كقطار أملٍ سريع ..يصطدم بصخرة الخيبة فيفتتها حتة حتة … كصعقةٍ كهربائيةٍ أحيت نبض قلبٍ تحاصره سكرات الموت … … . . كفرحةٍ بعد غم … وفرجٍ بعد هم .. وسماحٍ بعد عتاب … واحتضانٍ بعد طول فراق … ككل ذلك ..وأنضر … بكي السودانيون علي امتداد المنافي والمهاجر والمهارب . ليلة امس بكوا من غير حساب ..وفرحوا من غير حساب … وهتفوا كن غير حساب … لم يكن ذلك بسبب انتصارٍ كروي .. وبس …! بكوا لأن هذا الكابتن الصغير … مثّل البطن الجابتو … بكوا لانهم شاهدوا اصرارا طالما فقدوه .. بكوا لانهم احسوا بنصر طالما انتظروه …بكوا لانهم لمحوا تعففا بعد نصر سبقه ظلمٌ ..قال ايمن حسين : باعك الكل ولا تريد ان يشتريك احد .. نعم ..انت لا تريد ان يشتريك احد …! اعيدوا النظر الي الصورة … الدمع برّد الحشا المحروق بسبب الجهد الكبير الذي لم تظهر نتيجته الاّ والجرس يقرع ..الدمع هنا علامة الصبر الطويل … صفة السودانيين وسمتهم … والفم المضموم …شيمة السودانيين يمارسون فضيلتهم المحببة …الكتمان …صفة السودانيين وسمتهم … ورفعة الراس … والفم مضموم … والعين دامعة …شيمة السودانيين عند النصر ..التعفف مع حفظ المكانة العالية السامية .. مظلوم … او … منتصر …!!! صفة السودانيين وسمتهم …! والكوع المتني الي الدرجة الاقصي عند المشي … صفة السودانيين حين تعود اليهم ثقتهم في أنفسهم … قال محمد خليفة : من انتم … ! صفتهم … حينما يسترجعون حقا لهم ضائع … ارضا سُلبت … ترقية إتأخرت … او كلمة اهانة قيلت لهم فردوها ..او فعل ذل أُرتكب ضدهم فردوه … او عودة الي وطن …او … ساااااي كدا …. سوداني وكدا …!!! صفة السودانيين وسمتهم … ! غسل فعل الكابتن هذا … هم الغاز وفاتورة الموية وكيس الخدار وحق العيش … كمن منحها جميعا للناس … ثم سري فعله سريعا في شرايين الناس اجمعين كإكسير حياة ..فجددهم وأبقاهم والفناء يحشد الجيوش … ثم وحّدهم …المهاجر منهم والباق .. النازح والفي البيت … الحاري فيهم والمتعشي ..! فبكوا … و المدامع مختلفة الطعوم …! قال نظام الدين : بكيتنا معاك يا كابتن … الله ينصر اي زول محروق زيك كدا …!!! وقال ايمن حسين : والقلوب الحايمة حولك … فرد الناس بصوتٍ واحد ونفسٍ واحد … انت يا نبع المشاعر …ما بصيبك الاّ خير …!!! يا فرير دمور …المسّخ الأرياح …!!! (نقلاً عن صفحة محمد حسن المهدى).