" العائد " من افلام " الويسترن " التى يتم أعادة فكرة تناولها برؤى و تصوير جديد، و هو مستوحى من قصة حقيقية للكاتب الامريكى و السفير حاليا مايكل بنك صدرت فى العام 2002 .كتب مسودة سيناريو الفيلم مارك. ل . سميث و قامباخراج الفيلم المخرج المكسيكى الشهير و العظيم " اليخاندرو غونزاليس " كما لعب الدور الاساسى فى الفيلم الممثل الكبير " ليوناردو دى كابريو " فى دور ( هيو غلاس ) مع زميله الممثل الكبير أيضا " توم هاردى " فى دور ( جون فيتزجيرالد ). تدور احداث الفيلم فى القرن التاسع عشر و بالتحديد فى العام 1823 ، وهى تحكى عن صياد يعمل مع شركة امريكية – فىذلك الوقت – تخصصت فى اصطياد حيوانات القندس،"الموس " الغزال الامريكى ضخم الجثة و الدببه من جبال الروكى الامريكية.الهدف الاستفادة من فرو جلودها الذى تستهلكه مصانع فئات الراسمالية التى اشتد عودها و بدأت فى التنمر و استغلال الموارد بشكل منظم للربح و الرفاهية ! تعرض أحد الصيادين ( هيو غلاس ) لهجوم من دب " غرذلى " و هو احد اشرس فصائل الدببه وكان فى حالة دفاع عن صغاره. خلال صراع عنيف و مميت فى واحد من أجمل لقطات الفيلم، يقوم"هيو " بقتله بعد أن أضحى مشرفا على الموت،فى تلك الحالة يتخلى عنه رفاقه بعد أن قام احدهما و هو ( جون فيتز جيرالد ) بقتل أبنه.بعد شفائه يسعى للانتقام منهم……الخ فى تقديرى قصة الفيلم ليست جديدة تماما فقد عرضت السينما الامريكية من قبل فى العام 1971، فيلما مشابها مع اختلاف فى بعض التفاصيل باسم ( رجل فى البرية ) تمثيل ريتشاد هاريس وجون هوستن. ما يميز هذا الفيلم و جعله يحصد الجوائز فى هذا الموسم هو الاخراج،التمثيل و التصوير المدهش. – الفكرة المحورية للفيلم تدور حولتجسيد الامكانيات الهائلة الكامنه داخل الانسان – اذا رغب – على التمسك بالحياة و المقاومة. تتمثل فى الفيلم فى الوقائع الحقيقية التى تجابه بطل الفيلم و التى تبدو امكانية الحياة فيها منعدمة أو شبه مستحيلة، و من ثم يجتازها بجسارة،تصميم و عزيمة تفوق الحد الذى تعارف عليه الناس.الفيلم يقول بكلمات أخرى هنالك امكانيات هائلة لدى الانسان تنتظر لحظة تفجيرها و استخدامها! – الفيلم أيضا فى وقائعه و احداثه، يعكس جشع و لا انسانية الصيادين المعتدين على هذه المناطق، فى تدميرهم الثورة الحيوانية التى يعتمد عليها الهنود الحمر فى استمرار وجودهم،قتلهم للاهالى باعتبارهم متوحشين و هى نفس المقولة التى استندت عليها معظم الدول الامبريالية فى استعمارها لكثير من الشعوب. – يجسد الفيلم بشفافية، المقاومة الشرسة التى ابداها السكان الاصليين و اصحاب الاراضى، فى وجه ذلك الغزو حفاظا على مواردهم و ثقافتهم. – فى حوار ذكى و معبر يورده زعيم قبيلة " الاركارا " التى تسكن تلك المنطقة بعد اتهامه من قبل التجار البيض بأن الجلود التى يريد المساومة بها سرقت من صيادين بيض، فيرد عليه بما معناه هذا الارض ملكنا و كل ما عليها يعود لنا، لذلك عندما نأخذه منهم لا يعتبر سرقة! – الموقف الانسانى الذى يسلكه أحد الهنود ( المتوحشين ) !! فى انقاذ حياة ( هيو غلاس ) دون اعتبار بانه من ضمن الصيادين الذين يمارسون الصيد العشوائى و المدمر فى المنطقة. – الفيلم يتضمن عددا من المشاهد العنيفة، ذلك اتجاه وسم افلام المخرج الامريكى الكبير" كوانتين تورنتينو "، و أصبحت مدرسة تنفرد بها افلامه و من ثم تأثر بها كثير من المخرجين.فى رأيى لا غضاضة فى اظهار بعض المشاهد العنيفة و لكن اذا وظف ذلك العنف– بشكل معقول – لتبيان و تجسيد مرحلة تاريخية تميزت به، دون شططٍ. ذلك ما قام بفعله المخرجاليخاندرو فى هذا السفر الفنى العظيم. – هنالك لقطات فى الفيلم برع فيها المخرج و المصور،تجعل المشاهد،مشدودا،متوترا و متماهيا تماما مع احداث الفيلم،تلك اللقطات هى لقطة الدب و هو يهاجم الصياد،او الحصان و هو يقفز بالصياد نحو الهاوية و من ثم ذلك الصراع و العراك الذى يدور فى نهاية الفيلم بين الصائدين. مخرج الفيلم – المكسيكى اليخاندرو غونزاليس له عدة افلام، منهاالرجل الطائر،بيوتفل و بابل، و الاخير نال به جائزة افضل مخرج فى مهرجان " كان " السينمائى. الممثلين ليوناردو دى كابريو توم هاردى دومنيل جيسون ويل بولتر فورست قودلك نال الفيلم فى هذا الموسم، جائزة غولدون غلوب لاحسن ممثل دى كابريو و أحسن مخرج اليخاندرو غونزاليس كما رشح الفيلم للاوسكار فى دورته الثامنه و الثمانين الآتية، لجائزة افضل مخرج و افضل ممثل ديكابريو و افضل ممثل مساعد توم هاردى.كما رشح فى نفس المهرجان لجائزة افضل تصوير،منتاج،مكياج ومؤثرات صوتيه. تم تصوير الفيلم فى :كندا،الولاياتالمتحدة،الارجنتين و المكسيك. عرض الفيلم بشكل محدود فى الولاياتالمتحدة فى ديسمبر 2015 و بشكل واسع فى 8 يناير 2016 و منها مدينة تورنتو . مدة العرض 156 دقيقة الفيلم ممتع و جدير بالمشاهدة