قريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان ألقت السلطات الأمريكية في يوم 26 سبتمبر 2002 القبض على المهندس الكندي السوري الأصل ماهر عرار عندما كان في طريق عودته من تونس إلى مدينة مونتريال الكندية حيث إقامته .. في مطار جون كيندي بمدينة نيويوركالأمريكية تم القبض عليه و بعد أن وجهت له تهم تتعلق بعلاقته بالقاعدة رحل إلى سوريا و استلمته السلطات السورية و التي قامت بدورها بسجنه وقد مارست عليه السلطات السورية كل أنواع التنكيل و التعذيب حتى تنتزع منه اعترافات بعينها و قد امتدت فترة سجن و زادت عن العام بقليل … !! و ما أن عرف و شاع أمر اعتقاله في سوريا إلا و خرج الكنديون بمختلف أعراقهم و ديانتهم و ألوانهم و سحناتهم يخرجون إلى الشوارع و السوح و الميادين العامة و كان الخروج و التظاهر بصورة منتظمة و دائمة رافعين اللافتات و مطالبين بقوة ممثليهم في البرلمان الكندي بان يمارسوا ضغوطا على الحكومة الكندية أن تتحرك من اجل إطلاق سراح ماهر عرار و إعادته إلى كندا لم تكن تلك التظاهرات حكرا على محافظة أو مدينة بعينها بل عمت كل محافظاتكندا تقريب فما كان من الحكومة الكندية ممثلة في رئيس الوزراء و وزير خارجيته أن استجابت إلى طلب الجماهير و بالفعل تدخلت الحكومة الكندية على مستوى رئيس الوزراء و أطلق سراح ماهر عرار و عاد إلى كندا في يوم 5 أكتوبر 2003 و قد هيئ له استقبال لا يقل عن استقبال الملوك … !! لم يقف الأمر عند هذا الحد بل دفعت له حكومة كندا تعويضا ماليا كبيرا جدا يصل الى عشرة مليون دولار كندى تقريبا مقابل ما وجد من عنت و تعذيب على أيدى سفاحي نظام الحكم في دولة سوريا … !! المهندس السوداني وليد الدود مكي الحسين من مواليد مدينة السوكى في السودان الذي نال تعليمه الجامعي في السودان و نال درجة البكالوريوس و الماجستير في جامعة الخرطوم متخصصا في علوم الحاسوب و بعدئذ سافر وليد إلى السعودية مغتربا من أجل لقمة العيش و إعانة أسرته الممتدة في السودان و ذلك شأن جل المغتربين من أهل السودان و لقد ظل وليد في المملكة العربية السعودية مكافحا و مجتهدا و مخلصا و مهنيا في عمله و بما فتح الله عليه من مؤهلات و خبرات حتى يعين ظل مكان إشادة و تقدير… !! لم يكن لوليد استثناء فظل يحمل هموم الوطن في مهجره مثل غيره من بني جلدته فأسس و معه نفر طيب من أبناء السودان .. موقعا اسفيريا أسموه الراكوبة لتداول الشأن السوداني و بمضي الوقت تحول الراكوبة إلى متنفس لكثير من أبناء الوطن المواليين لنظام الحكم في السودان و المعارضين له .. لهذا السبب أو لغيره ظل وليد الحسين في محبسه لشهره الرابع دون أن يتحرك السودانيون يطالبون حكومة السودان بالإفراج عنه و حتى ذلك الحراك الاسفيرى سرعان ما خبت ناره و انطفئ أواراه و لم نعد نسمع أو نطلع إلا على القليل جدا عن وليد الحسين … !! لما لا يخرج السودانيون مطالبين الحكومة السودانية بالإفراج عن وليد الحسين كما خرج الكنديون من أجل ماهر عرار و بالطبع لا أقول أن وليد أو لا أسرته سيطالبون بتعويض مالي مثلما حدث للمهندس ماهر عرار .. أقول و أنا على يقين أنهم لا يحلمون مجرد حلم للحصول على اى تعوض من حكومة السودان .. و من جانبا نريد فقط أن يخرج وليد الحسين و يعود إلى زوجته و إلى أطفاله ..!! و أخيرا فالمهندس ماهر عرار لم للكنديين الذين تكبدوا مشقة التظاهر و الخروج في أيام إجازاتهم حتى حصل عرار على حريته بينما قدم وليد الحسين للشعب السوداني الراكوبة .. ذلك الصرح الذي أصبح يشار إليه بالبنان ليس من قبل السودانيين فحسب و لكن أصبحت الراكوبة قبلة كثير من الكتاب و القراء العرب …!! نسأل الله سبحانه و تعالى أن ييسر عليك يا وليد الحسين و أن تعود إلى أسرتك و اهلك و أحبابك … !! [email protected]