1- ***- لا اعتقد ان هناك من اهتم بخبر القرار الجمهوري الذي صدر في اليوم الاول من فبراير الحالي 2016 الخاص بتعيين الدكتور عوض الجاز مسؤولا عن ملف الصين بدرجة مساعد رئيس جمهورية. ***- سبب عدم الاهتمام يعود الي ان كل الذين سبق تعيينهم من قبل كمساعدين لرئيس الجمهورية وفاق عددهم الستين مساعد خلال الفترة من عام 2001 حتي اليوم، ما كانوا محل اهتمام او احترام من احد!!.. ***- لم يجد خبر القرار الجمهوري اي اهتمام شعبي لان الكل في السودان يعرف انها تعيينات "هامشية" مكتوبة بقلم الرصاص يستطيع الرئيس البشير مسحها بكل سهولة ويسر متي ما اراد وحسب بمزاجه، وتجريد صاحبها من لقب مساعد، وارساله فيما بعد الي الشارع او تعيينه في وظيفة اخري بدون اعباء في مكان اخر!! 2- ***- ان تاريخ "قصر الشعب" القديم وايضآ الجديد قد شهد نهايات اليمة لحقت اغلب المساعدين خلال فترة حكم البشير، وما من مساعد خرج من القصر بطريقة مشرفة بل مطرود بقرار جمهوري دون ان يعلم مسبقآ بسبب عزله او طرده من المنصب الدستوري!! 3- ***- شهدت البلاد ايضآ في السابق تعيين شخصيات سياسية وعسكرية كبيرة كمساعدين لرئيس الجمهورية، الا انها كانت تعيينات (عينة نادرة ما عرف السودان لها مثيل من قبل!!)، تعيينات اضحكت الملايين الي حد الاستلقاء علي القفا. 4- ***- كان هناك مثلآ تعيين جعفر محمد عثمان الميرغني الذي لو قمنا بعمل احصائية بعدد الايام التي قضاها جعفر في منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية في قصر الشعب والقصر الجديد عن الفترة من يوم 11 نوفمبر 2011 وحتي يونيو 2015… لما تعدت العشرة ايام!! ***- رغم ان جعفر كان يشغل منصب كبير في القصرين الا انه كان يكره الوظائف الحكومية والاعمال الرسمية، كان (يزوغ) من القصرين الي القاهرة ولندن ويقضي الشهور الطوال فيهما غير عابئ ولا مهتم بما قيل عن اسباب غيابه رسميآ او بما جاء في الصحف التي اثارت قضية رحلاته الخاصة علي حساب الدولة بنوع من السخرية والتهكم!! 5- ***- الغريب في الامر، انه بعد ابعاد جعفر محمد عثمان الميرغني وعودته للقاهرة وانتهاء عمله كمساعد لرئيس الجمهورية، جاء من بعده في القصر بنفس الوظيفة شقيقه الحسن محمد عثمان الميرغني، جاء في سيرته الذاتية: ( الحسن يشابه أباه في كثير من الطباع وربما يشاركه تحديداً في "صمته" ذاك الصمت الذى يفسر ماوراه بوضع المزيد من علامات الاستفهام ، لم يظهر للحسن أي طموح سياسي في فترة من الفترات ، فالرجل منهمك في أعماله التجارية وقبل ذلك دراسته ، لم تحفظ الساحة السياسية له موقف سياسي في ذاكرتها ، وربما لايذكر اسمه الا في سياق ذكر الأسرة الكبيرة و سياق ذكر أبناء مولانا محمد عثمان الميرغني، فهو بمثل مايجيد الصمت ، يشكل تناقضا في مساره بسرعة غضبه ، لكن البعض يصفه بانه رجل حركي وعملى ، وفي اتجاه مواز محب للمال، وربما يشاركه في ذلك كافة آل المراغنة ، الذين يصعب تحديد أموالهم ، وعقاراتهم ، داخل وخارج السودان، ولعل هذا بدوره سؤال كبير ربما يحتاج الى عمل إستقصائي في حد ذاته…الحسن الذى كفر بنظام الإنقاذ الى درجة كراهيته للشرك، عدل عن موقفه في المشاركة ، بل مؤيداً ومعلناً دخول السباق الانتخابي)… 6- ***- جاء الحسن الي الخرطوم بعد فترة طويلة بعد تعيينه مساعد رئيس الجمهورية، الامر الذي اثار الشكوك حول ان كان تاخيره نوع من الرفض للوظيفة!!…اولي تصريحاته التي اضحكت الناس قوله انه خلال 181 يوماً سيقوم بتغير حال البلاد والعباد!!…بعدها لا غير حال ولا صنع المحال بل فر من البلاد، اختفت اخباره تمامآ كحال شقيقه من قبل!! 7- ***- عندما تم تعيين العقيد عبدالرحمن في منصب مساعد رئيس الجمهورية، عرفت الناس علي الفور بدون الحاجة الي تفكير الي انه تعيين (كوسة!!) كما قالوا اخواننا المصريين، والا لماذا (- تحديدآ العقيد عبد الرحمن دون الآلأف من العقداء واصحاب الرتب العسكرية الاخري في القوات المسلحة احتل هذا المنصب في القصر؟!!)- ***- منذ ان تم تعيينه في القصر في 11 نوفمبر 2011 حتي اليوم لا احد يعرف احد ماهي مهامه في هذه الوظيفة؟!!..ماهي الاعباء التي يقوم بها؟ !!.. 8- ***- جعفر الميرغني ربما فر بجلده عندما علم انها وظيفة "مهمشة" لا تستحق ان يبقي من اجلها في القصر، وفر من بعد الحسن، فهل يفر عبد الرحمن ايضآ ام ان حياة (الراحات) قتلت فيه روح التحفيز والانتاج؟!! 9- ***- الغريب في الامر الي حد الدهشة، ان اغلب من شغلوا منصب مساعد رئيس الجمهورية اشتكوا صراحة من قلة الاعمال التي يقومون بها مقارنة باسم الوظيفة والمنصب، نشرت بعض الصحف ما ادلوا بها من تصريحات مثيرة…ولزمت الاغلبية الصمت والسكوت!! 10- ***- صدر القرار الجمهوري بتعيين الدكتور عوض الجاز مسؤولا عن ملف الصين بدرجة مساعد رئيس جمهورية، جاء القرار خاليآ من اي توضيحات حول مهام عوض الجاز!!، في غياب المعلومات المحددة عن الوظيفة "الهلامية"، كان من المفترض ان يقوم صاحب "الملف الصيني" بتعريف الناس ماهو نوع عمله بالضبط؟!!..ما شكل العلاقة التي تربط ملفه بباقي المؤسسات في الدولة، علي سبيل المثال: (أ)- هل سفارة السودان في بكين اصبحت من ضمن مهام عوض الجاز، وان وزارة الخارجية رفعت يدها عن السفارة؟!! (ب)- ماذا عن المؤسسات الصينية التي ابرمت عقودات تجارية وصناعية وزراعية مع وزارة الاستثمار في الخرطوم، هل سترفع هذه الوزارة ايضآ يدها عن الشركات الصينية وتقوم بتسليم ملفات الاستثمار لعوض الجاز؟!! (ج)- سد مروي الذي يتبع وزارة السدود والكباري، هل سيؤول الاشراف عليه الدكتور عوض الجاز؟!! (د)- العقودات الخاصة التي ابرمتها حكومة الصين مع وزارة الطاقة والتعدين السودانية في مجال "استخراج النفط"، هل هي الاخري عقودات ستقوم الوزارة بتسليمها لعوض الجاز؟!! (ه)- الديون الصينية علي السودان من اختصاص وزير المالية بدر الدين محمود؟!!..ام مساعد رئيس الجمهورية المسؤول عن الملف الصيني؟!! 11- اخيرآ: ***- ياتري، كم من الزمن سيبقي الدكتور عوض احمد الجاز في هذا المنصب؟!! ***- هل سيفر من القصر كما فر ولدي محمد عثمان؟!!..ام يبقي بلا اعباء كما ولد الصادق المهدي؟!! ***- هل يطيح به البشير قريبآ كما اطاح به من قبل بحجة انه (عجوز )، وعليه ان يخلي منصبه للشباب؟!! [email protected]