كل الأشياء الجميلة في بلدي لا تصمد كثيرا..ثمت قوي خفية تأتمر ضدها .. مجموعة عقد الجلاد كانت عملا ملهما في خارطة الغناء ومشروعا مبدعا في تجارب الفرق والجماعات الموسيقية وكنت وثلة من الأصدقاء نغدو الي مدينة ودمدني في الأعياد لحضور حفلها الراتب..أين هي مدينة ودمدني ذاتها الآن؟؟ عقد الجلاد كانت ورشة للتجريب وكان صديقنا عثمان النو (ضمانة ) للنجاح.. وقتها كانت (لاتحلموا بعالم سعيد ) نقلة نوعية لاقت اهتماما كبيرا من المستمعين والنقاد.. وقتها نقرأ لشاعرها محمد محمود الشيخ (مدني) شاعر الثورة الارتريه ونطرب لنضالات الشعب الارتري الشقيق لأجل الحرية والتحرير الذي قدم لوحات باهرة في الكفاح.. عقد الجلاد ماتزال حاضرة في المشهد رغم كل شيء ومايزال مكانها شاغرا في الساحات والمواسم… عقد الجلاد في مشروعها اقتراب من (اليومي ) في حياة الناس .. في (دفاترها) ما يستحث علي العمل والأمل ويلامس الوجدان.. في (لحونها) غناء للخبز والحرية واصطبارحاجه آمنه علي المكاره وضيق الحال… لاتحلموا بعالم سعيد تشجيني كثيرا .. أسمعها ونحن نستقبل صيفا قائظا بلا شك هذا العام و الداخل الي مكتب إدارة الكهرباء يجد لافتات تحدث عن جهد متعاظم يقومون به لأجل المواطن وراحته وعن انجازات تجعل سريان (التيار) متصلا بلاانقطاع ليلا ونهارا.. صيفا وشتاء.. اللهم اجعله خير… في معظم مكاتب الكهرباء وانت قادم لشراء حصتك مقدما تجد وعظا بخط واضح (إملأ لحظات انتظارك بالاستغفار) ..بارك الله فيكم وأصلح حالكم.. سوف نستغفر ربنا استغفارا ونتوب اليه متابا ولكن الذي يحض الناس علي ذلك هو أولي بالمعروف .. الصيف لاحت نذره وهويترجي خطة (علمية) للإمداد الكهربائي وتدابير (عملية) وقيام بالواجب نحو المواطن الذي اثقلت كاهله الرسوم والجبايات والشعارات التي لا يصدقها عمل.. الصيف الماضي شقي الناس بالقطوعات التي اضرت بالاجهزة المنزلية التي استقطع ثمنها من حصاد كدحه وعرق جبينه وهو يستغفر ربه ويرجو رحمته ومع ذلك يلزمه (صلاحه) بالدفع (مقدما) لشراء حصته دون إبطاء وهو راض حتي عن زيادة تعرفة (المياه) ولا يضجر ولو أنه في بلد آخر لوجد تعويضا كفاء مالحقه من ضرر… ما يعانيه المواطن كل صيف في الكهرباء يتضاعف في بعض الأحياء في مياه الشرب بصورة حادة ودون حلول ناجزة مما يفاقم معاناتهم وشقائهم… الصيف ذاته يتطلب من الجهات الصحية وادارة الوبائيات الاستعداد بدلا من مناجزة السيد وزيرالصحة للصحافيين ومايكتبون… صورة أخري بين يدي الصيف.. الاسبوع الماضي منتصف النهار بإحد الطرق اكتظاظ لعدد من المركبات بسبب مخالفات مرورية وتذمر بالغ من المواطنين بسبب من الانتظار لانقطاع (الشبكة) بخصوص الايصال والغرامات والحر يلفح الوجوه ويضر بالمركبات والروح في الحلقوم.. المسألة ياسادة هي في الوازع الأخلاقي وهذه لا يكتسبها المسئول أو الموظف كمنحة ربانية وإنما تربية ومسئولية واحترام للذات وتقدير لقيمة العمل كهدف بحد ذاته ومقصد نبيل .. لو ان ثمة محاسبة وفقا للشعارات المرفوعة والدعاوي المبثوثه لتبدلت احوال كثيرة .. التحيات النواضر..مجموعة عقد الجلاد الغنائية.. محمدعكاشة صحيفة أخباراليوم-الأحد13مارس 2016.