(o) ما حدث في ادارة مشروع الجزيرة قبل ايام يعكس مدي الفوضي والاستهتار التي توضح كيف أن هذا المشروع العملاق اصبح مصيره في يد اقزام من الجهل النشط الذين استطاعوا توظيف اموال و ممتلكات المشروع في رشاء المسئولين بشتي الطرق (تبرعات ، دعم ، مساهمة ) ومختلف الاساليب للإبقاء عليهم و ادارة عين مغمضة عن ما يدور و عن ما يفعلون . بعد تعيين نائب للمحافظ كان يشغل مدير الادارة الزراعية ومساعدين للجزيرة و آخر للمناقل ، اعتقد البعض ان ما يجري من ترتيبات ادارية تهدف الي السير في طريق اعادة المشروع سيرته الاولي خاصة قبل ايام ، بعد إعادة تعيين 23 من خيرة الكوادر التي عملت بالمشروع في وظائف زراعيين و مهندسين و مشرفين وعندما أصبح هؤلاء الخبراء غاب قوسين من استلام مواقعهم ، تم الاستغناء عنهم والغي تصديق اعادة تعيينهم فجأة وبدون ابداء اسباب والمشروع في امس الحوجة لامثال هؤلاء الخبراء لقيادة التغيير في اطار اعادته سيرته الاولي .اعادة تعيين هذه الكوادر اصحاب الخبرات الذين عملوا طويلا سيشكلون القاعدة الذكية لانطلاقة المشروع ولعل ذلك لن يرضي الفاسدين المتحكمين الذين ستنكشف مفاسدهم و فضائحهم و اولها إنهيار العروة الصيفية وغياب دور المحافظ في ما يحدث للموسم الزراعي حدود صلاحياته . (o) ما يدور في مشروع الجزيرة هذه الايام لا يجب ان يمر مرور الكرام لجهة انه مخطط لتدمير المشروع يسير بخطي حثيثة خاصة بعد الابقاء علي الذين دمروا المشروع و ما يزالوا من أولئك الزنابيج الذين يقومون الآن علي أمر المشروع الذي اصبح تحت رحمة نقابي بالكاد يفك الخط وبلغ الاستهتار والإهمال بان اصبح هذا النقابي مدير للموارد البشرية HR و هي وظيفة تتطلب مؤهل فوق الجامعي و يشغرها اليوم هذا النقابي (خريج) ثالثة ابتدائي (أولية) وتحت تصرفه مليارات من الجنيهات ، أموال عاملين و اموال من عائدات ممتلكات المشروع ، يتصرف فيها وكأنها خاصته ،حفاظا علي موقعه، يدفع المليار و اصحاب الحق يتسولون رغيف الخبز. دفع مليار جنيه لمهرجان (أيلا) للسياحة والتسوق حتي تم تعيينه رئيس لجنة التراث والسياحة واختير ممثل للعاملين في مجلس ادارة المشروع علما أنه لا توجد نقابة لان جميع العاملين في الخدمة المؤقتة ولا يحق لهم تكوين نقابة . الحكومة بجلالة قدرها بكل منظريها وفلاسفتها وعلماءها و من يدعي خبرة و مكانة و مناصحة وفهما صمتوا تجاه هذه الصورة الشائهة التي لا تصدق و كأن السودان اصبح عقيما من متعلم او صاحب خبرة وتجربة ليترك امر مشروع الجزيرة لرجل جاهل بكل المقاييس يتحكم فيه كما يريد وكيف ترضي الحكومة و مجلس وزراءها ومجالسها التشريعية المحترمة بأن يشغل رجل شبه أمي موقعا دقيقا و حساسا ،هنالك آلاف المختصين والخريجين اصحاب التخصصات الرفيعة اولي بالموقع منه . أي فضيحة أكبر من ذلك وكل انتلجنسا النظام و حماته شهود علي هذه المسخرة التي تجري مشروع عالمي اطلق عليه الظاهرة الكونية الفريدة ، شيده الانجليز لينتهي علي يد عامل شبه أمي . (o) تقدم تحالف المزارعين بالجزيرة والمناقل بمقترح عملي وذلك بتكوين جبهة عريضة للدفاع عن مشروع الجزيرة تضم كل العاملين بالمشروع من موظفين وعمال زراعيين و مزارعين وملاك الاراضي و المعاشيين بالإضافة الي الاحزاب السياسية ومنظمات العمل المدني وطلاب الجامعات بولاية الجزيرة . تمكنت سكرتارية التحالف في وقت سابق من لقاء تجمع الاحزاب السياسية بولاية الجزيرة لدعم هذه الجبهة العريضة باعتمادها مكون اساسي في برنامجها السياسي ، المقترح وجد المباركة والدعم من الشيخ عبدالله ازرق طيبة الذي اكد أن تحالف المزارعين يعبر بصدق عن مزارعي المشروع وحقق الكثير مباركاً خطوة قيام جبهة الدفاع التي تهدف الي المحافظة علي ما تبقي في المشروع كما جاء في قرار رئيس الجمهورية . جبهة الدفاع تعمل علي حماية المشروع وعدم التصرف فيه و الدفاع عن قضايا المزارعين و الغاء قانون 2005 وتطبيق قرار المحكمة بإلغاء القرار الذي اصدرته ادارة المشروع بإلغاء وظائف 3577 من العاملين وإعطائهم حقوقهم كاملة وحل قضية أجارة اراضي الملاك والمحافظة عليها بعدم بيعها ، التصدي للخطر البيئي الذي تفجر في المشروع من استخدام المبيدات و انعكس علي صحة المواطنين و تفشي امراض السرطان والفشل الكلوي وتقديم كل من اجرم في حق المشروع للقضاء. (o) خارطة طريق اعادة المشروع الي سيرة افضل كما جاء في مقترح جبهة الدفاع عن المشروع تقوم علي أن هنالك اعداد كبيرة من الخبرات والكوادر المؤهلة في كافة المجالات تمثل حلقة وصل بين تلك الاجيال التي علي كاهلها قام المشروع و ما تزال قادرة علي العطاء وبينها وبين التقاعد سنوات وهؤلاء هم الثروة الحقيقة المتبقية من المشروع ،لابد من الاستفادة منهم في اعادة بناء المشروع الجديد ولكن للاسف اتضح ان من يتولي ادارة المشروع الآن لا يريد ان تعود هذه الكوادر و الخبرات لقيادة التغيير ، بذلوا كل جهدهم في عرقلة عودة واعادة تعيينهم بفضل هيمنة نقابة الرجل (الواحد ) الذي فوّت فرصة نادرة كانت ستضع نهاية للفوضي و التردي التي يشهدها المشروع. الآن فقط تأكد للجميع ان شعار اعادته سيرته الأولي يجب ان تبدأ اولا باعادة من يتحكم في المشروع حاليا الي سيرتهم الاولي عندما كانوا يشغلون وظائف سعاة و سواقين و فراشين عاطلين عن أي موهبة أصبحوا الآن و لسخرية الاقدار في موقع الحل و العقد و حكومة السجم والرماد صامتة كالبوم البعجبو الخراب . (o) يا أيلا ..مشروع الجزيرة كنز ضخم .. أعملوا حسابكم ، كل كنز حارسو جان! [email protected]