سمع كثيرون موت الترابي اكثر الاسلاميين الذي سطوا علي السلطة بانقلاب ديني عسكري قبل عقدين واكثر ، وخلف ميراثه هذا اذي جسيم واذي يستحيل ان يجد الكثيرون علاجا له في الوقت الراهن ،واحتمالية العلاج شبه مستحيلة ، مات في يوم السبت الخامس من مارس الحالي بعد ان تدهورت حالته الصحية ونقل علي اثرها الي احدي مشافي .. قد يصنفه كثيرون علي انه مفكر اسلامي مثير للجدل في العقود السابقة ، وله اراء جدالية جلبت عليه تهمة الهرطقة والخروج عن الراي المعروف في المنظومة الاسلامية التي تاذي كثيرون منها ، وسيتاذون حاضرا ومستقبلا ، موت الترابي لا يعني ان الفترة قد انتهت ، هو اسس لنظام ديني قابض جدا ، رغم اختلافه مع اخوته الاسلاميين السابقين ، لذلك ان الاذي والميراث المتروك سيظل كما هو . هناك من يعتقد ان موته سيعيد الامور نصابها ، باعتباره العقل المدبر لاستيلاء الاخوان المسلمين علي الحكم عام 1989 ، ادخل الترابي السودان في نفق ضيق الي حد التطرق ،وذلك بجلب عتاة المتطرفين الاسلاميين السودان لتنفيذ اجندة المشروع الحضاري التي كان يحلم بها مسبقا ، وحانت فرصة ذلك بالانقباض علي كرسي السلطة عبر الاخواني العسكري عمر البشير ، فالترابي كان يتمني ان يري السودان بخير قبل ان يترجل تاركا الدنيا ، من ادخل السودان في نفق الازمات بفكره وتخطيطه هو ومن معه ، يريد ان يراه بخير وسلام . مات الترابي من دون ان يعترف باخطاءه المرتبكة ، وهذا هو ما معروف عن جميع الجماعات الاسلامية الارهابية ، حتي من يدعون الوسطية الوهمية ، لا يعترف باخطاءهم القاتلة المدمرة ، مات حسن الترابي دون ان يعتذر لشعب جنوب السودان الذي شهد حربا جهادية بسببه بعد انقلابهم الاسلامي اللعين عام 1989 ، مات الترابي من دون ان يعترف بجرمه الجهادي اللعين علي شعب جنوب السودان الذي شهد ارهابا اسلاميا في غاية من الرعب والفظاعة ، مات الترابي من دون ان يعترف باخطاء الانقلاب العسكري الذي ادي بالسودان الي التهلكة الراهنة . هل يعتقد اي فرد او شخص ومفكر ان يعترف اسلامي بشيء ؟ الاجابة علي ذلك متروكة للجميع ان يقيموها بانفسهم ، فالتاريخ الاسلامي لا يقر بالاعتراف كمنظومة اخلاقية ،بل يبرر لذلك من اجل الاستخفاف فقط ، البعض ابدي فرحا ، ان موته سيعيد المياه الي مجاريها الطبيعية ، هو ترك وراءه ميراثا في غاية من القسوة والفظاعة لن ينتهي قريبا ، ترك الشريعة الاسلامية التي اذلت السودانيين ، وقتلهم وشردتهم واهانتهم ، وجعلتهم مشردين ومهانين في ذات ، الحل للازمة السودانية بسقوط منظومة الاستبداد الديني باكملها ، ليست حصرا علي موت الترابي ، فالترابي هو شخص يعتقد كثيرون امين في ما فعله ، لانه ببساطة يريد دولة تهين السودانيين تحت مظلة الشريعة الاسلامية ، مات من دون ان يحاكم علي ما ارتكبه