الجبهة السودانية للتغيير: لنجعل من يوم 30 / يونيو المشئوم ذكرى لضحايا الإبادة الجماعية في السودان منذ استيلاء نظام الجبهة الإسلامية القومية في صبيحة يوم الثلاثين من يونيو 1989، المشؤوم، على النظام الديموقراطي في البلاد، أصبحت أعناق أبناء وبنات الشعب السوداني محكومة بقراراته الدموية التي تناسلت حروبا وقتلا ودمار وتشريدا إلى يومنا هذا، فغاب الأمن والأمان والسلام والإستقرار من كل أقاليم ومدن وقرى وأحياء الدولة السودانية، وتخضبت أراضيها الطاهرة بدماء الأبرياء حتى ارتوى أديمها، وما زال سفاح القرن وأركان حربه ومن خلفهم حزب المتأسلمين يطمحون في المزيد من إهراق الدماء السودانية البريئة للإستمرار في الحكم المغتصب. ولكي نوثق لكل تلك الدماء الطاهرة وأرواح الضحايا الأبرياء، ونعمل على إحياء ذكراهم والإحتفاء بها سنويا، تقدمت الجبهة السودانية للتغيير بمقترح إلى السيد/ الأمين العام للأمم المتحدة بجعل يوم الثلاثين من يونيو من كل عام، يوما للإبادة الجماعية في السودان، إحياءً لذكرى ضحاياها، ووفاءً للذين فقدوا أرواحهم الغالية فداءً لشعبهم من أجل أن يعيش حرا كريما أبيا. تقدمت الجبهة السودانية للتغيير بهذا المقترح معنونا للسيد/ الأمين العام للأمم المتحدة وإلى السادة/ أعضاء مجلس الأمن الدولي وإلى المنظمات الإنسانية، والحقوقية الدولية والإقليمية والمحلية في يونيو/2015، مشفوعا بصحيفة سوابق النظام المثقلة بالجرائم والفظائع والآثام بحق أبناء وبنات الشعب السوداني منذ إستيلائه المشئوم على السلطة الشرعية في البلاد، مصحوبا بالمستندات والشواهد والتواريخ التي تأكد ما هو مؤكد من حروب ومجارز وأماكن قتل وتعذيب وعمليات إغتصاب فردية وجماعية في كل من، سجون ومعتقلات وبيوت أشباح النظام، لدي منظمة الأممالمتحدة، والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، لكي يتم إعتماد هذا اليوم يوما في روزنامة الأممالمتحدة ليحي العالم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في السودان، ذلك البلد المنكوب الذي فقد أرواح الملايين من أبناءه، وما زالت شلالات الدم تتدفق دون إنقطاع، والموت المقيم يهدد حياة الملايين من السودانيين بتعدد أسباب الهلاك والمنايا، من حروب واغتيالات ومسغبة وانعدام أسباب الحياة من غلاء طاحن في السلع الضرورية، وانعدام الرعاية الصحية وتلوث البيئة بفعل فاعل، وما تسببه من سرطانات أصبحت وباءً قاتلا. إن الجرائم التي تم، ويتم إرتكابها في السودان لا يشملها بطبيعة الحال التقادم المسقط للجرائم، وما زال ذوو الضحايا في دارفور وجبال النوبة وجبال الإنقسنا، وشهداء الثامن والعشرين من رمضان. وضحايا المعتقلات وبيوت الأشباح. وضحايا يناير 2005 في بورتسودان. وضحايا يونيو 2007 في كجبار. وضحايا سبتمبر 2013، وكل ضحايا هذا النظام القاتل من سياسيين وطنيين وطلبة وطالبات وشباب قض، في انتظار تحقيق العدالة وإنصافهم حتى تهدأ النفوس ويتحقق السلام العادل، ويشعر الذين هم في مهب رياح تلك الإنتهاكات بالإطمئنان، وأن أرواح ودماء وممتلكات ذويهم وأحباءهم الذين قضوا في حروب النظام الإنتقامية لن تذهب هدرا، وحتى يعلم الأحياء منهم أن عدم نسيان الماضي وإحياء الذاكرة الوطنية الجماعية من أهم مرتكزات وفلسفة العدالة الإنتقالية. وإلى أن تحين لحظة تحقيق العدالة والقصاص من الجناة، وتصبح ظاهرة الإفلات من العقاب من مخلفات الماضي البغيض، دعونا نحتفي بذكرى شهداءنا الأجلاء، ودعوا العالم يشاركنا في الاحتفاء بهم وتذكرهم، وذلك بتخصيص يوما عالميا من كل عام لذكرى ضحايا الحروب والإبادة الجماعية في السودان، لأنهم قُتلوا من أجل حريتنا وكرامتنا، ومن أجل أن يتم الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ليعم السلام والإستقرار ربوع بلادنا وكل بلاد العالم. ووفاءً لذكرى شهدائنا يجب أن نستحث الههم والطاقات، وإسقاط كافة دعاوى المساومات التاريخية التي تسقط حق الضحايا في القصاص والعدل والإنصاف، وتوحيد كافة الجهود من أجل إسقاط نظام الشمولية والإستبداد والطغيان لإقامة دولة العدل والسلام. الجبهة السودانية للتغيير 30/يونيو/2016