتوفير القرض,وقد فجر السفير الروسي القنبلة بأن الشركة سودانية ولا دخل لها بالشركات الروسية.مما يعني أن الأمر خداع في خداع وحتي لو كانت روسية فكما ذكرت أن الدول تمنح القروض للدول وليس للشركات. *الشركات ذات النفوذ تضغط علي حكوماتها لمنح دولة أخري قروضآ تقوم هي بتنفيذها,فهل تستطيع شركة سودانية الضغط علي دولة عظمي كروسيا لتمنح السودان قرضآ..!!!؟ *لقد ظهر جليآ كذب وزير المعادن علي الشعب السوداني ورئاسته التي حضرت حفل التوقيع علي أعلي مستوآ في البلاد وجعل من الكل أضحوكة,أقل ما يمكن من عقاب هو عزل الوزير وتقديمه للمحاكمة. *وهذا لن يحدث فالفساد عم البر والبحر..!!! *وزير آخر وهو وزير الموارد المائية,والذي دون سابق انذار اعترته حالة وعي فجائي لن تقدم أو تؤخر.فبعد أن قطع سد النهضة شوطآ كبيرآ في منشآته جاء ليحدثنا عن السيناريو الأسوأ للسد..!!! *وزير الموارد المائية الذي قام بدور الاعلام للسد وكفت الدعاية الاعلامية التي قام بها أثيوبيا التي تفرغت لعمليات الانشاء في صمت فالاعلام قامت به وزارة الموارد المائية السودانية بقيادة وزيرها..!!! *لم ينتقد الوزير سد النهضة مباشرة بل عمم القول علي دول حوض النيل,وطلب منها اخطار بقية دول الحوض بالمشاريع التي تقيمها اعتمادآ علي مياه النيل.والمعروف أن المشروع الوحيد في الحوض هو سد النهضةهذا يعني أن المقصود هو السد وليس غيره. *ويأتي حديث الوزير بعد فوات الأوان,ولو صمت لكان أبلغ,ولطالما حذرنا من تلك المخاطر,وظل الحادبون علي أمر البلاد يحذرون ولكنه لم يستمع لهم,بل أرخي أذنه لبعض الوسواسين الخناسين,ممن أحاطوا به احاطة السوار بالمعصم,ورموه في درك سحيق لن تخرجه منه تصريحاته الجوفاء الأخيرة.فتصريحه الأخير هذا عن سد النهضة لا شبيه له الا ما قاله فرعون موسي والروح تنتزع منه حين قال آمنت برب موسي وهارون…آلآن…!!!؟؟؟ *أبعد ذلك الدفاع المستميت عن سد النهضة,وبعد أن كاد أن يتم البناء,ما الذي استجد؟ ألم تأخذك العزة بالاثم وقمت بالدفاع عن السد وأثيوبيا استغلت ذلك الدفاع ومضت في عمليات الانشاء بأسرع من المعدل؟ *قديمآ قال مكتشفوأ منابع النيل الكابتن مارك سبيك وريتشارد بيرتون في العام 1864 ان من يستطيع التحكم في مياه النيل يستطيع التحكم في مصير الدول التي يمر بها.والاثنان عضوان في المحفل الماسوني,وبعد ذلك بنحو ثلاثين عامآ انعقد مؤتمر حكماء صهيون في العام1897 وقرر بعد خمسين عامآ انشاء دولة اسرائيل بحدود مائية من الفرات الي النيل,وقد شارك المكتشفون بيرتون وسبيك بتقاريرهم عن التحكم في مياه النيل والتحكم في الدول التي يمر بها,وفي ذلك العام بالذات غزت بريطانيا السودان,وكان ذلك الغزو اعلانآ لتنفيذ المخطط. *ماذا يعني التحكم في مياه النيل؟يعني بكل بساطة بيع المياه,وبيع المياه نغمة تتردد منذ ثمانينات القرن الماضي,وتعرف بنظرية كومبي وهو أستاذ بجامعة كمبالا,وقد ذكر ان العرب يبيعون لنا البترول ونحن سنبيع لهم الماء,ناسيآ أن البترول نم استخراجه بعد صرف عشرات المليارات من الدولارات,كم يا تري صرفت دول حوض النيل في الهضبة الاثيوبية او في منطقة البحيرات لهطول الأمطار فيها.!!!؟؟؟ *ونظام الحكم الذي لا يقرأ التاريخ ولا يربط بين أحداثه غير جدير بالحكم,وتركيبته التي تضم الجهلة والفاسدين,لن تقدم خيرآ للسودان المنكوب بهم.وأي خير يرجي من نظام يتيمم الخبيث الفاسد يستوزر ولا حول ولا قوة الا بالله. د.هاشم حسين بابكر [email protected]