قال الإمام الصادق المهدي في حلقة نقاش أقامها نادي مدريد بأسبانيا أمس الثلاثاء 5 أبريل إن التغيير في الشرق الأوسط حتمي وإن الغرب عليه مراجعة سياسته الخارجية مع الإقليم، وأن يعمل على مساعدة التحول في مناطق الاستقطاب الراهنة والمتوقعة، وأن يبني علاقاته بالإقليم على أسس أكثر عدلا، وشدد على ضرورة أن يعمل الجميع وطنيا ودوليا على إنجاح الربيع العربي الحالي، محذرا من فشله الذي سوف يقود للفوضى، وأكد أهمية الشعار الإسلامي مع ضرورة ابتعاده عن التجربة السودانية التي استخدمت الانقلاب العسكري وباعدت بين الإسلام وحقوق الإنسان والحرية العدالة. وكان نادي مدريد نظم حلقة نقاش حول “التغيرات في العالم العربي؟ هل هي ثورة نحو الديمقراطية؟” بدعم من وزارة الخارجية الأسبانية، وضمت في حضورها نحو 150 من الخبراء والدبلوماسيين مع عدد من أعضاء نادي مدريد من إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقال مكتب الإمام الصادق المهدي الخاص ل (حريات) إن المتحدثين الرئيسيين في حلقة النقاش كانوا ثلاثة من رؤساء الوزراء السابقين من أعضاء نادي مدريد بالإضافة للمهدي وأدار حلقة النقاش الأمين العام للنادي كارلوس وستندروب. وتحصلت (حريات) على نسخة من ورقة المهدي التي قدمها بعنوان (الثورات العربية وإعادة تشكيل العلاقات الخارجية) وتحدث فيها حول الأحوال في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكيف غابت عنه الديمقراطية وزادت أشواق شعوبه إليها، وحول الثورة في تونس وفي مصر وآلياتها وما يحدث في ليبيا واليمن والبحرين وسوريا، وحول المخاطر التي تقابل الثورة بعد نجاحها كما في مصر وتونس، وحول الملف الإسلامي وزخم الشعار الإسلامي في الإقليم وضرورة أن يتجنب التجارب الطالبانية التي جعلت الأسلمة ضد التحديث والتجربة الإيرانية الثيولوجية و التجربة السودانية التي جاءت للسلطة عبر الانقلاب العسكري وطبقت برنامجا إسلاميا متناقضا مع حقوق المواطنين ومع الحرية ومع العدل. وقدم المهدي مقترحاته للدول الغربية بضرورة بناء أسس جديدة للعلاقات الخارجية مع الإقليم ففي إطار الثورات الراهنة والتي كانت مراجعة العلاقات الخارجية القائمة على التبعية وخدمة مصالح الغرب خاصة الولاياتالمتحدة أحد أسبابها بحسب المهدي فإن على الغرب مراجعة هذه الأسس، واقترح أسسا جديدة هي: وضع حد لدعم الولاياتالمتحدة للأنظمة الاستبدادية. انسحاب القوات الأميركية من أراضي المسلمين. قبول الحكم الديمقراطي في كل الأحوال طالما كان أهله معترفين بمبادئ العملية الديمقراطية. وضع حد للدعم الأعمى لإسرائيل وإعادة هيكلة عملية السلام الحالية والمنحازة لجانب وحيد. مراجعة سياسة النفط وإنهاء سياسة السيطرة على بلد آخر بهدف السيطرة على موارده الطبيعية مما سيخلق ردة فعل عدائية من الشعوب. التأكيد على معاهدة عدم الانتشار النووي وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية. وأكد المهدي في النهاية أنه إذا فشل الربيع العربي – في إشارة للثورات الناشدة للديمقراطية التي بدأت في الإقليم والتي قطع المهدي بأنها حتما سوف تنتظم كافة الأنظمة مثلما حدث بالنسبة لنهاية الاستعمار الأجنبي في الماضي- فإن بديل الانقلاب العسكري الذي يمكن أن يحدث في ظروف قوة الشعوب المكتشفة حديثا سوف يتسبب في المزيد من الفوضى وحسب، مؤكدا أنه ليس هناك مجال للعودة لما كان عليه الحال قبل تفجر الثورات في العالم العربي . وحذر بأن الفوضى هي المناخ المفضل للتطرف وأنه ينبغي علينا جميعا وطنيا ودوليا أن “نعمل بجد لجعل الربيع العربي ناجحا”. الجدير بالذكر أن نادي مدريد عمل في الإقليم منذ العام 2002م تحت برنامج اهتم بدقرطة التنظيمات السياسية وخرج بإعلان البحر الميت في 2008م والذي دعا للتحول الديمقراطي وإنهاء الاستقطاب بين الشعوب والحكام، وتعتبر الثورة العربية الحالية خطوة هامة في إطار هذا الملف . وكانت (حريات) نشرت الشهر الماضي أن المهدي خاطب النادي بضرورة عقد منبر عاجل لنقاش ما يمكن عمله.